x

«إشعياء».. «يهوذا» العصر

السبت 11-08-2018 02:29 | كتب: مينا غالي |
إشعياء أثناء ترسيمه راهباً من البابا شنودة إشعياء أثناء ترسيمه راهباً من البابا شنودة تصوير : اخبار

«فى كل مجتمع يظهر يهوذا، وفى كل 12 شخصًا يظهر يهوذا.. يهوذا يمثل الخيانة بكاملها، ولكن هناك من يخون، وهناك خائن مثل يهوذا، فلا تهتزوا يا إخوتى، لا تهتزوا أبدا، هناك الله ضابط الكل».. بهذه الكلمات ألمح البابا تواضروس، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، خلال عظته الأربعاء الماضى، إلى احتمالية تورط شخص من داخل الدير فى حادث مقتل الأنبا إبيفانيوس رئيس الدير، مُشبهًا «هذا الشخص» بيهوذا التلميذ، الذى خان السيد المسيح.

ومنذ اللحظات الأولى لقرار البابا تواضروس الممهور بخط يده، والذى نص على تجريد الراهب «إشعياء المقارى» من رهبنته وعودته إلى اسمه العلمانى «وائل سعد تواضروس» وطرده من دير «أبومقار» لارتكابه تصرفات لا تليق بالسلوك الرهبانى والحياة الديرية والالتزام بمبادئ ونذور الرهبنة من الفقر الاختيارى والطاعة والعفة، توجهت أصابع الاتهام إلى «إشعياء»، إلا أن الكنيسة أصدرت بيانًا رسميًا تؤكد فيه أن «تجريده» لا علاقة له بمقتل رئيس الدير.. ولكن بعيدًا عن هذا الشق الذى يخضع لسلطة تحقيقات النيابة، التى تُجرى حاليًا على قدمٍ وساق لمعرفة كافة ملابسات الجريمة.. مَن هو «إشعياء» الذى جُرد من رهبانيته لسلوكه الخارج.

رُسم وائل سعد، البالغ من العمر 34 سنة، راهبًا بيد البابا شنودة الثالث باسم «إشعياء المقارى»، إبان زيارته التاريخية للدير عام 2009 عقب وفاة الأب الروحى للدير «متى المسكين»، الذى كان على خلاف مع البابا شنودة، حيث أراد «البابا» استعادة الدير بشكل مركزى وإخضاعه لسلطة الكنيسة القبطية، ورسم العديد من الرهبان، كان من بينهم الراهبان «إشعياء» الذى تم تجريده من رهبنته و«فلتاؤوس»، الذى زُعم بمحاولته الانتحار.

كان إشعياء المقارى على خلاف مع الأنبا إبيفانيوس، الذى قتل فجر الأحد الماضى، إذ تقدم رئيس الدير بطلب للبابا تواضروس الثانى فى فبراير الماضى يطلب نقل «إشعياء» من الدير بسبب سلوكه، وصدر بالفعل قرار باباوى بذلك بعد التحقيق معه من قبل لجنة مجمعية انتهى إلى نقله إلى دير الزيتونة بالعبور، إلا أن «إشعياء» تمكن من جمع توقيعات من زملائه تطالب بالإبقاء عليه بينهم، بلغت 45 توقيعًا، بجانب اعتذار لرئيس ديره ووعد بالعدول عن أخطائه، وهو ما قبله «إبيفانيوس» وأبقى عليه تحت ظل «الفرصة الأخيرة».

وعلى الرغم من ذلك، تتابعت الأخطاء والخروج عن قوانين الرهبنة ومن أهمها الطاعة والتجرد، كما كان كثير الشغب فى الدير، فكان يرفض أن يتولى أى مسؤولية رغم صغر سنه، فضلاً عن تشكيله جبهة مضاده لرئيس الدير الراحل، حتى قرر البابا تواضروس تجريده من الرهبنة فى أعقاب حادث استشهاد رئيس الدير.

وبعد تجريده من رهبنته، أثيرت أقاويل بشأن محاولة «إشعياء» الانتحار بمادة سامة، إلا أن محاولته باءت بالفشل، ما عضّد من توجيه أصابع الاتهام إليه مجددًا بالتورط فى حادث مقتل رئيس الدير.. وهو ما ستكشفه الساعات القليلة المقبلة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية