أكد عدد من خبراء الفضاء في مصر، أن إقرار قانون إنشاء وكالة الفضاء المصرية بعد موافقة مجلس النواب عليه، الاثنين، يعد إنجازا طال انتظاره منذ 40 عامًا، مضيفين أن مصر جاهزة ومستعدة لدخول هذا المجال منذ أكثر من 10 سنوات، ولفتوا إلى أن الوكالة ستحدث طفرة غير مسبوقة في جميع المجالات، وشددوا على ضرورة اكتمال التنفيذ بنجاح في ظل دعم القيادة السياسية للمشروع.
أخبار متعلقة
وقال الدكتور على صادق، رئيس المجلس المصري لبحوث الفضاء الأسبق ومؤسس برنامج الفضاء المصري، لـ«المصرى اليوم»، إن إقرار قانون إنشاء وكالة الفضاء المصرية إنجاز طال انتظاره لأكثر من 40 عاما، مشيرا إلى أنه سيؤدي إلى طفرة مصرية كبيرة في جميع المجالات بشكل غير مسبوق.
وأوضح صادق أن هذه الخطوة تأخرت كثيرا، لكن الرئيس عبدالفتاح السيسي مهتم بها الآن ويولي اهتماما كبيرا بها، مشيرا إلى أن هذا نجاح يحسب للدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، لأنه الوزير الوحيد الذي استطاع أن ينجح في إنشاء وكالة فضاء مصرية مع الدكتور محمود حسين، رئيس الهيئة القومية للاستشعار من بعد.
وشدد صادق على أن مصر تمتلك الكوادر المؤهلة لإدارة الملف الفضائي منذ أكثر من 10 سنوات كاملة، توقف فيها المشروع لأسباب يعرفها الجميع، دون أن يحددها في معرض حديثه، قائلًا إنه سيتم العمل على تشكيل المجالس التنفيذية للعمل بشكل فوري بمجرد تصديق الرئيس السيسي على القانون.
وأشار الدكتور بهي الدين عرجون، أستاذ الديناميكا الفضائية والمركبات بكلية الهندسة جامعة القاهرة، والمعروف بـ«أبوالفضاء المصري»، لـ«المصري اليوم»، إلى أن موافقة مجلس النواب على القانون خطوة جيدة لإنشاء جهة سيادية تعمل كنقطة ارتكاز لأنشطة الفضاء في مصر، لتدير جميع الجهات العاملة بدلا من عملها بشكل مبعثر ولا تلقي الاهتمام الكافي من الدولة.
وأضاف عرجون أن مصر قادرة على العمل بكفاءة في هذا المجال لتمتعها بتوافر كل الكوادر المؤهلة للدخول في أنشطة الفضاء، مشيرا إلى أن الوكالة ستحظى بمكانة وميزانية مخصصة لها وخطة واستراتيجية قومية لتنفيذها، خاصة في ظل الإمكانيات الجاهزة للعمل، وتابع: «مصر لها عدة تجارب في الأنشطة الفضائية حيث صنعت أقمارا صناعية وشغلت وأطلقت أقمارا».
وأكد أن الوكالة جهة إدارية لتنسيق الجهود العلمية في مجال الفضاء للاستفادة منها وتوحيد هدفها، وتهدف لسرعة إنجاز العمل وإطلاق أقمار صناعية أكثر لأغراض متعددة تخدم الدولة، وتدعم القاعدة العلمية الخاصة بها بالجامعات والمعاهد ورفع مستوى التعليم في مجال الفضاء، ومشاركة الجامعات والصناعة في مجال الفضاء.
كانت مصر قد دخلت عالم الفضاء منذ أبريل 2007 بإطلاق أول قمر صناعي مصري «إيجيبت سات 1» بالتعاون مع يجنوى الأوكراني، وتم إطلاقه من على متن صاروخ «دنيبر-1» في 17 إبريل 2007 من قاعدة باكينور لإطلاق الصواريخ بكازاخستان، لكن تم فقد الاتصال به في 22 أكتوبر 2010.
وفي أبريل 2014 تم إطلاق القمر الصناعي المصري الثاني «إيجيبت سات 2»، من قاعدة بايكونور الروسية بجمهورية كازاخستان، وذلك في إطار العلاقات المتميزة والتعاون مع روسيا الاتحادية، والذي يهدف أيضا لاكتساب وتوطين تكنولوجيا صناعة الفضاء في مصر ليصبح لها دورها ومكانها المناسب في هذا المجال، وما زال يعمل في مداره الجوي حتى الآن بفاعلية كبيرة.
