x

ياسر أيوب الأهلى والوداد والرجاء وكازابلانكا ياسر أيوب الجمعة 03-11-2017 21:57


كانت السياسية المغربية هاجر خلوى والمنتمية لحزب العدالة والتنمية تحتاج لهذا الدرس القاسى، لتعرف حجم كرة القدم ومساحتها داخل نفوس أهلها وعشاقها ومدى جنونها وشراستها وقسوتها أيضا.. فقد تعطلت هاجر لوقت طويل داخل سيارتها فى كازابلانكا نتيجة إغلاق الطريق بسبب زحام وفوضى شراء جماهير نادى الرجاء تذاكر مباراة فريقها فى قبل نهائى كأس العرش المغربى، وأيضا جماهير نادى الوداد التى كانت تبحث عن تذاكر لمباراة فريقها أمام الأهلى فى نهائى دورى الأبطال الأفريقى.. فكان أن كتبت هاجر تستنكر مثل هذا التدافع والاهتمام بكرة القدم، ووصفت جماهير الناديين بالهمجية والجهل وعدم التحضر.. لتفاجئها جماهير الناديين بهجوم مشترك عنيف ومؤلم أجبرها على الاعتذار، وقد تعلمت وتأكدت أن الخلافات السياسية والحزبية أقل خطرا وضررا من خلافات كرة القدم.. وباتت هاجر صاحبة واحدة من الحكايات القليلة جدا التى اتفق فيها جماهير الرجاء والوداد على شىء..

فمنذ قرابة الستين سنة وجماهير الناديين الكبيرين يصعب توحدها واتفاقها إلا فى الانتماء لمدينة كازابلانكا الجميلة، والاقتسام مع آخرين الكبرياء المغربى والفخر بالوطن مهما كانت العذابات والجروح وتشجيع المنتخب المغربى أيضا.. وفيما عدا ذلك يصعب الاتفاق بين جماهير الفريقين على أى شىء آخر.. ولا يخفى كثيرون من مشجعى الرجاء أمنياتهم بأن يفوز الأهلى الليلة على الوداد فى النهائى الأفريقى.. يعلن بعضهم ذلك بجرأة وصوت عال، والبعض الآخر يقولها همسا وبصوت لا يكاد يسمعه أحد.. ويتعب الإنسان كثيرا ليعرف سبب كل هذه الحساسية بين الناديين الكبيرين وجماهيرهما وإعلامهما.. فقد تأسس الوداد عام 1937 وتم اختيار اسمه بعدما تأخر الاجتماع التأسيسى للنادى، حيث كان أحد الأعضاء فى السينما لمشاهدة فيلم «وداد» لأم كلثوم، فقرر كل المؤسيين إطلاق اسم وداد على ناديهم الجديد.. وتأسس الرجاء بعد ذلك بعشرة أعوام ليكون أول ناد رياضى فى المغرب لا يترأسه فرنسى بحكم القانون، بعدما تحايل مؤسسو النادى واختاروا جزائريا يحمل الجنسية الفرنسية ليكون الرئيس الأول لناديهم.. لكن ينتمى كل من الوداد والرجاء لمدينة واحدة، وتضم جماهير كل ناد منهما أغنياء كازابلانكا وفقراءها.. ويجمع جمهور كل ناد منهما الكبار والمشاهير والصعاليك والمهمشين والشيوخ والشباب.. وقد تأهل الرجاء أمس الأول لنهائى كأس العرش، وبقى الوداد يحاول الليلة الفوز بالكأس الأفريقية.. وباتت مباراة الوداد والأهلى هى الحدث الأهم والأكبر الذى التفت حوله كازابلانكا منذ وصول الأهلى إليها مساء الأربعاء الماضى.. لكنه اهتمام هادئ وراق دون صخب وحساسية وأشواك.. فهم هنا فى كازابلانكا يتمنون فوز الوداد بالكأس، لكنهم فى نفس الوقت يحترمون الأهلى كثيرا وجدا، ويخافون منه أيضا لدرجة أن يطلب المدير الفنى للوداد حسين عموتة من جماهير الفريق ألا تفرح أو تحتفل أثناء مباراتهم مع الأهلى إلا فى الدقيقة الرابعة والتسعين، لأنه الأهلى الذى يستطيع تغيير كل شىء فى أى لحظة حتى لو كانت اللحظة الأخيرة.. وهو ما نتمناه نحن بالتأكيد، وأن يعود الأهلى للقاهرة بكأس أفريقيا التى لا يستحقها أى ناد أفريقى آخر أكثر من الأهلى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية