مع كل عام تتعرض الإسكندرية لعددٍ كبير من النوات يصل لـ21 نوة على مدى 104 أيام مختلفة خلال العام، وتبدأ مواعيدها من 30 سبتمبر بنوة «الصليبة» وتنتهى 18 يونيو بنوة «النقطة» وهى ساخنة، وغالباً ما تتوقف أعمال الصيد والملاحة فى موانئ الإسكندرية بسبب سرعة الرياح وارتفاع أمواج البحر والأمطار التى تصاحب النوة عادة.
والنوة ظاهرة مناخية تصاحبها رياح شديدة وأمطار غزيرة، وفى بعض الأحيان يتبعها سيول وارتفاع كبير لموج البحر، وهى ظاهرة طبيعية مرتبطة بتقلبات الطقس والتنقل بين الفصول المناخية، خاصة فصلى الخريف والشتاء.
مع بداية فصل الشتاء تبدأ النوات الممطرة، وأولها «نوة المكنسة» التى تبدأ فى شهر نوفمبر وتتبعها «باقى المكنسة»، ثم نوة «قاسم» فى شهر ديسمبر وبقيتها، ثم الفيضة الصغيرة، وباقى الفيضة، وينتهى شهر ديسمبر بنوّة تواكب أعياد الميلاد لذلك سميت بنوة «عيد الميلاد».
وتطل كل سنة ميلادية جديدة على الإسكندرية بنوة «رأس السنة» ثم «الفيضة الكبيرة» و«الغطاس»، وتستمر كل منها لمدة 5 أيام متصلة، وتتبعها نوة «الكرم» و«باقى الكرم» ثم تنتهى النوات الممطرة بنوة الشمس الصغيرة فى منتصف شهر فبراير.
ومن النوات التى تنتظرها الإسكندرية خلال شهر مارس، نوة «السلوم» وتكون ممطرة أحيانا وتستمر لثلاثة أيام، أما نوة «الحسوم» فهى الأطول وتستمر لمدة 8 أيام، وتصل فيها سرعة الرياح إلى 33 عقدة (ميل بحرى) وهى الوحدة لقياس شدة الرياح وتساوى 1.852 كيلومتر فى الساعة وتتبعها نوة «باقى الحسوم»، ونوة الشمس الكبيرة وتليها نوة «العوة وبرد العجوزة» وتوابعها التى تنتهى فى شهر إبريل.
جدول النوات والتواريخ وضع نتيجة خبرة الصيادين مع البحر والجو ودائما ما نجد أسماء النوات باسم الموسم الذى حدثت فيه أو ذكرى لشىء محدد وإن كان أغلب النوات لاتخطئ مواعيدها المحددة منذ سنوات إلا أنه فى الآونة الأخيرة بدأت تتغير بعض منها نتيجة تغيير كبير حادث فى الوضع المناخى العالمى، حيث يمكن أن تمطر بغزارة والرياح تكاد تكون صفرا والجو حار.
منذ 150 سنة لم يتغير جدول النوات لدرجة أذهلت خبراء البحرية العالمية والملاحة البحرية بخصوص دقة الصياد المصرى فى تحديد مواعيد النوات واتجاه الرياح وسرعتها والأمطار وعدد أيامها.
وهناك نوات شهيرة يعرفها أهل الإسكندرية من العامة حتى لو لم يكن بحاراً أو صياداً مثل نوات «المكنسة والكرم وعوة وبرد العجوزة والحسوم وعيد الميلاد والغطاس».
ولكل نوة علامة يعرفها الصياد مثل نوة «المكنسة» تكون العلامة الأولى لها ظهور طيور النورس المهاجرة من شمال أوروبا إلى حوض البحر المتوسط، ونوة «السلوم» نسبة إلى مدينة السلوم على الحدود المصرية الليبية فى شهر مارس بداية لموسم حصاد «الإسفنج» فى هذه المنطقة وباقى السلوم.