كان أمس الأول أحد الأيام الاستثنائية والطويلة والجميلة التى عاشها النادى الأهلى.. ففى ذلك اليوم كان التدريب الرئيس لفريق الأهلى فى استاد مختار التتش قبل السفر أمس إلى كازابلانكا لملاقاة الوداد المغربى فى نهائى دورى الأبطال الأفريقى.. وكما اعتاد الأهلى دائماً.. تم فتح أبواب التتش لجماهير الأهلى التى جاءت لمساندة فريقها ولاعبيها وتقدم لهم الحب والأمل وتطالبهم بالعودة بكأس أفريقيا.. كان المتوقع ألا يأتى أكثر من أربعة أو خمسة آلاف لأن هذا هو الرقم الذى يمكن أن يسعه ويتحمله استاد مختار التتش.. ولكن الذين جاءوا بالفعل كانوا أضعاف ذلك.. امتلأ بهم المدرج الرئيس لاستاد التتش والمدرج الذى يعلو المقصورة وغرف خلع ملابس اللاعبين.. بل بدأ هذا الجمهور النزول إلى أرض الملعب نفسه لأنه لا يجد مكاناً حتى للوقوف.. وإلى هنا تبدو كل الأمور طبيعية ومتكررة وعادية حتى بدأ بعد ذلك ما يمنح الأهلى خصوصيته وقيمته ومكانته.. إذ إنه مع هذه الآلاف الكثيرة من الشباب داخل المدرجات وحولها وخارج وداخل النادى.. لم تكن هناك حالة صدام واحدة بين أى شاب وضباط الشرطة أو رجال أمن الأهلى.. لم تكن هناك أى فوضى أو شغب.. وحين وقعت بعض الإصابات نتيجة هذا الزحام والتدافع.. كان أمن الأهلى وعماله والجهاز الطبى للفريق الأول هو الذى يقوم بنقل المصابين ثم تأمينهم وبعد ذلك علاجهم.. ورغم أن التدريب لم يكن ممكناً فى ملعب امتلأ بالفعل بالجمهور.. فإن لاعبى الأهلى طلبوا الخروج وسط هذا الزحام لتقديم تحية الشكر والاحترام لهذا الجمهور الجميل.. وحين حذَّر أحد كبار الضباط حسام البدرى من خروج لاعبيه للملعب وسط هذا الزحام الهائل.. قال له البدرى إنه أبداً لن يخشى على لاعبى الأهلى وهم وسط جماهير الأهلى التى ستحافظ وتحمى لاعبيها دون حاجة لأى حراسة وتأمين.. وبقى الجمهور فى كل مكان حتى رغم إلغاء التدريب فى الملعب وإقامته داخل صالة الجيمنايزيوم الخاصة بفريق الكرة.. وبقيت هتافات هذا الجمهور وأغانيه حباً للأهلى وانتماءً له.. وفى آخر اليوم الطويل تلقى شيرين شمس، مدير الأهلى، طلباً من محمود الخطيب لتسهيل إجراءات سفره إلى المغرب وحضور النهائى هناك.. وأمر محمود طاهر، رئيس النادى، بتسهيل كل إجراءات سفر الخطيب لحضور النهائى.. نسى الاثنان الانتخابات المقبلة والتنافس بينهما وأى خلافات وحساسيات.. فالأهلى هو النجم الحقيقى والأول وأى حسابات أخرى يمكن تأجيلها حتى يفوز الأهلى.. وهذا هو الأهلى ولهذا يبقى وهكذا يفوز، وهذا هو الدليل على أن الأهلى فعلاً.. فوق الجميع.