(عزيزى نيوتن)
قرأت مقالك «وداعاً لوفتهانزا»، وتعجبت لحال شركة طيران كانت تُعد فخراً لبلدها، وما أدراك ما بلدها!، وكنا نعدها من كبريات شركات الطيران فى العالم. ولقد قرأت منذ عدة أيام استياءً شديداً على الفيسبوك من هذه الشركة، أبداه أحد أصدقائى، خاض لتوه مثلك غمار إحدى رحلاتها، فجأر بشكواه من سوء المعاملة والإدارة، وجهر بها جهراً على حسابه.
والمرء ليتساءل: هل هذا الانحدار خاص برحلات معينة من بلدان معينة، لا تأبه الشركة لتحرى الخدمة والمعاملة اللائقتين على هذه الخطوط، أم أنه ظاهرة عامة اجتاحت جميع رحلات الشركة؟!. ومصدر التعجب أن ألمانيا هى بلد الدقة المتناهية والحرفية فى كل شىء، وهى مضرب الأمثال فى ذلك، ولطالما كانت لوفتهانزا مرآةً عاكسة لهذه الدقة والإتقان والالتزام الألمانى؛ فماذا جرى؟.
يحدونى الأمل فى أن مسؤولى لوفتهانزا فى مصر لن يتركوا مقالك هذا يمر دون تعقيب أو تعليق أو تفسير، ولا أقول «اعتذار»، وذلك ليس لأجلك فقط أو لأجلنا، وإنما لأجل شركتهم وسمعتها التى بلا شك ستتأثر جراءه كثيراً، هذا إذا كان يهمهم فى المقام الأول سمعتهم بيننا. وعلى كل حال فإنه تربطنى معرفة شخصية برئيس مكتب لوفتهانزا الأسبق فى القاهرة، وهو حالياً قد تقاعد واستقر بمصر وتزوج من مصرية، ويمارس رياضة الجولف بانتظام يومياً فى نادى الجزيرة، ولسوف أعرض عليه مقالك، وأنظر ما سوف يعقّب به.
وأخيراً وعلى هامش المقال، فقد كتبتَ فيه «فى فرانكفورت استُبدلت الطائرة بطيران داخلى للشركة نفسها»، وصحتها وليس بغائب عنك ذلك «فى فرانكفورت استُبدلت بالطائرة طيران داخلى للشركة نفسها»، فالباء تدخل على المتروك. أعلم جيداً أنك تجاوزتَ عامداً وعالماً عن تلك القاعدة النحوية المهجورة والمجهولة نزولاً إلى مستوى الفهم السائد والشائع اليوم، لكن كنت أودّ لو تمسكتَ وأمثالك ممن تقرأ لهم الناس بها وبغيرها، حتى نُحْيِى لغتنا من جديد.
د. يحيى نور الدين طراف).