x

لحظة من فضلك: مرحلة المراهقة هل مر بها شباب الأزمنة السابقة أم هى مفهوم عصرى؟

الأربعاء 30-01-2019 22:11 | كتب: أحلام علاوي |

أصبح من المألوف للأسرة المصرية أن مرحلة المراهقة ما هى إلا فترة مليئة بالمشاكل، سواء من البنين أو البنات. ويخشونها مترقبين انتهاءها، راجين الله أن تمر بسلام. فهل هذا كان يحدث فى الأزمنة السابقة، خاصة عندما نجد نماذج من الشباب، قدموا أروع الأمثلة فى البطولة وهم فى نفس المرحلة؟. ومنهم عبدالله بن عمر، وزيد بن ثابت، اللذان كانا يريدان حضور غزوتى بدر وأُحد، لكن الرسول ردهما لصغر سنهما، حتى بلغا الـ 15 عاما وشهدا غزوة الخندق، والأرقم بن الأرقم الذى فتح بيته مقرا للدعوة، وعمره 16 عاما. أم أن المراهقة، مفهوم عصرى ودخيل علينا؟

المراهقة مصطلح عربى وموجود فى التراث العربى، لأن اللغة العربية أشمل من اللغات الأخرى. ويقابله «ناهز الحُلُم». ولا فرق بين سمات المراهقة قديما أو حديثا، لكن الفرق فى التربية والتوعية من جانب الأسرة، ومؤسسات المجتمع المختلفة. هذا ما أكده د. أحمد محمود كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، حيث قال: إنها مرحلة عمرية خطرة، ولكن ذلك لا يعد مبررا لارتكاب المراهق أى خطأ، أو انحرف. بل تستدعى الانتباه واليقظة ومزيدا من المتابعة والتربية الجيدة من جانب الأسرة. فهى تنحصر ما بين 12و16 عاما. ويودع بها المراهق مرحلة الطفولة، ليستقبل مرحلة البلوغ الشرعى وليس القانونى. بمعنى أنه شرعا يصبح مكلفا ويصح حجه وصيامه، وباقى الفروض. ولا ينبغى مقارنة شباب اليوم بشباب عصر النبوة. لأن هذا يعد ظلما لهم، من حيث اختلاف التربية النبوية عن التربية الآن. كما أن كل عصر به السيئ والجيد، فكان هناك من يسرق ومن يزنى ويطبق عليهم الحد، وإلا كان عصرا ملائكيا. وحث نبينا الكريم على أمر أولادنا بالصلاة والتفرقة بينهم فى المضاجع. (مُرُوا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عَشْر، وفرقوا بينهم فى المضاجع) لإدراكه «ص» أن الإنسان فى تلك المرحلة يكون غير كامل الإدراك، وقد يخطئ عن غير عمد. أى لابد من اتخاذ الحذر والرعاية الكاملة والمتابعة من جانب الأسرة والتوعية من مؤسسات الدولة المختلفة.

ولم يختلف الطب النفسى على ذلك، بل أيده. حيث قال د. إبراهيم مجدى، استشارى الطب النفسى، إن المراهقة، سواء مصطلح أو سمات، مرحلة ليست دخيلة علينا. لكن السلوكيات المرافقة لها بعضها دخيل. فهى تبدأ من عمر 12 عاما حتى 16 عاما، وقد تمتد إلى 18 عاما. والتغيرات الهرمونية التى تحدث فيها تجعل الشخص مذبذبا، وبالتالى أكثر جدلا أو عنفا. وكذلك الأسرة تقع فى حيرة فى طريقة التعامل معه، فهو لم يعد طفلا، ولم يصبح كبيرا أيضا. وبالتالى إذا لم تكن على قدر كاف من الثقافة والمواكبة لكل التحديات الإلكترونية. فالحكاية تبدأ ببداية المراهق بالتعرف على أناس أكثر وعلى الجنس الآخر. وتكون لديه طموحات كثيرة، ويسعى لتحقيق نجاحات دراسية واجتماعية. فإذا حدث فيها إحباط أو فشل، كان ذلك بداية انحرافه. فالمراهقة تعتبر المرحلة الأخيرة للوصول إلى النضج، أو العكس. وكم العشوائيات الموجودة الآن، والحياة السريعة، وسهولة الحصول على المعلومات من أكثر من وسيلة، علاوة على انحسار وتراجع الثقافة، لتحتل التكنولوجيا، بكل ما فيها مكانها. كل ذلك عوامل ساهمت فى خطورة مرحلة المراهقة الآن، مقارنة بالأزمنة السابقة. لذلك لابد للأسرة أن تثقف نفسها، وتواكب كل ما هو حديث، حتى تنتج مراهقا ناضجا، وتعى جيدا أن دورها المتابعة، والتخلى عن الدور السلطوى والرقابى الذى تمارسه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية