x

عباس الطرابيلي نعم.. السمك يحدد سعر اللحوم! عباس الطرابيلي الأربعاء 03-01-2018 21:42


عندما زادت أسعار اللحوم الحمراء.. لجأ الناس إلى الطيور، أى اللحوم البيضاء.. وعندما استغل التجار ذلك وزادت أسعار الطيور.. لجأ الناس إلى الأسماك.. فهى البروتين البديل، فضلاً عن أن معظم المصريين يعشقون هذه الأسماك.. وبذلك انخفض الطلب على اللحوم والفراخ.. وزاد الطلب على الأسماك.

ولكن عندما التهبت أسعار الأسماك- حتى الأصناف الشعبية وليست فقط الأنواع البحرية الممتازة- هنا انفجر الناس غضباً.. ولذلك كان قرار الدولة التدخل فوراً فى محاولة توفير هذه الأسماك.. فكان قرار استيراد الأسماك حتى إننا نستورد حوالى 40٪ مما نأكل من أسماك.. هنا كان القرار الأصوب وهو محاولة توفير هذه الأسماك محلياً.. فكان قرارها «استزراع الأسماك».. خصوصاً مع انخفاض إنتاج السمك محلياً من البحرين المتوسط شمالاً والأحمر شرقاً ومن مجرى النيل، وحتى بحيرة السد.

ولجأت الدولة- أخيراً- إلى زراعة الأسماك ليس فقط لتقليل فاتورة استيرادها ولكن أيضاً بهدف السيطرة على أسعار كل اللحوم الأخرى: حمراء وبيضاء.. خصوصاً أن المصرى ينوع فيما يأكل من أسماك: مشوية، مقلية، طواجن، صوانى.. وحتى مدخنة - مثل الرنجة- أو مملحة مثل الفسيخ.

وإذا كان القطاع الخاص هو الأسبق فى استزراع السمك منذ منتصف الثمانينيات فوجدنا الأقفاص السمكية فى مجرى النيل.. والأحواض السمكية على حواف البحيرات الشمالية.. وأصبحوا - أصحاب المزارع - من المليونيرات، رغم أن بعض ما يقدمونه من علف لهذه الأسماك ليس سليماً 100٪.

هنا تدخلت الدولة - وبالذات القوات المسلحة - أو الأجهزة التابعة لها.. فوجدنا مزارع تقام على أسس علمية شرق بورسعيد، وفى القطاع الشمالى من القناة من منطقة القنطرة إلى قرب بورسعيد.. وكذلك فى بركة غليون شمال كفر الشيخ.. وهى صناعة تقوم الآن على أفضل وأحدث السبل العلمية، وهى صناعة متكاملة بكل معنى الكلمة.. وإذا كان القطاع الخاص قام بصيد الزريعة أى «الإصباعيات» من فم البواغيز عند مداخل البحيرات الشمالية ليقوموا ببيعها لأصحاب هذه المزارع «بالملعقة» وسعرها أعلى من الذهب بدلاً من أن ينشئوا المفرخات اللازمة لتوفير هذه الإصباعيات أى الزريعة، ولكن المشروعات الحالية تعنى إقامة صناعة متكاملة من مفرخات ومراكز أبحاث ومصانع لإنتاج العلف، والفرز والتصنيع والتعليب والتجهيز.. وحتى مصانع الثلج والفوم اللازم للتعبئة.. وامتدت هذه العمليات إلى أدق تفاصيل هذه الصناعة التى أراها ستعمل على الحد - إن لم يكن المنع - من استيراد الأسماك.. بل أراها مناطق جذب للعمالة وفرص العمل من الصيادين إلى علماء الأبحاث إلى أساطيل النقل.. ولذلك تضمنت هذه المزارع إنشاء مساكن للعاملين وربما شبكات من الطرق والكهرباء وماكينات الضخ.. هى إذن صناعة متكاملة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

■ وإذا كان الناس يتساءلون: أين إنتاج هذه المزارع؟.. فنقول إن ما تم هو مجرد «بشائر» أى «القطفة الأولى» من الإنتاج، ويا سلام عندما يتم طرح إنتاج هذه المزارع فى الأسواق وفى مراكز بيع بعيداً عن الجشعين من التجار، أى يجب أن تخرج من المزارع إلى المستهلك مباشرة وبعيداً عن تجار الجملة، ثم نصف الجملة.. ثم تجار القطاعى، هنا يحس المصرى بمزايا هذه المزارع.

■ وأرى أن تطرح فى الأسواق بأسعار التكلفة حتى يحس الناس بفوائدها ولا نفكر فى التصدير، إلا بعد أن «تتشبع» السوق المحلية منها.. حتى من الأنواع - البحرية - الممتازة.

■ والمؤكد أن طرح أسماك هذه المزارع بأسعار التكلفة سيكون الضربة الحاسمة لغلاء اللحوم الحمراء والدواجن.. وبذلك يحس الناس بعظمة ما يجرى فى هذه المزارع.

وشكراً لقواتنا المسلحة.. ومساهماتها الرائعة - العملية - فى مقاومة الغلاء.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية