x

نيوتن حول «حكاية طائرة» نيوتن السبت 05-05-2018 09:18


(عزيزى نيوتن..

قرأت لكم مقالا فى جريدة «المصرى اليوم» بعنوان «حكاية طائرة» بتاريخ الأحد 11 مارس الماضى، ولا أكتمك سراً أنا أتابع مقالاتكم، ومن المعجبين بأسلوبك الموجز المحكم الرصين وأدبك الوافر. فقد ذكرتنا بالأستاذ أحمد بهاء الدين، رحمه الله. فأسلوبه يحمل هذه الخصائص. لكنى بكل أسف لاحظت تناولكم لموضوع الإعلان داخل الطائرة. وأبديتم إعجابكم بما يذاع على الخطوط البريطانية والتركية والإماراتية، واستهجنتم الدعاء الذى يذاع على الخطوط المصرية. مع العلم أنه يضم آية قرآنية ما كان ينبغى لك أن تتناولها بهذا الأسلوب الساخر. فضلا عن أنك تناولت منع الخمور على الخطوط المصرية كأنك تكره هذا المنع وتود لو أنها سمحت بها ولم تعبأ بجماهير أخرى ترحب بهذا المنع وتؤيده.

أليس من حقنا، ونحن الأغلبية، أن نعيش لحظات فيها هدوء ونقاء ونحن معلقون فى الجو نستجدى رحمة الله، وأليس فى مصر للطيران سلبيات أخرى كنت أود أن تتناولها. أقول لك وأنا كثير السفر إلى بلادى فى الجنوب وأنا مقيم فى القاهرة فكم أعانى وأنا أحتاج إلى كرسى متحرك من انتظار ممل رخيص فى مطار القاهرة، والموظفون يجرون حولى فى اللحظات الأخيرة كأنهم يفاجأون بما طلبت مع أنى دونت رغبتى فى كرسى متحرك لكبر سنى عندما حجزت تذكرة وكأنهم لم يقرأوها.

كنت أود أن تتناول هذا الإهمال الذى نعانيه بدلا من تناول دعاء السفر.

ذكرتنى بما حدث مع صديق لى كان فى رحلة داخلية فى أوروبا وكان إلى جواره آخر يخاف من ركوب الطائرة ومع كثرة المطبات الجوية فى أوروبا قال للشيخ الجالس إلى جواره اقرأ لنا يا شيخ آية حيث إننى خائف فقرأ الشيخ وختم بقوله تعالى: «وإنا إلى ربنا لمنقلبون»، فصرخ الرفيق قائلا لزميلى الشيخ أقول لك خائف وتقول لى منقلبون، المسكين لم يفهم أنها إلى ربنا راجعون لكنه فهم المعنى الساذج المخيف، والله أعلم.

الطاهر الحامدى- مدير تحرير مجلة الأزهر السابق

وأمين اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف سابقا).

نيوتن: علمت أن مصر للطيران قررت عرض دعاء السفر مكتوبا على شاشات خدمة الركاب فقط دون صوت. أنا لست ضد الدعاء ولم أسخر منه مطلقا. لكن عندما أتوجه لتهنئة شخص بمولود جديد. عادة أقول: «يتربى فى عزك».. لا أقول للأب أو الأم: «كفاه الله شر البلاوى والموت وحوادث الطرق»، كل شىء له مناسبة. «لكل مقام مقال»

اختيار الوقت والظرف. هذا هو المفهوم الاصطلاحى للبلاغة «مطابقة الكلام مقتضى الحال». فبدلا من التنبيه إلى الموت على متن الطائرات. أليس الأدعى والأجدى تمنّى سلامة الوصول؟!.

أتمنى أن تبحث الشركة عن الرجل الذى اختار هذا الدعاء وقرر بثه فى الطائرات. وإذا أجهدوا أنفسهم ليعرفوا متى بدأ هذا الأمر. ستتبين لهم حقائق كثيرة...

اتهمتنى بأننى أدعو إلى الخمور. فى حين أنها موجودة. يمكن تصنيعها فى المنازل. الكحول موجود فى كل الصيدليات. من يجد فى الخمور مخالفة لدينه فليبتعد عنها. لكن لا أفرض عقيدتى وقناعاتى على الآخرين.

مصر تحتاج السياحة دخلا قوميا معتبرا. ومصر للطيران أحد عناصره.

فى النهاية.. وظيفتك- عندما اطلعت عليها- عذرتك فيما جئت به من ملاحظات.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية