x

زي النهارده.. وفاة مصطفى صادق الرافعي

السبت 11-05-2019 21:59 | كتب: ماهر حسن |
مصطفى صادق الرافعي - صورة أرشيفية مصطفى صادق الرافعي - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

يعود أصل عائلة الرافعي إلى طرابلس في لبنان، أما فرع أسرة الرافعى في مصر فقد أسسه الشيخ محمد الطاهر الرافعى الذي وفد إلى مصر سنة ١٨٢٧، ليتولى قضاء المذهب الحنفى، وتتابع نزوح آل الرافعى بعد ذلك، ويقول محمد سعيد العريان في كتابه «حياة الرافعى» إن القضاء الشرعى كان العمل الرئيسى لرجال أسرة الرافعى حتى وصل الأمر بوصول نحو أربعين قاضيًا من آل الرافعى في مختلف المحاكم الشرعية المصرية، وأوشكت وظائف القضاء والفتوى أن تكون حكرًا عليهم، وأثبت اللورد كرومر هذه الملاحظة في تقاريره، أما مصطفى فقد ولد في أول يناير سنة ١٨٨٠ في بيت جده لأمه في قرية بهتيم، فيما عاش حياته في طنطا وحصل على الابتدائية، ثم أصيب بمرض أقعده في سريره لشهور.

وخرج من هذا المرض مصابًا في أذنيه، وظل المرض يزيد عليه حتى فقد سمعه، ولم يحصل الرافعى في تعليمه النظامى سوى على الشهادة الابتدائية، غير أن هذا القدر من التعليم وإصابته بالصمم لم يفتا في عزمه وأخذ نفسه بالجد وعلم نفسه بنفسه، حتى استطاع أن يكتسب ثقافة رفيعة وضعته في الصف الأول من أدباء عصره ومفكريه.

عمل في ١٨٩٩ ككاتب محكمة في محكمة طنطا الشرعية، ثم إلى المحكمة الأهلية، وبقى فيها حتى توفي. لم يستمر الرافعى في كتابة الشعر حيث انصرف إلى الكتابة النثرية وانخرط في مجال الدراسات الأدبية وأهمها كان كتابه عن «تاريخ آداب اللغة العربية» وهو كتاب بالغ القيمة، ولعله كان أول كتاب في موضوعه يظهر في العصر الحديث لأنه ظهر في أوائل القرن العشرين وبالتحديد سنة ١٩١١.

ثم كتب الرافعى بعد ذلك كتابه المشهور «تحت راية القرآن» وفيه يتحدث عن إعجاز القرآن ويرد على آراء الدكتور طه حسين في كتابه المعروف باسم «الشعر الجاهلى»، كما كتب المقال الذي أخلص له في الجزء الأخير من حياته وأبدع فيه إبداعًا عجيبًا، والمقالات التي جمعها الرافعي في كتابه «وحي القلم».

و«زي النهارده» في ١٠ مايو ١٩٣٧وبعد أن أدى صلاة الفجر وجلس لقراءة القرآن، شعر بألم في معدته، فتناول الدواء وعاد إلى مصلاه، ثم نهض وسار، فلما كان في الردهة سقط على الأرض وصعدت روحه إلى بارئها ودفن في طنطا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية