x

الأمم المتحدة وسوريا.. 7 سنوات من الإخفاقات (تقرير)

الأحد 25-02-2018 03:41 | كتب: أ.ف.ب |
عشرات الضحايا بينهم أطفال في قصف للطيران السوري على قرى الغوطة الشرقية  - صورة أرشيفية عشرات الضحايا بينهم أطفال في قصف للطيران السوري على قرى الغوطة الشرقية - صورة أرشيفية تصوير : أ.ف.ب

منذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، اتُخذت عدة مبادرات بهدف التوصل إلى حل سلمي للنزاع الذي أوقع أكثر من 340 ألف قتيل. الأمم المتحدة أعربت بشكل متكرر عن سخطها من دورة العنف المستمرة هناك إلا أنها كانت عاجزة عن وقفها.

وصوّت مجلس الأمن الدولي، السبت، بدعم من روسيا، بالإجماع على مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في سوريا والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وإخلاء الجرحى.

سلسلة من الفيتوات

في إبريل 2011، وبعد 6 أسابيع من بدء موجة الاحتجاجات في سوريا، استخدمت روسيا والصين حق النقض، الفيتو، لتعطيل إعلان للأمم المتحدة اقترحته دول غربية يدين القمع الذي يمارسه النظام السوري.

وفي 4 أكتوبر، استخدمت روسيا والصين الفيتو مجددا لتعطيل مشروع قرار تقدمت به دول غربية يهدد باتخاذ «إجراءات موجّهة».

وبالإجمال استخدمت روسيا الفيتو 11 مرة لتعطيل قرارات بهدف حماية حليفها السوري في وجه الضغوط الغربية.

وسيطان يتنحّيان

في أغسطس 2012، استقال كوفي عنان كموفد خاص للأمم المتحدة والجامعة العربية بعد 5 أشهر من الجهود غير المثمرة التي بذلها، واشتكى الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة من غياب دعم الدول الكبرى لمهمته.

وقال «عنان» إن العسكرة المتزايدة على الأرض والغياب الواضح للإجماع في مجلس الأمن «أحدث تغييرا جذريا للظروف المواتية من أجل الممارسة الفعّالة» لدوره كوسيط.

واقترح خطة من 6 نقاط تدعو إلى وقف القتال والانتقال السياسي، إلا أنها لم تدخل حيز التنفيذ.

تسلم وزير الخارجية الجزائري الأسبق الأخضر الإبراهيمي المهمة التي تخلى عنها «عنان». وفي بداية عام 2014 أشرف الإبراهيمي في جنيف على تنظيم المفاوضات الأولى المباشرة بين الحكومة والمعارضة برعاية الولايات المتحدة وروسيا. لكن هذه المفاوضات لم تحقق شيئا يُذكر، واستقال الإبراهيمي كوسيط بعد عامين من الدبلوماسية غير المثمرة.

9 جولات في الأمم المتحدة

في مطلع 2016، عُقدت 3 جولات من المفاوضات غير المباشرة بين النظام والمعارضة في جنيف برعاية مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا دون إحراز تقدم ملموس نتيجة التباعد الكبير في وجهات النظر حيال المرحلة الانتقالية ومصير الأسد.

في 14 ديسمبر، اتهم دي ميستورا دمشق بتقويض المحادثات في جنيف من خلال رفضها الحوار مع المعارضة. وقال دي ميستورا في ختام الجولة الثامنة من المفاوضات: «تم تفويت فرصة من ذهب».

وفي 26 يناير، عُقدت جولة تاسعة من مفاوضات السلام برعاية الأمم المتحدة دون تحقيق أي نجاح في فيينا، حيث نُقلت المفاوضات لأسباب لوجستية.

حلب

في أكتوبر 2016، حذّر دي ميستورا من أن معقل المعارضة في حلب سيُسوى بالأرض بحلول عيد الميلاد في حال فشلت الأمم المتحدة في وقف الحرب المدمرة.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في مؤتمره الصحفي الأخير في 16 ديسمبر 2016: «حلب الآن مرادف للجحيم».

راقبت الأمم المتحدة بعجز حصار الجيش السوري لمناطق المعارضة في حلب بدعم من روسيا وإيران. وفي نهاية ديسمبر وصل بعض المراقبين للإشراف على إجلاء المدنيين، ووصف دبلوماسي الوضع بالقول: «القيام بما تيسر بعد فوات الأوان».

الغوطة الشرقية

في 9 فبراير، تقدمت السويد والكويت بمشروع قرار جديد يدعو لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في سوريا ورفع الحصار الذي يفرضه المتحاربون، خاصة قوات النظام في مناطق متعددة.

تبدأ مفاوضات شاقة وطويلة وسط غارات جوية كثيفة على الغوطة الشرقية، حيث يعيش 400 ألف نسمة تحت الحصار منذ عام 2013، ويتسبب القصف بمقتل 500 في أسبوع، بينهم ما لا يقل عن 127 طفلا.

ولكسب تأييد روسيا لوقف إطلاق النار يتم شطب العبارة التي تتحدث عن بدء وقف إطلاق النار بعد 72 ساعة من تبني القرار واستبدالها بعبارة «بدون تأخير»، ويتم أيضا إسقاط عبارة «بشكل فوري» فيما يتعلق بتسليم المواد الغذائية والإخلاءات.

وفي تنازل آخر لموسكو يقول القرار إن وقف إطلاق النار لن يشمل العمليات ضد تنظيم «داعش» والقاعدة و«مجموعات وكيانات ومتعاونين» مع التنظيمين المتطرفين.

وهذا سيسمح للقوات السورية بمتابعة هجماتها ضد المقاتلين المرتبطين بالقاعدة في إدلب، وهي آخر محافظة في سوريا خارج سيطرة دمشق.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية