x

ياسر أيوب رجم الشيطان فى كازابلانكا ياسر أيوب الخميس 02-11-2017 21:38


حين سئل الملك الراحل الحسن الثانى عن المغرب قال إنه أسد لا يقاد إلا بخيط.. وكانت عبارة توقفت أمامها كثيرا وأدركت ما فيها من حكمة وأنا أطوف المغرب من طنجة ومليلة إلى ورزازات ومراكش.. وأسكن فوق جبال الأطلس وأزور قرى وواحات لم يرها حتى معظم المغاربة أنفسهم إلى جانب كازابلانكا والرباط وفاس.. أحاور المغاربة وأحبهم وأحترمهم ومعهم فى كل يوم وكل مدينة كانت عبارة الملك الحسن الثانى تغدو لى أكثر وضوحا وواقعية..

ورغم ذلك لا يزال هناك مَن فى المغرب من لم يتعلم درس الملك الراحل ولم يفهم معنى الأسد الذى لا يقاد إلا بخيط.. ومن هؤلاء كان المسؤول الذى قرر تخصيص شباك واحد فقط لبيع تذاكر مباراة النهائى الأفريقى غدا فى كازابلانكا بين الوداد المغربى والأهلى، الذى جئت معه إلى كازابلانكا أمس الأول حالماً مثل ملايين غيرى بالعودة إلى القاهرة بالكأس الأفريقية.. وفى صباح اليوم الذى وصل فيه الأهلى إلى كازابلانكا كان هذا الشباك الواحد لبيع تذاكر المباراة.. وفوجئت بالحكايات والصور التى نشرتها الصحافة المغربية فى صفحاتها الأولى عما جرى.. فالناس جاءت قبل طلوع الشمس انتظارا لفتح هذا الشباك الواحد داخل استاد محمد الخامس، حيث ستقام المباراة.. وتزايد الزحام وامتلأت الشوارع والأزقة المحيطة بالملعب بالوجوه التى بدأ بعد قليل انفلات أعصابها بعد أن شعرت بالإهانة واليأس والغضب، فكان الاشتباك والصراع والجروح وإغماء الفتيات وبهدلة رجال الأمن، على حد تعبير الصحفيين المغاربة، الذين قالوا أيضا إنه كان هناك تبادل للقذف بالحجارة، وتناثرت الدماء والأحذية فى كل مكان، وأن المشهد كله كان أشبه بقيام الحجيج برجم الشيطان..

ومن المؤكد أن المسؤول عن ذلك هو الذى لم يدرك أو يتعلم كيف يتعامل مع الأسد الذى هو المغرب بكل إنسانيته وثقافته واندفاعه وحماسته وشراسته ورومانسيته أيضا.. كما كان هذا المشهد أيضا دليلاً على أن جمهور الوداد ينتظر هذه المباراة حالماً بالكأس الأفريقية وطامعا فيها تماما مثلما نريد نحن أيضا العودة بها إلى القاهرة.. فالإعلام المغربى تحدث أيضا عن التدريب الأخير للأهلى فى استاد التتش، واصفا إياه بأنه بات صاحب الرقم القياسى عربيا وربما عالميا فى عدد حضور المشجعين تدريبا لفريقهم قبل مباراة مهمة.. فهم يحترمون الأهلى كثيرا وجدا، ويخافون منه أيضا مثلما يخاف عشاق وأبناء الأهلى أن يفوز عليهم الوداد ويسرق منهم الحلم الأفريقى الكبير والجميل.. ولم يكن الباحثون عن التذاكر جمهورا أراد الاحتفال فى الملعب بالفوز إنما أراد مزيدا من التشجيع ليفوز على ناد كبير اسمه الأهلى.. وفى مطار الملك محمد الخامس، وقبل أن يمنحنى ضابط الجوازات ختم دخول المغرب.. قال لى مبتسماً إنه يريد تذكرة للمباراة لأنه عجز عن الحصول عليها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية