أصيب 14 مدنياً على الأقل بعوارض اختناق أدت إلى مقتل أحدهم وهو طفل، بعد قصف لقوات النظام السوري على بلدة في الغوطة الشرقية المحاصرة، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأحد، من دون أن يتمكن من تحديد الأسباب.
واتهم جيش الاسلام أبرز فصائل الغوطة الشرقية، قوات النظام بقصف البلدة التي يسيطر عليها بغاز الكلور، في حين اتهمت وزارة الدفاع الروسية الفصائل «بالتخطيط لهجوم بمواد سامة بهدف اتهام» دمشق بذلك.
وأفاد مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لوكالة فرانس برس بأن «عوارض اختناق ظهرت على 14 مدنياً وأدت إلى وفاة أحدهم وهو طفل نتيجة قصف صاروخي نفذته طائرة حربية تابعة لقوات النظام على بلدة الشيفونية».
ولم يتمكن المرصد من تأكيد ما إذا كانت العوارض ناجمة عن استنشاق غازات سامة.
وقال مراسل لوكالة فرانس برس إن المصابين وبينهم نساء وأطفال نقلوا إلى مستشفى ميداني في الغوطة الشرقية. وشاهد امرأة تتناوب مع طفليها على وضع قناع أوكسجين لمساعدتهما في التنفس.
وأفاد طبيب عاين المصابين في المستشفى بأن معظمهم يعاني حالات تهيج في العيون وضيق تنفس، مرجحاً أن تكون ناجمة عن استنشاق غاز الكلور.
واتهم القيادي البارز في جيش الإسلام، محمد علوش، في تغريدة على تويتر قوات النظام باستخدام «الغازات الكيماوية من جديد وقصف الشيفونية بغاز الكلور مرتين».
ونشر صورة تظهر جثة طفل ملقاة على الأرض وملفوفة بقماش أزرق لا يظهر إلا وجهه. وكتب على القماش اسم البلدة والتاريخ مع عبارة «نتيجة غاز الكلور».
في المقابل، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً اتهمت فيه «قادة المجموعات المسلحة في الغوطة الشرقية بالتخطيط للهجوم بمواد سامة بهدف اتهام القوات الحكومية باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين».
وحذرت من أن «الوضع في الغوطة الشرقية يزداد سوءاً» غداة صدور قرار دولي عن مجلس الأمن يطلب هدنة «من دون تأخير» لمدة 30 يوماً في سوريا.
وتعرضت بلدات عدة في الغوطة الشرقية، الأحد، بينها الشيفونية لغارات ولكن بوتيرة أقل من الايام السابقة بحسب المرصد، فيما اندلعت معارك عنيفة بين قوات النظام وفصيل جيش الاسلام في منطقة المرج الواقعة في جنوب الغوطة الشرقية والتي يتقاسم الطرفان السيطرة عليها. وتسببت المعارك بمقتل نحو 20 مقاتلاً من الطرفين.
وتكرر منذ مطلع العام ظهور عوارض اختناق وضيق تنفس تحديداً في الغوطة الشرقية وفي مدينة سراقب (شمال غرب). وهددت دول غربية بينها الولايات المتحدة وفرنسا في وقت سابق هذا الشهر بشن ضربات في حال توافر «أدلة دامغة» على استخدم السلاح الكيميائي.
وعلى وقع تصاعد الاتهامات لدمشق، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في 7 فبراير أنها تحقق «في كل الادعاءات التي تتوافر فيها عناصر موثوقة» حول استخدام أسلحة كيميائية في سوريا.
ولطالما نفت دمشق تنفيذ أي هجمات بالغازات السامة، مؤكدة أنها دمّرت ترسانتها الكيميائية في العام 2013 اثر اتفاق روسي- أمريكي بعد هجوم في الغوطة الشرقية، قتل فيه أكثر من 1200 شخص وفق منظمات حقوقية وواشنطن. ووقعت دمشق حينها اتفاقية حظر استخدام الأسلحة الكيميائية.