كنت فى زيارة لأحد عملاء البنك بأحد المصانع الكبرى قبل خروجى للمعاش بأكبر المناطق الصناعية بشبرا الخيمة، بها أكثر من 21 تجمعا سكنيا، ويصل سكانها ما يقرب من 2 مليون نسمة. وتحاورت مع صاحب المصنع لتدارس ما المشكلة التى بشأنها ارتبك عملك، وتعثرت فى سداد المستحق على المصنع للبنك الفترة الأخيرة. وإذا بالرد بعصبية إنها المصيبة الكبرى (التوك توك)، وقلت له ما علاقة هذا بذلك؟. فسرد لى أنه كان عنده 355 عاملا وفنيا، أصبحوا 162 عاملا وفنيا، والمصنع يدار بطاقة إنتاج أقل من النصف. فتدهور وحالتى المالية ارتبكت. وأفادنى بأن معظم العمال كانوا يتقاضون من 1500 إلى 2500 جنيه، والأمور تسير بشكل مُرضٍ. بدأت مجموعة من العاملين يعملون على «التوك توك» وبدأ زملاؤهم يجلبون مجموعة تلو الأخرى، حيث إن أقل أجر للعامل عليه يقارب 150 جنيها يوميا، وتركت مجموعة كبيرة المصنع، بحجة تحسين دخلهم، رغم أننى قمت بزيادة الرواتب بالفعل. لذلك أرجو من الحكومة تصحيح مسار هذا الخطر الذى يدعى «التوك توك». والخطر الداهم الأكثر مصيبة أنه لا يوجد الآن فتى صغير يتعلم سباكة أو نجارة أو أعمال كهرباء أو حرف السيارات. الصبية هربوا للمكسب السهل السريع.
محمد سيد أبوالسعود (بالمعاش)