x

«سوريا الصرخة المكتومة».. وثائقي فرنسي عن السوريات ضحايا الاغتصاب

الأربعاء 13-12-2017 19:55 | كتب: أ.ف.ب |
عبور اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلادهم لقضاء إجازة عيد الأضحى، حيث أقبل آلاف السوريين على معبر أونكوبينار، بالقرب من بلدة كيليس، وسط تركيا استعدادا للعبور إلى سوريا، 28 أغسطس 2017. - صورة أرشيفية عبور اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلادهم لقضاء إجازة عيد الأضحى، حيث أقبل آلاف السوريين على معبر أونكوبينار، بالقرب من بلدة كيليس، وسط تركيا استعدادا للعبور إلى سوريا، 28 أغسطس 2017. - صورة أرشيفية تصوير : أ.ف.ب

عرضت القناة الثانية للتليفزيون الفرنسي «فرانس-2» مساء الثلاثاء وثائقيًا تضمن شهادات نساء سوريات يروين استخدام النظام السوري للاغتصاب كسلاح حرب.

يحمل هذا الوثائقي عنوان «سوريا.. الصرخة المكتومة»، أعدته الصحفية انيك كوجان من «لوموند» وأخرجته الفرنسية مانون لوازو.

وهو يعطي الكلام لناجيات من السجون السورية، لاجئات حاليا في تركيا والأردن، قررن كسر المحرمات والظهور أمام الكاميرا، أحيانا بوجه ظاهر، للحديث عن الاغتصاب في مجتمع محافظ جدا مثل المجتمع السوري.

وعلى غرار ما حصل خلال الحروب في يوغوسلافيا السابقة، وفي نزاعات أخرى خصوصا في أفريقيا، تتحول أجساد النساء في سوريا إلى سلاح تستخدمه قوات الرئيس السوري بشار الأسد بشكل واسع، كما جاء في التحقيق.

وتقول انيك كوجان لوكالة فرانس برس وهي التي سبق أن أعدت تحقيقا حول الموضوع نفسه في مارس 2014، إن «هذا الوثائقي ما كان ليرى النور من دون مساعدة سعاد ويدي الجامعية الليبية التي جعلت من وضع النساء اللواتي يتعرضن للاغتصاب معركتها».

وتابعت كوجان: «بفضل الاتصالات التي تملكها بمنظمات سورية للدفاع عن حقوق الإنسان، تمكنت من إقناع سوريات بالكلام عن هذه الجريمة البشعة التي هي الاغتصاب».

من جهتها، تقول المخرجة مانون لوازو: «لقد قمنا بعمل شاق مع سعاد لجمع أقوال هؤلاء النسوة السوريات مع كل ما يرافق ذلك من صعوبات وآلام».

وإحدى النساء الست اللواتي تكلمن كانت تخدم في جيش النظام. تقول وهي تتكلم وظهرها إلى الكاميرا: «لقد استخدم النظام الاغتصاب، وخطط له لتحطيم الرجل السوري»، مضيفة «عندما يتم الاشتباه بانضمام شخص إلى المعارضة المسلحة تعتقل زوجته وبناته ووالدته ويتعرضن للاغتصاب. وبعد تصوير عمليات الاغتصاب هذه، يرسل الشريط إلى الرجل لتحطيمه معنويا».

أما فوزية فقررت الكلام بوجه مكشوف. تروي أن بناتها الأربع «رائعات الجمال» تعرضن للاغتصاب ثم الذبح أمام عينيها في منزلها بعد أن اقتحمه «الشبيحة». كما قتل زوجها وأولادها الشبان باستثناء ابنتها رشا التي بقيت على قيد الحياة رغم إصابتها بأربع رصاصات.

وفي منظر مؤلم للغاية، تكشف أمام الكاميرات صورًا على هاتفها النقال تظهر فيها غرفة مليئة بالجثث. وتقول شارحة ما في الصورة «هنا جثتا شقيقي الصغيرين، هناك جثة والدي، وهنا جثة ابنة عمي، وإلى جانبها جثة شقيقتي».

موت الروح قبل الجسد- وفي مجتمع محافظ مثل المجتمع السوري حتى في المدن الكبيرة، فإن المرأة التي تعرضت للاغتصاب تصبح عارا للعائلة. وإذا نجت من التعذيب وخرجت من السجون حية، فإنها في أحسن الأحوال قد تطرد من قبل عائلتها، أو في أسوأ الأحوال قد تقتل.

تقول سيدة أخرى لاجئة داخل الأراضي التركية على مقربة من الحدود مع سوريا: «لإنني تعرضت للاغتصاب طلب زوجي الطلاق، والدتي طلبت مني الرحيل وقالت لي إخوتك سيقتلونك. أشتاق كثيرا لوالدتي ويا ليتني أتمكن من معانقتها لأشم رائحتها ولو مرة واحدة. أنتم اليوم لا ترون سوى جسدي، أما روحي فقد ماتت».

وتقول سعاد ويدي وهي تجهش بالبكاء أمام الذين حضروا العرض الاول «لقد استخدموا أجساد النساء ساحة للقتال، وأريد أن نتمكن من أن نقول جميعا بصوت عال: يجب ألا يتكرر هذا الأمر بعد اليوم».

أما انيك كوجون فتقول إن «هؤلاء النساء مذنبات لأنهن ضحايا وهذا ذروة الظلم. الاغتصاب هو الفخ المطلق، الجريمة الكاملة، لأن النساء لا يتمكنّ من كشف ما تعرضن له خوفا من الموت».

وشهادة أول امرأة في الوثائقي هي الأقسى. تقول وهي في الظل لعدم ظهور وجهها: «ثلاثة رجال ضخام الجثة دخلوا إلى زنزانتي وأنا جالسة على طرف السرير. أحدهم قال للثاني أتريد ان تبدأ أنت أم أبدأ أنا، عندها انتابني الرعب الشديد. ماذا يعني أن تبدأ أنت أو أبدأ أنا؟».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية