x

«الفقي»: ثورة 1919 تجرّدت من الوجود العسكري والمؤثرات الدينية

السبت 16-03-2019 17:34 | كتب: أحمد يوسف سليمان |
ثورة 1919 بعد مئة عام ثورة 1919 بعد مئة عام تصوير : آخرون

قال د. مصطفى الفقي، إن ثورة 1919 تتميز عن كل الانتفاضات المصرية بأن لها سمتين أساسيتين، الأولى أنها حركة شعبية خالية تمامًا من الوجود العسكري، فهي ثورة شعب خرج من المنازل والقرى والشوارع ليعلن حالة إضراب مدني باهرة كانت جديدة على العالم آنذاك.

وأضاف «الفقي»، في الجلسة الأولى لفعاليات المؤتمر الدولي «ثورة 1919 بعد مئة عام» بدار الأوبرا المصرية، ظهر اليوم، أن الأمر الثاني هو أنها أول حركة مدنية مصرية تخرج من عباءة الدين، فهي كانت جزءًا من الشعور الإسلامي تجاه العدو المحتل، الذي يختلف عنا هويةً ودينًا، فاعتصم الناس بالإسلام وظهرت تلك الحركة الوطنية، فالثورة قد تجردت من عنصر الوجود العسكري والمؤثرات الدينية، لتكون ثورة مصر للمصريين، وثورة الوحدة الوطنية، وما مثّلته من إرهاصات العلمانية والليبرالية فيما بعد.

وتحدث الدكتور سمير مرقص، مقرر لجنة ثقافة المواطنة وحقوق الإنسان، عن الاهتمام بثورة 1919 هذا العام بأنه ينم عن حب الشعب المصري وشغفه بمعرفة تاريخه ورموزه، وأضاف أن ثورة 1919 كان نتاج «خلق منظم» كما على الأربعين عاما التي سبقتها، وأشار إلى أن كثيرًا من الكُتاب والمفكرين تناولوا أسباب قيام تلك الثورة وحللوا العقود التي سبقتها.

كما تحدث عن الحراك المجتمعي والنهوض الوطنى في العصر الحديث بداية برفض المصريين للحملة الفرنسية واختيارهم لحاكمهم وهو محمد علي في بداية القرن الـ19 ثم التصدي للاحتلال الانجليزى إبان ثورة 1919، كما ألقى الضوء على بدايات القرن الـ20 والحراك المجتمعي الذي حدث بها، كذلك المطالبة بالاستقلال وتشكيل الهوية المصرية وخاصة بالدول العثمانية وبريطانيا العظمى، واختتم بوصفه لثورة 1919 بأنها استطاعت تغيير وجه مصر من الظلمة إلى الإشراق والنور والحرية.

ثم تحدثت الدكتورة لطيفة سالم، عضو لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، أستاذ التاريخ الحديث بكلية الآداب جامعة بنها، عن الثورات والاحتجاجات في العصر الحديث منذ عصر محمد على، كما أشارت إلى الثورة العرابية وما واجهته من تعاون قوى داخلية وخارجية على إجهاضها ونجاح المخطط البريطاني لاحتلال مصر، وكذلك نتائج إعلان الحرب العالمية الأولى التي ساعدت قيام بريطانيا على دعم سياساتها وأوضاعها في مصر ونجاحها في إسقاط التبعية العثمانية، كما حللت لطيفة سنوات الحرب الأربع التي اعتبرتها مقدمات لثورة 1919 والتي عانت مصر فيها من إجراءات تعسفية، حيث أصبح السلطان حسين كامل ومن بعده أحمد فؤاد والوزراء المصريون مجرد تابعين للأوامر الإنجليزية.

كما وصفت الأوضاع المالية والاقتصادية بالسيئة، مما جعل كافة الطبقات، سواء العامة من فلاحين وعمال أو الطبقة الوسطى أو ملاك الأراضي، تمتلئ بالغضب، ولقد امتد الغضب ليفرز اعتداءات وهبات انتقام من السلطة البريطانية، ومن كل هذا، أصبح المصريون في حالة استعداد وتأهب لتصعيد الأمور لتكون ثورة أشعلها سعد زغلول ورفاقه في 1919.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية