«فى نوفمير 1970، كان عمرى 10 سنوات، شاركت وقتها في كورال كاتدرائية نوتردام في قداس تأبين جنرال فرنسا الشهير شارل ديجول».. بهذه الكلمات، استهل السفير الفرنسى بالقاهرة، ستيفان روماتييه، حديثه لـ«المصرى اليوم»، بعد مرور ساعات من حريق كاتدرائية نوتردام التاريخية، مضيفًا: «تلك المشاهد لم تُمحَ من ذاكرتى، خاصة بعد حضور جميع زعماء العالم هذه الجنازة التاريخية، لذلك تعد الكنيسة جزءًا أصيلًا من شخصية فرنسا». وأعلن السفير أن فرنسا تكبدت خسائر كبيرة بالفعل في الحريق الذي طال ثلثى السقف، وسقطت المنارة التاريخية في مشهد أصاب الجميع ليس فقط الفرنسيين إنما العالم أجمع، معلنًا أن السبب المبدئى لاندلاع الحريق «خطأ غير مقصود من المرممين».. وإلى نص الحوار:
■ ما حجم الخسائر التي تلقتها فرنسا بعد حريق نوتردام؟
- خسائر كبيرة بالفعل، فالحريق طال ثلثى السقف، وسقطت المنارة التاريخية في مشهد أصاب الجميع ليس فقط الفرنسيين، إنما العالم أجمع، فكاتدرائية نوتردام تعد من أهم معالم فرنسا التاريخية، فهى أحد أقدم المبانى الكاثوليكية وتمثل رمزًا للتراث العالمى ويتوافد عليها المسيحيون والمسلمون من جميع أنحاء العالم، بل ويصل عدد السياح إلى 14 مليون زائر سنويًا، وبالتالى، كانت صور الحريق مفجعة للعالم أجمع، وأصابت الشعوب بالحزن، حتى إن أصدقاءنا المصريين أفجعتهم الكارثة.
■ هل تلقيت اتصالات من المسؤولين المصريين بعد اندلاع الحريق؟
- تلقيت اتصالات من عدد من المسؤولين الحكوميين، منهم الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، وإيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، وعبّرا لى عن خالص تضامنهما مع الشعب الفرنسى بسبب الكارثة التي حدثت في نوتردام، وأود أن أشكر الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، الذي عبّر عن تضامنه مع الشعب الفرنسى عبر صفحته الرسمية، وأشكر كل المصريين الذين عبروا عن مساندتهم وتضامنهم معنا، وأقول لشعبكم إن فرنسا بالتعاون معكم وكل محبيها ستقوم بإعادة البناء وسندعوكم لزيارتها مجددًا.
■ هل تمت السيطرة على المصدر الحقيقى للحريق لعدم تجدده؟
- تمت السيطرة على الحريق بفضل جهود السلطات الفرنسية، والأولوية تتجه الآن لإعادة البناء لصالح العالم أجمع.
■ وما هي النتائج الأولية للتحقيقات حول أسباب الحريق، خاصة أن الكنيسة كانت تخضع لعمليات ترميم دقيقة؟
- بالفعل كانت هناك أعمال تجديد وترميم في سقف الكاتدرائية، وتلك الأعمال تتم بشكل مستمر، وفتحت السلطات الفرنسية التحقيق العاجل لمعرفة الأسباب الحقيقية للحريق، والاحتمالية الأكبر هي أن الحريق اندلع بصفة غير متعمدة خلال عمليات الترميم.
■ إذا ثبت تورط المرممين بشكل غير متعمد في الحريق، ما هي العقوبات التي سينالونها؟
- لا يمكننى الإجابة عن هذا السؤال، فهذا الأمر متروك للقضاء الفرنسى، والأولوية الآن تتجه لإعادة بناء الكاتدرائية.
■ سيتم البناء على الجزء المتبقى، أم أنه مهدد بالسقوط بسبب توابع الحريق؟
- تجرى الآن دراسات دقيقة لتقييم مدى صلابة الجزء المتبقى ولتحديد الأضرار التي طالت الأساسات، والمسؤولون الفرنسيون يؤكدون أن هناك أولوية عاجلة لإجراء عمليات تقوية للجزء المتبقى، فالحريق طال حوالى ثلثى السقف، لكن الحوائط والمبانى لم يتم إلحاق أضرار جسيمة بها، وسيتم حصر الكنوز التي تشمل مقتنيات دينية ولوحات تاريخية والأورجون الموسيقى لمعرفة مدى الأضرار.
■ هل تعرض أي شخص للأذى جراء الحريق؟
- لم يتعرض أي شخص للأذى وهذه معجزة كبرى.
■ الجميع كان يخشى من فقدان تلك الكنوز التاريخية.. فهل تم إنقاذ تلك القطع الفريدة؟
- بفضل العمل الشجاع الذي قام به رجال الإطفاء تم إنقاذ جزء كبير من هذه المقتنيات، فكنيسة نوتردام، كما يعلم الجميع، مليئة بالكنوز الفريدة من نوعها، سواء على مستوى اللوحات والتماثيل التاريخية والزجاج الملون، فضلاً عن وجود آلات الأورجون، والكاتدرائية ليست مجرد مبنى في باريس، لكنها شخصية تاريخية وعندما تناولها الأديب الفرنسى «فيكتور هوجو» في روايته التاريخية «أحدب نوتردام» جعل منها شخصية حية وكانت شاهدة على الأوقات التاريخية المهمة من تاريخ فرنسا، فهى ماضينا وذكرياتنا وأيضًا مستقبلنا بعد إعادة البناء.