دلائل كثيرة تشير بوضوح إلى أن جنوب سيناء تعيش حقبتها الذهبية من خلال قفزات حضارية عملاقة بعد أزمان من النسيان.. زخم شديد وأحداث متلاحقة وكل يوم خبر مثير للبهجة والبشر والتفاؤل.. منذ أيام رفعت ألمانيا حظر سفر مواطنيها إلى مدينة طابا وساحل خليج العقبة وهو ما اعتبره الخبراء مقدمة لفتح سياحى جديد لربوع مصر المتميزة عالميا.. وطوال الأعوام الماضية لم تنقطع المؤتمرات الدولية التى اختارت شرم الشيخ مقرا لها كمدينة عالمية ذات طبيعة خلابة برهنت للعالم أن مصر آمنة مستقرة.
وفى ذات الوقت الذى تجرى فيه الاستعدادات لعقد أول مؤتمر عالمى للسياحة الصحية فى مصر والمقرر انعقاده خلال سبتمبر القادم بدأت أيضا ومبكرا استعدادات عقد مؤتمر «سانت كاترين الخامس لتسامح الأديان.. هنا نصلى معا» المقرر انعقاده خلال يومى 10 و11 أكتوبر المقبل وذلك باجتماع تنسيقى يعد الأول من نوعه، استضافته اللجنة الدينية بمجلس النواب برئاسة الدكتور أسامة العبد وبحضور الدكتور عمرو صدقى رئيس لجنة السياحة والطيران والدكتورة مارجريت عازر وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب والدكتور أسامة الأزهرى ممثلا عن الأزهر الشريف ووزراء الآثار والهجرة والاستثمار والأوقاف ومفتى الديار المصرية وممثل عن بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية ووزارة السياحة والدكتور أحمد عواض رئيس هيئة قصور الثقافة وهانى عزيز رئيس جمعية محبى مصر السلام، فضلا عن اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، وذلك لمناقشة أطر الاحتفاء بالمناسبة التى وجدت صدى عالميا كبيرا لها خلال السنوات الأربع الماضية.
عبر اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء عن انبهاره وإعجابه لما وصفه بتحالف الحشد الداعم من القيادات والوزراء لملتقي الأديان، مشير إلي أن هذا الدعم كان الدافع لإنجاز كافة الاستعدادات الجديدة لاستقبال النسخة الخامسة من الملتقي المقرر فى أكتوبر القادم.
وأكد فودة أن رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى واهتمامه الشخصى بمثل هذه الفعاليات عامة وما يجرى منها على أرض جنوب سيناء كانت وراء إتمام الإنجازات بمعدلات غير مسبوقة فى مدن المحافظة لتغدو فخرا لكل من ينتمى لمصر أمام زوارها الأجانب، مضيفا أن جهودا مثمرة بذلها كل من وزير الآثار ووزيرة الهجرة لملتقى الأديان الخامس سوف تنعكس إيجابيا على عدد الحضور سواء من المصريين العاملين بالخارج أو سفراء وممثلى الجاليات الأجنبية فى مصر.
وقال: «لقد بدأنا الخطوة الأولى والمهمة باجتماعنا التنسيقى بمجلس النواب لتكتمل مقومات دعوتنا للعالم لمشاهدة ومعايشة الأمان المتجسد فى مصر»، مشيرا إلى أن ذلك كان نتاج جهود مشتركة من جانب المؤسسات المعنية خاصة مؤسسة الرئاسة التى وجهت ببناء مسجد وفندق صديق للبيئة ومتميز الخدمات بسانت كاترين وجار التنسيق مع وزيرة الثقافة لسرعة إنجاز متحف الزعيم أنور السادات ليتم افتتاحه خلال الملتقى، وكذلك من المقرر إقامة مسرح ثابت بوادى الراحة لعرض الفعاليات الاحتفالية المختلفة بكاترين.
وأضاف محافظ جنوب سيناء «من المقرر قيامى بزيارة اليونان بداية شهر أغسطس القادم للالتقاء مع نائب وزير خارجيتها لتوقيع اتفاقية تآخ وسوف أنتهز الفرصة لدعوته ودعوة كبار المسؤولين هناك لحضور فعاليات الملتقى»، مشيرا إلى أنه تم رفع كفاءة مطار سانت كاترين من خلال صيانة الممرات ودعمه بالأجهزة الحديثة لضمان كفاءة إقلاع وهبوط رحلات الزائرين.
ووصف الدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب خلال كلمته فى بداية الاجتماع التنسيقى الحضور من المسؤولين الشعبيين والتنفيديين بمحبى الوطن الذين اجتمعوا لرسم مستقبل أفضل يستظل به أبناؤه لإرسال رسائل إيجابية لمختلف أنحاء العالم من أرض المقدسات تقول بوضوح إننا أرض السلام ودعاة محبة وإخاء نبذل جهودنا المخلصة لترسيخ المحبة ونبذ الإرهاب والعنف.
وقال: «هذه الرسائل نؤكد من خلالها وندعو بها إلى أن نستبدل بالإنفاق على التسليح والحروب الإنفاق على تأليف القلوب ومنح الإنسانية الاهتمام بلمسة حانية لأنها الأجدى والأبقى بدلا من حصاد زرع الكراهية».
أضاف العبد أن اللجنة الدينية بصفتها مؤسسة تشريعية تمثل ضمير الأمة وتجسد رغبة وتطلعات الرأى العام المصرى تدعم بكل الأدوات التى تملكها توجهات القيادة السياسية التى دأبت على الانطلاق بمصر إلى آفاق عالمية سوف يكون لها مردودها الإيجابى والمثمر فى تحقيق الرخاء لأبناء الوطن.
وفى كلمته خلال الاجتماع أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن ملتقى الأديان هو من أهم وأفضل الفعاليات لمصر وللإنسانية من حيث التأثير، مشيرا إلى مفهوم التسامح الذى يجسده الملتقى جغرافيا وتاريخيا وموضوعيا بمجاورة المسجد للدير فى سانت كاترين وهى أرض مقدسة لدى جميع الديانات السماوية.. بينما تقام الصلوات فى ذات الوقت لإله واحد نعبده جميعا فى وئام وسلام، مؤكدا أن ذلك يشيع الود والمحبة والإخلاص والتسامح وهى معان وقيم تدعم روح التعاون والمشاركة والتكامل والتضامن وهى رسالتنا الأولى لكل العالم.
وأوضح جمعة أن انعقاد ملتقى الأديان للمرة الأولى قبل أربع سنوات كان بمثابة مخاطرة كبيرة إلا أن أبناء مصر من القوات المسلحة والشرطة وأهالى سيناء من البدو أثبتوا أنهم على قدر المسؤولية وترجموا عشقهم لمصر ببراعتهم فى تأمين الوفود فى قلب الجبال الخطرة وهو ما انعكس على زيادة الثقة العالمية فى القدرات المصرية.
ومن جانبها أعربت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج عن شكرها وتقديرها لجهود اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء والتى أثمرت ما وصفته بالملامح العالمية شديدة الخصوصية والتميز لمدن محافظة جنوب سيناء، مشيرة للفارق الكبير بين الأمس واليوم الذى يشهد إنجازات ليس لها مثيل على أرض المحافظة.
وقالت الوزيرة «إننا من خلال ملتقى الأديان فى مدينة سانت كاترين نروج لكفاءة وإمكانيات وتميز الدولة المصرية عالميا فى مرحلة تاريخية فى أمس الحاجة لدعم قيم السلام والتسامح وتعبر من خلال ذلك عن التقدم والتحضر المصرى»، مشيرة إلى أن العالم لا يزال مشدوها بمشهد افتتاح مسجد الفتاح العليم والكاتدرائية بالعاصمة الإدارية الجديدة بحضور الرئيس السيسى وفضيلة شيخ الأزهر وبابا الإسكندرية وهو المشهد الذى يتحتم استثماره للأبد وجعله قوة دفع دائمة لرسائلنا الإيجابية لكل العالم ليتكامل مع الحدث المتجدد سنويا فى ملتقى الأديان بسانت كاترين.
وأكدت وزيرة الهجرة أن الوزارة بصدد تنظيم المؤتمر الأول للكيانات المصرية بالخارج فى قلب العاصمة، مشيرة إلى أن المقصود بتلك الكيانات هى التجمعات المنظمة للمصريين والمشهرة فى دولة إقامتهم وذلك بهدف تجميع المصريين لمناقشة وضع أسس لإسهاماتهم فى تنمية الوطن والارتقاء بمقدراته، موضحة أن المؤتمر سوف يكون فرصة رائعة لدعوتهم والترويج من خلالهم لملتقى الأديان بسانت كاترين استثمارا لقدراتهم كقوى ناعمة يتحتم التنسيق معهم لدعم السياحة فى مصر عامة والسياحة الدينية خاصة.
أضافت أن الوزارة تعمل حاليا على استثمار قواعد المعلومات التى وفرتها الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية لمؤتمر شباب المصريين بالخارج الذى عقد العام الماضى برعاية البابا.
وأعرب الدكتور خالد العنانى وزير الآثار فى كلمته عن تقديره للجهود المبذولة على أرض جنوب سيناء بقيادة المحافظ اللواء خالد فودة ووصفه بالرجل الذى استطاع باقتدار صناعة حالة تجاوزت بمراحل كونها حدثًا، موضحًا أن هذه الحالة قدمت إبداعا وابتكارا غير مسبوق للترويج لمصر من خلال رسالة مركبة المضمون لتشمل الدين والثقافة والسياحة والأمن والآثار، مؤكدا أنه من أجل ذلك والكثير غيره هو حريص على المشاركة فى كل مراحل فعاليات ملتقى الأديان.
وقال العنانى إن وزارة الآثار استعدت للحدث بطبع كتيب عن الدير من المقرر طبعه قبل موعد الملتقى كذلك احتفلنا بانتهاء وافتتاح المرحلة الاولى من تطوير دير سانت كاترين، كما افتتحنا العام الماضى فسيفساء التجلى الشهيرة التى تبلغ مساحتها 42 مترا مربعا فضلا عن افتتاح نصف مكتبة الدير والتى تعد ثانى أكبر مكتبة فى العالم بعد مكتبة الفاتيكان، مضيفا: «نبذل جهودنا الآن ليرى العالم هذه الإنجازات من خلال شبكة علاقات قوية بين وزارة الاثار ومؤسسات ومسؤولين من مختلف دول العالم وهو ما ينعكس على زيادة أعداد الحاضرين لملتقى الأديان عن العام الماضى، والذى سيشهد مشاركة السفراء الأجانب ليشهدوا واقع الأمن فى سيناء».
ووصف الدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية ملتقى الأديان بالحدث العالمى الكبير، مؤكدا أنه يجب بذل كل جهد لاستثمار فعاليات الملتقى باعتباره حدثا غير مسبوق مثله فى ذلك مثل حدث افتتاح المسجد والكاتدرائية بالعاصمة الإدارية الجديدة، مشيرا إلى أنها دلائل ساطعة وتتجدد باستمرار لتعبر عن رفض مصر حكومة وشعبا وأرضا للعنف والارهاب والتفرقة على أساس عنصرى. وأضاف علام «إننا من أرض سيناء نكافح بإيمان وعقل ضد كل فكر متطرف بيد تحمل السلاح وقلم ينشر الوعى فى كل ربوع الدنيا»، مشيرا إلى كفاءة قدرات خريجى جامعة الأزهر ومراكز التدريب التابعة لدار الإفتاء التى توفد كوادرها لنشر الفكر الدينى الصحيح فى جميع الدول.
وتحدث هانى عزيز رئيس جمعية محبى مصر السلام بفخر عما أثمره ملتقى الأديان خلال الأربع سنوات الماضية، مؤكدا أنه بعد اعتماد الفاتيكان لرحلة العائلة المقدسة فى مصر واعتبارها ضمن طقوس الحج المسيحى، جار العمل على مشروع مواز تدور فكرته حول إحياء عادة زيارة «آل البيت» فى مصر بعد تنفيذ خطة إعداد وتجهيز وترميم المزارات والأضرحة.
وقال: «نسعى جميعا لتعزيز كل الفرص المتاحة واستثمار قدرات مصر وكنوزها لجذب مزيد من الزوار بصناعة انطلاقات جديدة للسياحة فى مصر رغبة فى تعظيم العائد منها على الدخل القومى بما يحمله من رخاء اقتصادى للوطن والمواطنين».