x

نيوتن ماذا نزرع؟ نيوتن الثلاثاء 01-05-2018 03:16


خدم بلده وهو يعمل فى القطاع العام. كما خدمه بعد أن أتيح القطاع الخاص للمصريين بعد عام 1974.

هذه قصة رائد الزراعة الحديثة كامل دياب.

فى القطاع العام أطلق سراح تصدير الموالح. بدلاً من 3 آلاف طن كانت تعدم فى البحر قبل وصولها تالفة إلى الميناء. وصل بالتصدير إلى 300 ألف طن. من خلال شركة الوادى لتصدير الحاصلات الزراعية. عندما أقام شركته الخاصة. توجه إلى التفكير بشكل مختلف. كان شعاره:

(علينا ألا نصدر ما يتبقى مما نزرعه عفواً. بل نزرع فقط ما يمكننا تصديره قصداً)

هذا ما يجب أن يكون توجه الدولة للزراعة فى مصر. كل ما نصدره سيكون مصدراً للعملة الصعبة المطلوبة لنجاح أى بلد. ما يتبقى من الإنتاج الذى لا يصلح للتصدير بسبب نسبة النضج الزائدة عن المواصفات التصديرية. سيطرح فى السوق المحلية.

هنا لماذا نذهب بعيداً. لا يخجلنا أن نرصد ما تصدره دول المنطقة للسوق الأوروبية. لا يوجد لدينا أقرب من المنتجات الإسرائيلية التى تصل إلى أسواق أوروبا. الأيدى العاملة كانت متوفرة لديهم من عرب فلسطين. أما أصناف الفاكهة والخضروات التى يصدرونها فملء العالم كله.

موجودة فى إيطاليا وإسبانيا ومناطق فى أمريكا. كلها تتمتع بمناخ مشابه. الفراولة فى إسبانيا لدى «ZANZI». العنب فى أمريكا لدى شركة «سوبيريور Superior». الموز الويليامز موجود فى جزر الكنارى.. وهكذا.

إذاً المصادر موجودة قبل وجود إسرائيل. مع كل ذلك فالمهمة ليست سهلة. فعلى المنتجات المصرية أن تُشحن جواً أو فى برادات عن طريق البحر. فى هذه الحالة هناك منافسة من إيطاليا وإسبانيا بالنسبة للأسواق الأوروبية جميعها.

هم يستخدمون النقل البرى؛ أوفر.. أسرع.. كل المميزات.

إذاً على المُصدر المصرى أن يبحث عن نوافذ Windows قبل الإنتاج الأوروبى المنافس بأسابيع. أو قبل وصول مراكب العنب من المكسيك. لذلك عليه أن يراقب هذه النوافذ التى تتيح له التواجد قبل المنافسة.

ما نصدره يجب أن يكون عالى الامتياز والجودة. الجهات المستوردة توفد مندوبيها إلى مصر. ترصد المحصول وتتفحصه زراعة وتعبئة. تراقب جميع الاشتراطات الصحية فى محطات التعبئة. سن العاملين. حتى نظافة الحمامات. كل هذا يجب أن يتفق مع القوانين الأوروبية.

يجب أن نراعى أن بعض السلع والمحاصيل استيرادها يكلفنا أقل من زراعتها. التكلفة هنا ليست مجرد أموال. هناك التكلفة المائية أيضا لا تقل فى الأهمية.

لدينا فى مصر يجب أن نتجاوز الحديث عن الرقعة الزراعية. يجب أن نتحدث فقط عن الرقعة المائية. عن الحفاظ عليها وتحقيق الاستفادة القصوى منها.

لنختم هذا الكلام بخبر مفرح. مصر الآن أكبر دولة فى العالم مصدرة للموالح.. كذلك هى أكبر دولة مصدرة لزيت الزيتون.. الفضل لمزارعى ومصدرى القطاع الخاص.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية