نفى السفير حسام زكي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن تكون العلاقات بين مصر وحركة «حماس» وصلت إلى طريق مسدود بعد الأحداث الأخيرة.
و قال زكى في تصريحات صحفية، اليوم: «لا أعتقد ذلك، نحن دائماً نقول إن حركة حماس جزء من النسيج الفلسطيني، وحتى لو كانت هناك خلافات أيديولوجية وسياسية مع توجهات الحركة أو أسلوبها في التحرك فهذا أمر لم يمنع من التعامل معها في الماضي، ولن يمنع من التعامل معها في المستقبل».
وأضاف زكى: «المعيار المصري الدائم هو الحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني، ووحدة الهدف الفلسطيني، وبالتالي على وحدة العمل، فإذا كانت الحركة تريد أن تنضم لبقية التنظيمات التي توافقت على مشروع المصالحة ووقعت عليه فهذا أمر طيب سوف يضيف بالتأكيد لرصيدها لدى الجماهير الفلسطينية».
وأكد زكى على أن «مصر دولة كبيره تتعامل مع الفلسطينيين باعتبارهم أشقاء لها بغض النظر عن انتماءاتهم العقائدية أو الفكرية أو توجهاتهم السياسية، شريطة أن يحسنوا التعامل لخدمة قضيتهم، وبالتأكيد يحسنوا التعامل مع مصر».
ورداً على سؤال حول الموقف من دعوة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة لعقد لقاء مع فتح بالقاهرة، قال زكى إن «الجانب المصري غير منشغل الآن بدعوات للقاءات من هذا النوع».
وأشار زكي إلي وجود «تنسيق مصري أمريكي في التحرك الحالي نحو استئناف عملية التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، لافتاً إلى وجود «إدراك أمريكي لأهمية الدور المصري في التواصل مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي والمساعدة في تقريب الطرفين من فرص استئناف العملية التفاوضية».
وأكد زكي أن التحرك المصري الحالي «يهدف إلى استكشاف مساحات ونقاط تسمح بالتفكير في استئناف العملية التفاوضية في وقت ما في المستقبل القريب»، مضيفاً أن «الجهد المصري ينصب على الحوار مع الأطراف بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية من أجل التعرف على فرص استئناف العملية التفاوضية وعلى الظروف التي يمكن من خلالها ومن خلال توفيرها أن تستأنف المفاوضات بالشكل الذي يخدم المصلحة الفلسطينية بشكل إيجابي».
وحول معنى قوله السابق بأن الهدف ليس سرعة المفاوضات وإنما جديتها، قال زكي «معنى ذلك أن تكون المفاوضات حقيقية وليست مجموعة جلسات نقاش، بحيث يكون لها صفة الجدية ويكون لها راعٍ يتدخل بشكل نزيه من أجل تقريب المواقف وحل المشكلات».
ورداً على سؤال حول التهديدات الإسرائيلية باجتياح غزة مجدداً ومدى تأثير ذلك على مجرى المفاوضات، قال زكى «لو حدث ما يتردد في الإعلام فهذا الأمر سوف يكون كارثياً»، لكنه أضاف «رؤيتي أنه لا توجد مؤشرات في هذه اللحظة تقول إن هناك عملية وشيكة من هذا النوع».
وحول الضمانات التي تراها مصر ضرورية لاستئناف المفاوضات مجدداً ، قال الدبلوماسي المصري «نطلب أن تشمل بشكل واضح أساس العملية التفاوضية وجدول إعمال التفاوض والإطار الزمني لعملية التفاوض، وبعض التوضيحات الأخرى والتطمينات الأمريكية، وبعض ملامح للرؤية الأمريكية لشكل التسوية النهائية للنزاع، هذا ما نرغب في رؤيته لكي يصدر عن الولايات المتحدة الأمريكية».
وأشار زكى إلى أن «هناك مؤشرات بأن الجانب الأمريكي يدرك تماماً ما هو المطلوب الذي حدده الجانب العربي ومما طرحناه، لكنى لا استطيع أن استبق الإعلان عن الورقة الأمريكية».
ورداً على سؤال حول ارتباط المفاوضات بإجراء المصالحة الفلسطينية، قال زكي إن المصالحة «تعزز الصف الفلسطيني، ولكنها ليست شرطاً للتوجه إلى مائدة المفاوضات، خاصة أن المفاوض الفلسطيني هو الممثل في منظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، وبالتالي عملية المصالحة كانت دائماً مرتبطة بعملية السلام من حيث أنها تعزز الموقف الفلسطيني الداخلي، ولكنها ليست أبداً شرطاً لإقدام الطرف الفلسطيني ممثلاً في الرئيس أبو مازن إلى المفاوضات».