لا شك أن الإنسان هو الأحرص على نفسه. والحفاظ على صحته ومأكله ومشربه. فهل يعقل أن يكون الإنسان على علم ودراية بموارده المحدودة، وينفق كل دخله على المأكل فقط، أو المشرب فقط أو الملبس فقط؟ ويحضرنى أن جامعة أوكسفورد تم إنشاؤها كالتالى. مات «أوكسفورد» الابن، وذهب الأب والأم إلى أحد رؤساء الجامعات. وبعد صعوبة قابلا رئيس الجامعة، وأفصحا عن رغبتهما فى إنشاء مدرج أو معمل باسم ابنهما. ونظر رئيس الجامعة إلى هيئتهما وقال لهما: إن هذه الجامعة تكلفت عشرين مليون دولار فشكراه وخرجا. وقالا: لقد ظننا أن تكلفة مدرج أو معمل عشرون مليون دولار. وعزما على إنشاء جامعة أوكسفورد. والشاهد أن الأب والأم ما كانا لينفقا أموالهما تبذيرا وإسرافا. ولكن من هيئتهما كانا أكثر الناس حفاظا على مكتسباتهما. ولذلك أنفقا أموالهما فيما هو نافع، وأنشآ جامعة أوكسفورد. وهذا مثال لمن كان له عقل، لكى يعى ما عليه فعله تجاه نفسه، ويعرف أن هناك فرقا بين الحيوان الذى يأكل ويشرب ويتناسل، وبين الإنسان الذى عليه أن يكيف نفسه لما هو متاح. ولا يلقى باللوم على الزمن والأيام.
د. رزق عياد- جامعة الأزهر
