x

حب الذات نهايته الفناء

الأربعاء 13-02-2019 21:11 | كتب: اخبار |

«نركسوس» أو «نرسيس» أو «نرجس» فى الأساطير اليونانية كان صياداً من إحدى مقاطعات اليونان. وهبته الآلهة حُسناً وجمالاً لا يقاوم. وقعت فى حبه حورية فاتنة رائعة الجمال، تُدعى «إيكو» وباليونانية تُعنى صدى الصوت. لكن لم يعرها أدنى اهتمام وحطم قلبها، حتى شعرت بالمهانة التى لحقت بها كأنثى، وأصبحت مثار غضب الآلهة، وسخرية البشر. فذوى عودها النضر، وذبل جمالها، وذاب هيكلها فى الهواء. اختفت «إيكو» بجسدها من الوجود، لكن لم يبق منها سوى صدى الصوت. ازداد زهو «نركسوس» مع الأيام وازداد اعتداده بنفسه. لاحظت الإلهة «نمسيس» وهى حارسة على أقدار الأشياء، هذا العيب فيه. فقررت أن تنتقم منه. وذات مرة كان «نركسوس» يمارس هوايته المفضلة وهى الصيد. أخذ يطارد فريسة ضالة، وقضى وقتاً طويلاً يعدو تحت أشعة الشمس الحارقة، حتى تعبت قدماه واشتد به الظمأ. ساقته قدماه إلى بحيرة فشرب حتى ارتوى. كانت مياه البحيرة صافية وفيها رأى انعكاس صورته.

ظن أنها حورية مائية، وقعت فى حبه. فوقع فى حب نفسه، دون أن يدرك أنها مجرد صورة. أعجب بصورته لدرجة عجز فيها عن تركها، وبقى يحدق بصورته حتى ذبل عوده وذهب جماله، وقضى عليه الحزن وفارق الحياة وهو يقول: وداعاً وداعاً يا من أُحب وداعاً. فارق الحياة وهو يسمع صوتاً نسائياً عذباً يقول: يا من أُحب وداعاً. وكان هذا الصدى هو صدى صوت «إيكو». لم تكن روح «إيكو» قد تخلصت من حبها لـ«نركسوس» فألقت عليه نظرة أخيرة، ثم انطلقت بعيدا عن المناطق الحضارية العامرة. عاشت ومازالت تعيش حتى الآن صوتاً بلا جسد فى الأماكن الجبلية المقفرة. أما «نركسوس»، فقد أشفقت عليه الآلهة وأعادته إلى الحياة مرة أخرى. لكنه لم يعد بشرًا بل عاد فى صورة زهرة جميلة، مظهرها يعبر عن الحزن، مازالت موجودة حتى الآن وهى «زهرة النرجس».

محمود حافظ- الإسكندرية

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية