اعتدى أفراد شركة الحراسة الخاصة المكلفة بتأمين نقابة الصيادلة، أمس، على 4 صحفيين، وهم عاطف بدر ومحمد الجرنوسى، من «المصرى اليوم»، وإسراء سليمان، من «الوطن»، وآية دعبس بـ«اليوم السابع»، كما تم احتجازهم داخل إحدى غرف النقابة لمدة ساعتين، وذلك أثناء أداء عملهم الصحفى خلال تلقى أوراق الترشح لانتخابات «الصيادلة».
وقال عاطف بدر إنه توجه إلى نقابة الصيادلة لتغطية تقدم الدكتور كرم كردى بأوراق ترشحه لمنصب النقيب، بصحبة الزميل المصور محمد الجرنوسى، وآية دعبس من «اليوم السابع» وإسراء سليمان من «الوطن»، وأثناء وقوفهم معه للحصول على تصريحات صحفية، فوجئوا بما يسمى «الأمن الإدارى» بالنقابة يعتدى عليهم وحطموا هاتف إحدى الزميلتين، وأثناء توجههم للدفاع عنها حطموا هاتف الزميلة الثانية والكاميرا الخاصة بـ«الجرنوسي»، كما قاموا بالاعتداء البدنى عليهم واحتجازهم.
وأضاف «بدر» أنه أصيب جراء ضربه بجروح قطعية تلقى على إثرها غرزتين، بينما إصابة «الجرنوسى» استلزمت نحو ٥ غرزة، مشددا على أنهم كانوا فى مهمة عمل صحفية، متهما محيى عبيد، نقيب الصيادلة، بإصدار تعليمات لأمن النقابة بالاعتداء عليهم واحتجازهم.
وقالت إسراء سليمان إن أفراد الأمن اعتدوا عليها بالضرب وخطفوا هاتفها وألقوه بعنف على الأرض ما أدى لتهشيمه، وهو الأمر الذى حدث أيضا مع الزميلين آية دعبس وعاطف بدر، مؤكدة أنه تم احتجاز الصحفيين داخل مقر النقابة.
وقال عبدالمحسن سلامة، نقيب الصحفيين، إنه تلقى اتصالاً هاتفيًا من نقيب الصيادلة، فور وقوع حادث الاعتداء على الزملاء أثناء تغطيتهم لتقديم الدكتور كرم كردى أوراق ترشحه لانتخابات النقابة، يبلغه فيه باعتذاره عما حدث، مؤكدًا أنه «سوء فهم وسيتم تداركه فى أسرع وقت». وأضاف «سلامة»، لـ«المصرى اليوم»، فى تصريح هاتفى من «فيينا»، أن نقيب الصيادلة توعد بمعاقبة المتورطين فى تلك الواقعة، على أن يتحمل كافة التلفيات التى حدثت للزملاء الصحفيين، سواء الكاميرات أو الهواتف المحمولة.
وطالب نقيب الصحفيين الزملاء الذين تعرضوا للاعتداء، بالتقدم بمذكرة رسمية لمجلس النقابة حول ما حدث، حتى تتمكن من اتخاذ الإجراءات القانونية لدعم الزملاء والتأكد من معاقبة المتورطين فى التعرض أو الاعتداء على أى زميل أثناء تأدية عمله.
وقال محمد سعد عبدالحفيظ، عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن أمن «الصيادلة» اعتدى على عدد من الصحفيين فى النقابة واحتجزهم وتحفظ على هواتفهم المحمولة، مؤكدا أنه حرر محضرا فى قسم شرطة قصر النيل ضد نقيب الصيادلة اتهمه فيه بالاعتداء على الزملاء واحتجازهم. وأضاف سعد أن الزملاء وجهوا فى محضرهم، تهم الاعتداء، وسرقة الهواتف المحمولة، وتحطيم وإتلاف كاميرا تصوير، فضلا عن احتجاز أمن النقابة لهم وإصابة أحدهم بجرح قطعى فى الوجه، مشيرا إلى أن الصحفيين اتهموا فى محضرهم النقيب والمدير الإدارى للنقابة بالتعدى عليهم من خلال طاقم الحراسة الخاص بـ«عبيد»، وأن النقابة ستتخذ الإجراءات القانونية كافة حيال الواقعة وستطالب بمحاسبة المسؤولين عن الاعتداء.
ولفت إلى أن ما حدث جريمة مكتملة الأركان وواقعة غير مسبوقة حدثت من نقابة مهنية عريقة، رافضا أى حلول ودية أو اعتذارات قد تؤدى إلى ضياع حقوق الزملاء.
وقال الدكتور أحمد فاروق شعبان، عضو مجلس نقابة الصيادلة: «البلطجى لم يكتف بالاعتداء على الصيادلة ثم الأطباء فاعتدى اليوم وبلطجيته على الصحفيات والصحفيين واختطف موبيلاتهم وكسر كاميرا أحدهم»، متسائلاً: «من يحمى هؤلاء وأين أجهزة الدولة من ذلك العبث».
وأعربت شعبة «محررى النقابات» عن إدانتها الكاملة لما شهدته نقابة الصيادلة من أعمال بلطجة ضد الزملاء المكلفين بتغطية انتخابات النقابة، وتشدد «الشعبة» على أن ما حدث ما هو إلا حلقة جديدة من حلقات التعسف والبلطجة ضد حرية الرأى والتعبير، لمنع الصحفيين من ممارسة عملهم فى كشف الحقائق للرأى العام.
وناشدت مجلس نقابة الصحفيين برئاسة عبدالمحسن سلامة، اتخاذ موقف حاسم تجاه هذه التجاوزات التى من شأنها أن تعوق عمل الزملاء فى تغطية أى فعاليات نقابية خلال الفترة المقبلة، مؤكدة أن الزملاء كانوا يمارسون عملهم بشكل مهنى وحيادى دون الانحياز لطرف داخل العملية الانتخابية لنقابة الصيادلة.
وشددت على أن هذه الممارسات لن تثنى أعضاءها عن كشف التجاوزات داخل النقابات المهنية والعمالية، ولن تزيدهم إلا إصرارا على المضى لانتزاع حقهم فى نقل الصورة الكاملة لما يدور داخل أروقة هذه النقابات.
وقال الدكتور كرم كردى، عضو مجلس اتحاد الكرة، المرشح على منصب نقيب الصيادلة، إنه كان يدلى بتصريحات صحفية لعدد من الزملاء الصحفيين المكلفين بتغطية نشاط النقابة، وفوجئ بعدد من أفراد الأمن يعتدون عليهم ويهشمون هواتفهم المحمولة، فضلا عن تكسير كاميرا مصور، متهما الأمن التابع لمحيى عبيد وفايز شطا، مدير النقابة، بأنهم وراء هذه الواقعة.