برنامج للمستقبل
نيوتن
الإثنين 23-04-2018 12:33
«الوفد» لن يستطيع أن يعيد الماضى. لا أحد يستطيع استعادة سعد باشا زغلول. أو مصطفى النحاس. أو مكرم عبيد. أو حتى فؤاد باشا سراج الدين.
كل هؤلاء كانوا جزءا من التاريخ. التاريخ مضى. الآن ليس لدينا سوى التعامل مع الواقع واستشراف المستقبل. وكلنا أمل فى أن يعود الوفد إلى عصره الذهبى بطريقة تناسب العصر.
إذا كان حزب الوفد لديه شىء يقدمه للحياة السياسية فعليه أن يتجه للمستقبل. أن يطلق برنامجا يوضح أولوياته واهتماماته. وكيفية معالجة القضايا المختلفة والمعضلات الكبرى.
يحدد برنامجه للزراعة الحديثة. برنامجه فى الصناعة التى تلحق بالعصر. أسلوب ووسائل الرى المتطور فى ظل قضية المياه. لم تعد المشكلة فى الرقعة الزراعية. المشكلة فى رقعة مصر المائية. فالأرض متوافرة فى كل مكان.
ما خطته لتطوير أو تنمية الدلتا؟. هل ينقل الصناعة إليها؟. كل فدان صناعى يوفر ألفى فرصة عمل. بينما الفدان الزراعى لن يوفر إلا فرصتى عمل فقط.
ما هى برامجه وأولوياته فى التعليم؟.
ما خطته فى التعامل مع شركات الدولة. أو بالأحرى شركات دافعى الضرائب؟.
ما موقف الوفد من تغوّل شركات الدولة على القطاع الخاص؟. ومزاحمتها له فى العديد من الأنشطة والمجالات؟.
لكل ذلك كيف سيكون ترتيب البيت الداخلى فى الوفد؟. هل سيكون للشباب أغلبية فى الهيئة العليا؟. قبل ذلك تمنيت أن تكون الهيئة العليا مكونة من شباب فى الأربعينيات. أن تبتعد عن الستينيين والسبعينيين. ليكن هؤلاء بمثابة هيئة حكماء ومستشارين للحزب العريق. ولتكن الكلمة التنفيذية والعملية للشباب. تماما كما يحدث فى أوروبا. شاب مثل ماكرون يتم تصعيده حزبيا ليصبح رئيس فرنسا. ومن قبل كان أوباما فى نفس السن تقريبا وأصبح رئيس أكبر دولة فى العالم.
هذه أسئلة كثيرة على الحزب أن يقدم إجابات لها. ستشكل برنامجه. برنامج يجب أن يكون متداولا بين الناس. لعلهم يجدون فيه مزايا. تشجعهم على تبنيه.
كما كان على الوفد واجب وطنى من أجل الاستقلال. عليه الآن واجب لا يقل أهمية. وهو الكفاح من أجل المستقبل. موعد أداء هذا الواجب سيحل عام 2022. يجب البدء فى الإعداد له منذ الآن. بتقديم مرشح رئاسى قوى. فى 2018 جاءنا الحل فى شخص عبدالفتاح السيسى. إذا لم نجد حلا قبل 2022. فسنضطر لتعديل الدستور. وتعود الدولة إلى الخلف مرة أخرى.
