عاقبت محكمة جنح أول أكتوبر، الأحد، سائق ومشرفة إحدى المدارس الخاصة، بالحبس 5 سنوات مع الشغل لكل منهما، لتسببهما في مصرع الطفلة «مليكة» 3 سنوات، التي دهستها عجلات أتوبيس مدرستها أثناء عبورها من أمامه، كما قضت المحكمة بالتعويض المدني 20 ألف جنيه.
حضر الجلسة عدد من المحامين المتطوعين من نقابة محامى 6 أكتوبر الفرعية للتضامن مع أسرة الطفلة، وطالبوا بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين، إذ طالبوا بتعديل المادة (238) عقوبات الخاصة بالقتل الخطأ، لافتين إلى أن الإهمال المهنى الجسيم الذي يترتب عليه وفاة الأبرياء لا يمكن أن يتم التعامل معه بسهولة، كما طالبوا بضم مدير المدرسة والمشرف المباشر على السائق- مدير الحركة- كمتهمين.
حضرت أسرة الطفلة المجنى عليه إلى المحكمة، وما إن شاهدت والدة «مليكة» دخول المتهمين قفص الاتهام، حتى دخلت في نوبة بكاء، وقالت للمتهمة الثانية: «ليه ما خلتيش بنتى في إيدك، كنت بأكلمك كل يوم أسألك عليها، وتقوليلى بنتك في رقبتى، ماكناش بنبخل عليكى بحاجة، دا أنا أمى دعتلك في العمرة، هان عليكى تسيبى إيد البنت، تسيبى مليكة، حسبى الله ونعم الوكيل»، وحاول والد الطفلة وجدتها تهدئة الأم بأخذها بعيدًا عن المتهمين.
وأصرت والدة الطفلة على التواجد داخل قاعة المحاكمة ومشاهدة المتهمين قائلة: «سيبونى.. دول قتلوا بنتى»، فيما طالبت جدة الطفلة بمحاكمة رئيس مجلس إدارة المدرسة بتهمة القتل العمد، وقالت إن السائق والمشرفة تباطآ في إنقاذ «مليكة» لحين استبدال الأتوبيس لأنه كان دون لوحات معدنية، وهو ما أكدته مقاطع الفيديوهات المحرزة بالقضية، إضافة إلى تعيين مسؤولين عن الأطفال دون المستوى.
كانت نيابة أول أكتوبر أحالت المتهمين إلى محكمة الجنح بتهمتى القتل الخطأ والإهمال، ما تسبب في مقتل الطفلة، وذلك بعد قرابة أسبوعين من التحقيقات التي كشفت عن تفاصيل وملابسات الواقعة كاملة.
تلقى قسم شرطة أكتوبر أول بلاغا من مواطن بمصرع طفلته أسفل أتوبيس مدرستها الخاصة بعد دهس السائق لها ومروره على جسدها. أجرت مباحث أكتوبر بقيادة اللواء رضا العمدة، مدير الإدارة العامة للمباحث، تحرياتها حول الحادث، وأسفرت التحريات عن أن الطفلة تدعى مليكة أحمد صبحى، 3 سنوات، مصابة بإصابات خطيرة بجسدها. وأضافت أنه عقب توقف أتوبيس مدرسة خاصة بالحى السابع لتوصيل الطفلين الشقيقين «عبدالرحمن» و«مليكة» منزلهما، نزل الشقيق الأكبر ومر من أمام الأتوبيس ثم نزلت الطفلة الصغرى وأثناء مرورها من أمام الأتوبيس قاده سائقه، فارتطم بجسدها ودهسها، وهو ما كشفت عنه كاميرات المراقبة التي سجلت الحادث وفحصها ضباط قسم شرطة أكتوبر أثناء التحرى عن الواقعة، فألقت قوة أمنية القبض على سائق أتوبيس المدرسة والمشرفة.
حرزت النيابة كاميرات المراقبة التي رصدت الواقعة وقامت بتفريغها، وعندما واجهت بها سائق الأتوبيس اعترف بالواقعة، مؤكدًا عدم قصده دهس الفتاة مرددًا: «مشوفتهاش والله»، بينما أنكرت المشرفة في بداية التحقيق مسؤوليتها عن الحادث، وبمواجهتها بالكاميرات ونزول الطفلين بمفردهما من الأتوبيس، اعترفت بأنها لم تقم بتوصيلهما كالمعتاد إلى باب منزلهما، وأن السائق لم يرها أثناء عبورها الطريق.