رحيل جمال البنا «20»
وفى رأى جمال البنا فإن الدعوات الإسلامية قد ضلت الطريق لأنها نصّبت نفسها للدفاع عن الإسلام وإظهار مزاياه. فعرضت الإسلام السلفى، وجعلت من نفسها أداة لإذاعة أفكار بعض الفقهاء أو المذاهب مما لا يمثل إضافة إلى الفكر الإسلامى!!
■ يقول البنا إن هذا فى حقيقة الحال لا يخدم الإسلام بل يقدم صورة عقيمة عن الإسلام ويُؤخر بدلاً من أن يُقدم، وهذا الفهم المغلوط هو السبب فى ظهور دعوات تقوم على التعصب أو تمارس العنف أو تقتصر على الطقوس والشعائر والوعظ والإرشاد أو تؤمن بـ«الحاكمية الإلهية» التى ضللت فريقاً من المحدثين، كما ضللت الخوارج من قبل، وأدت إلى تضخم «التدين الأخروى» بين معظم فئات المجتمع، ويتبلور هذا التدين فى الشعائر، وبوجه خاص فى الصلاة. فكل جزئية فى الصلاة بدءا من الوضوء والتيمم حتى التسليم فى نهاية الصلاة هى محل عناية وتدقيق يعاد فيها إلى المراجع أو يُسأل فيها الفقهاء، وأيضا جزئيات الصيام والحج وعذاب القبر.. إلخ. ويقابل ذلك إهمال «للتدين الدنيوى» أى الأخلاق والقيم التى يدعو إليها الإسلام بما تحتويه من صدق وحرية وسماحة وعدل وإعمال للعقل وبذل للجهد، وهذه هى بالدرجة الأولى جريرة الدعوات الإسلامية!!
