رحيل جمال البنا «18»
■ يقول الأستاذ جمال البنا: يجب أن تكون المعرفة هدفاً رئيسًا للمسلمين وما يتبع هذا من استخدام العقل، وما يُثمره من علم وحكمة. ويجب على كل نظام إسلامى أن يشيع الثقافة والمعرفة، ويفتح النوافذ عليها، ويهيئ كل السبل التى تيسر للجماهير معارف ومهارات العصر، فنحن لا نستطيع أن ندخل القرن الجديد بأمية أبجدية!
■ ويضيف: بعض الدعوات الإسلامية، كالإخوان المسلمين مثلاً، حاولت أن تجمع ما بين الدنيا والدين، وأن تجعل من الإسلام منهج حياة، ولكن الوقت الأعظم لمُنشئها النابغ حسن البنا قد أُمضى فى التنظيم أكثر مما أمضى فى التنظير، وكانت النتيجة أن الإخوان احتفظت بكيانها رغم ما تعرضت له من صدمات، ولكن الحصيلة فى الجانب النظرى كانت محدودة، ولا تتناسب مع المادة التى طرحتها والجمهور الذى جذبته؛ إذ لم تستطع مجاوزة الإطار السلفى.
فالتجديد «الحقيقى» يقع وراء هذا الإطار السلفى، وهذا ما لم تستطع مجاوزته وخوض غماره واكتشاف غياهبه، وليس أدل على العجز الفكرى للدعوات الإسلامية على الساحة من أنها لم تقدم تنظيرًا أو تحليلًا لتحديات العصر ولكيفية تعامل الإسلام فيها، لأنها جميعًا محكومة بالأطر السلفية التى ليس لديها ما تقدّمه حلًا لمشكلات العصر.