فتحية محمد عثمان حسين. تقيم فى 19 شارع بديوى عبدالظاهر، بمدينة النجوم، بولاق الدكرور. امرأة تقترب من نهاية العقد الرابع من عمرها. لكن المسؤولية وكثرة الهم والدين، أثقلت كاهلها وجعلتها تبدو كأنها امرأة عجوز. عرف الشقاء طريقها منذ نعومة أظافرها. فقد كانت تساعد والدها فى عمله. حتى تزوجت وهى فى العشرينيات من عمرها. ورزقها الله بأربعة أبناء، هم زهورها فى تلك الحياة الشاقة. كانت تعيش سعيدة وراضية بهم وبزوجها، ولم تحتج إلى أحد. لكنها إرادة الله، لم تستمر حياتها على تلك الوتيرة. فقد توفى زوجها منذ 13 عاما، ولم يكن له معاش، لأنه كان يعمل «أرزقى». ولم يكن له أى ميراث يتركه لها. لكنه ترك لها الأربعة أبناء «ثلاث بنات وولد» فتقدمت بطلب إلى مكتب شؤون زنين، للحصول على معاش، وتمت الموافقة لها. وبدأت فى صرف أول معاش كان فى عام 2007. وبدأ بقيمة 80 جنيها، حتى بلغ 450 جنيها، ولم يزد بعد ذلك. وكانت قانعة بهم، بجانب قيامها بمساعدة بعض الجيران فى أعمال المنزل، بمقابل مادى بسيط، لكنها ترتب حياتها عليه، مع المعاش. وظلت حياتها تسير هكذا، حتى ذهبت لصرف معاشها عن شهر أكتوبر الماضى فلم تجد شيئا فى «فيزا» المعاش. ومنذ ذلك التاريخ وهى تتردد ما بين الوزارة وكتب الشؤون للاستعلام عن سبب قطع أو إيقاف المعاش. وكل ما تخشاه ألا يعود معاشها مرة أخرى، بحجة أنها مازالت شابة وقادرة على العمل من وجهة نظر القانون. لكن روح القانون تقول عكس ذلك. لأن أبناءها فى مراحل تعليمية مختلفة، وصحتها بدأت فى الضعف. فإذا مرضت يوما فلن يجد أبناؤها قوت يومهم. ناهيكم عن كونها تريد لهم حياة كريمة، ولا يقضون حياتهم على المساعدات الإنسانية، ناهيكم عن أن مبلغ المعاش زهيدا لن يثقل كاهل ميزانية الدولة، لكنه يمثل دورا حيويا وركنا أساسيا فى حياتها، رغم ضآلته. لذلك ترجوكم عودة صرف معاشها، رحمة بها وبأسرتها.