x

الوادى الجديد: سباق المسافات الطويلة بين قوائم الإخوان والسلفيين و«الكتلة»

الأربعاء 28-12-2011 18:31 | كتب: أحمد عبد السلام |
تصوير : اخبار

للمرة الأولى فى تاريخ الواحات تشهد الحياة السياسية مشاركة 11 حزباً سياسياً فى انتخابات برلمانية، بعد أن طغت سياسة الحزب الواحد طيلة 30 عاماً، حيث سيطرت سياسات «الوطنى المنحل» على أكثر من 44٪ من مساحة مصر تمثل 5 مراكز إدارية بالوادى الجديد، وهو ما أثر بشكل كبير فى تشكيل القوائم الحزبية المشاركة فى الانتخابات البرلمانية، وتعد الوادى الجديد من أقوى الدوائر الانتخابية نظراً للتأثير المباشر للعصبية القبلية، واتساع المسافات بين مراكزها الخمسة لمئات الكيلومترات.

ومن أبرز القوائم الحزبية التى تنافس على المقاعد البرلمانية فى دائرة الوادى الجديد، النور والحرية والعدالة والكتلة المصرية، التى تحظى بدعم كبير من الشارع الواحاتى بغض النظر عن مرشحى القائمة حتى ولو كانوا من أعضاء الوطنى السابقين.

ففى قائمة حزب النور، وبالرغم من تصدر صلاح عبدالحافظ، المنتمى للوطنى المنحل، القائمة، وشغل منصب أمين لجنة الصحة بمجلس محلى الخارجة، فإن هناك تأييداً شعبياً «للنور» بمركز الخارجة يزداد عنه فى مركز الداخلة من حيث تواجد أعضاء الدعوة السلفية، ودورهم خلال الفترة السابقة فى العديد من الأنشطة الخدمية والدعوية قبل الثورة.

أما فى حزب الحرية والعدالة، الذى يتصدر قائمته سامح سعداوى، وكان والده أحد رموز الوطنى المنحل بمركز الداخلة، فإن حزب الحرية والعدالة يتميز بشعبية كبيرة خاصة فى مركز الخارجة، نظراً لكثرة أعداد الإخوان المسلمين، وتواجد مكتب الدعوة بالخارجة وانتماء أكبر العائلات الواحاتية للإخوان المسلمين، وتمثيل قائمته ومرشحيه على الفردى لمختلف مراكز المحافظات.

كما يتمتع حزب المصريين الأحرار، الذى يمثل الكتلة المصرية فى الوادى الجديد بتواجد حقيقى فى مواجهة مع الإسلاميين للتنافس على أحد مقاعد القائمة الأربعة، ويتصدر قائمته عبدالعزيز بشير وهو لواء شرطة سابق، ولم تكن لديه أى انتماءات حزبية قبل ثورة 25 يناير، وقدم العديد من الخدمات لأبناء الدائرة خلال عمله فى العديد من المناصب الشرطية، كما يحظى بسمعة طيبة فى مسقط رأسه- قرية بولاق بالخارجة- وهى نفس مسقط رأس أمين الحزب الوطنى المنحل، إلا أن قائمة المصريين الأحرار لم تخل من أعضاء الوطنى بعد أن احتلت نادية النمر المركز الثالث فى القائمة، التى تشغل منصب أمينة المرأة بمركز الداخلة فى الوطنى المنحل.

وفى قائمة الحزب العربى الناصرى التى يتصدرها المرشح على عبدالمعطى، وهو أحد أعضاء الوطنى المنحل، وتقدم للمجمع الانتخابى للوطنى عام 2010، ولم يحالفه الحظ فى الترشح للانتخابات البرلمانية حينذاك، وبالرغم من شعبية مرشح العربى الناصرى باعتباره أحد مذيعى إذاعة الوادى الجديد المحلية، فإن عدم وجود دور ملموس للحزب قبل الثورة وسط طغيان الوطنى، جعل قائمته تعانى فى المنافسة على أحد المقاعد البرلمانية، لذلك لجأ الحزب إلى استحضار روح الزعيم الراحل جمال عبدالناصر لدى المواطنين من خلال وضع صورته فى جميع لافتات الدعاية الانتخابية.

كما ينافس حزب الوسط بالرغم من ضعف إمكاناته المادية على أحد المقاعد البرلمانية معتمداً على رأس قائمته، وهو المرشح ناصر محسب الذى ينتمى لأكبر عائلات الواحات وهى «المحسبية»، وكذلك عائلة «الرضاونة»، التى من الممكن أن تتسبب العصبية والقبلية الواحاتية فى دعمه بأكثر من 5 آلاف صوت انتخابى، فضلاً عن دور مرشح الوسط فى المجال الثقافى باعتباره أحد أدباء الوادى الجديد، ويعد من أبرز الناشطين السياسيين قبل الثورة، له العديد من مواقف الانتقاد التى وجهها لمحافظى الوادى الجديد السابقين.

أما حزب الوفد فلقد تسببت مشكلة تغيير قياداته فى الوادى الجديد قبل الثورة فى إحداث تراجع ملحوظ فى شعبية الحزب، ويترأس أمانته فى المحافظة، ويتصدر قائمته فى الانتخابات البرلمانية المرشح على هلال الهوارى، الذى يقيم فى مركز الفرافرة بمسافة أبعدته عن الناخبين فى مركز الخارجة تتجاوز الـ500 كم، وعن الداخلة 300 كم، مما أدى إلى وجود حلقة مفرغة للتواصل مع باقى مراكز الوادى الجديد، إلا أن «الوفد» يراهن فى الانتخابات على تاريخ الحزب السياسى على المستوى العام.

أما حزب الحرية «الذى يضم كوادر الوطنى المنحل» فقد اعتمد بشكل كبير على إثارة العصبية والقبلية كرهان أساسى فى المنافسة الانتخابية بعد أن تصدر قائمته يسرى معاذ، عضو مجلس الشعب السابق عن الوطنى المنحل، والذى ينتمى لأكبر عائلات مركز الخارجة وهى عائلة «الحرابوة»، واختيار مرشحه الثانى فى القائمة من مركز باريس، وهو محمد عيسى الذى يتمتع بشعبية وسط عشيرته بباريس.

وفى قائمة حزب العربى للعدل والمساواة، التى تصدرها محمد سيف خميس، وبالرغم من كونه أحد كوادر الوطنى المنحل فإنه يتميز بشعبية كبيرة فى مركز الداخلة.

أما حزب السلام الديمقراطى فيتصدر قائمته محمد طه، وهو أحد كوادر الوطنى المنحل، إلا أنه من أصغر المرشحين سناً وله العديد من الإسهامات الخدمية بالمحافظة، ويتمتع بشعبية كبيرة فى الوسط الرياضى، نظراً لرئاسته نادى الوادى الجديد لكرة القدم المنضم حديثاً لدورى القسم الثانى.

كما سيطرت حالة من الارتباك على قائمة حزب الإصلاح والتنمية بعد إعلان مرشحها الرابع فى القائمة محمد عز الدين انسحابه من الانتخابات، وبث رسالة عبر «الفيس بوك» لمؤيديه لعدم انتخابه، وذلك على إثر خلافات بينه وبين مؤسس الحزب بالمحافظة.

أما قائمة الاتحاد المصرى العربى فلم تحقق أى تقدم فى الحياة السياسية بالوادى الجديد بعد أن احتل مؤسس الحزب فى الواحات وزوجته المركزين الأول والثالث فى قائمة الحزب المشاركة فى الانتخابات، مما أثر بصورة سلبية فى انتشار الحزب بين مراكز المحافظة الخمسة، نظراً لتراجع دعايته مقارنة بالأحزاب الأخرى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية