تعثرت عملية تسليم هيئتين حكوميتين في قطاع غزة لحكومة الوفاق الفلسطينى، فيما تظاهر العشرات أمام السفارة البريطانية في تل أبيب بمناسبة ذكرى وعد بلفور، بينما خضع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لعملية جراحية.
وتعثرت عملية تسلم حكومة الوفاق الفلسطينى هيئتى «سلطة البيئة» و«سلطة الأراضى» الحكوميتين في قطاع غزة، في إطار تطبيق اتفاق المصالحة بين حركتى فتح وحماس، بحسب ما أفاد مسؤولون في الحركتين. وقال مسؤولون في فتح وحماس إنه سيتم حل هذه الإشكالات بـ«الحوار لإنجاح المصالحة». وصرح رئيس سلطة الأراضى الحكومية صائب نظيف لصحفيين قبل مغادرته غزة، مساء أمس الأول، بأنه لم يتسلم مهامه في قطاع غزة «بعد رفض رئيس سلطة الأراضى في غزة (المعين من حماس) كامل أبوماضى تسليمنا الصلاحيات، وأصر على البقاء في منصبه، وهذا يخالف اتفاق المصالحة». وتوجه إلى رام الله بالضفة الغربية لـ«إبلاغ الجهات الرسمية» بذلك، وعبر «عن الأسف لمحاولات تعطيل تمكين الحكومة في غزة».
كما غادرت غزة وزيرة سلطة «جودة البيئة» عدالة الأتيرة بعد أن تعثر تسلمها مقر الهيئة في غزة. وقالت الأتيرة: «بعد محاولات وكثير من الاتصالات على مستوى عال ما بين القيادات، لم تتم عملية استلام مقر جودة البيئة بغزة» التي يرأسها كنعان عبيد، المعيّن من حماس.
وقال رئيس المكتب الإعلامى الحكومى بغزة، سلامة معروف، إن «ما حدث مجرد خلاف طبيعى في ظل تفاوت نسبى لفهم ما اتفق عليه في القاهرة»، مشيرا إلى أنه «تتم معالجة الأمر في إطار اللجنة الإدارية القانونية المشتركة» التي شكلت الأسبوع الماضى لمتابعة عملية تسلم الوزارات.
وبموجب اتفاق القاهرة للمصالحة بين فتح وحماس الذي رعته مصر، تتسلم حكومة الوفاق برئاسة رامى الحمد الله كل الوزارات والهيئات الحكومية في قطاع غزة.
وقال الناطق باسم فتح أسامة القواسمى «سيتم حل إشكالية سلطة جودة البيئة والأراضى بالحوار السليم المبنى على أساس الوطن الواحد والسلطة الواحدة والمضى قدما بالمصالحة».
يأتى ذلك بينما تعرض مدير عام قوى الأمن الداخلى في غزة، توفيق أبونعيم، بعد صلاة الجمعة، لمحاولة اغتيال فاشلة بعد خروجه من مسجد أبوالحصين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى أنباء عن إصابة أبونعيم بجروح طفيفة، وتم نقله إلى مجمع الشفاء الطبى غرب مدينة غزة.
ميدانيا، ذكر تقرير إخبارى أن فلسطينيين أطلقوا النار على موقع عسكرى إسرائيلى جنوب محافظة جنين، شمال الضفة الغربية، فيما اعتقلت قوات إسرائيلية، فجر أمس، 5 فلسطينيين في مداهمات واقتحامات شنّها في أنحاء متفرقة من الضّفة.
ونقلت وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا) عن شهود عيان قولهم إن «قوات الاحتلال الإسرائيلى داهمت بلدة يعبدجنوب مدينة جنين وقامت بعمليات تمشيط وداهمت منازل في الحى الجنوبى للبلدة».
وأضافوا أن ذلك جاء بعد سماع إطلاق نار باتجاه نقطة دوتان العسكرية الواقعة قرب مدخل البلدة، والتى تتعرض باستمرار لهجمات مقاومين وتشكل نقطة توتر في المنطقة. يشار إلى أن قوات إسرائيلية تقتحم بصورة شبه يومية مناطق الضفة الغربية للقبض على فلسطينيين بزعم أنهم مطلوبون لأجهزة الأمن أو للاشتباه بضلوعهم في ممارسة أعمال شغب. ووفقا لهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، هناك 6500 أسير فلسطينى يقبعون في السجون الإسرائيلية، بينهم 57 امرأة و300 طفل.
من ناحية أخرى، خضع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لجراحة، تضمنت إزالة ورمين في الجهاز الهضمى. وذكر موقع «والا» الإسرائيلى أن الورمين كانا «حميدين» وتمت إزالتهما بنجاح. وأكد طبيبه الخاص أن نتنياهو عاد لنشاطه الكامل.
وكان نتنياهو قد نقل صلاحياته إلى وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميرى ريجيف خلال خضوعه للتخدير والعملية الجراحية.
من جانب آخر، قالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية إن فلسطينيين وقادة الأقلية العربية في إسرائيل سينظمون احتجاجا أمام السفارة البريطانية في تل أبيب إحياء لذكرى مرور 100 عام على ما يُعرف بـ«وعد بلفور»، الذي مهّد لقيام دولة لليهود في فلسطين.
وأشارت الصحيفة إلى أن المظاهرة، المزمع تنظيمها في 7 نوفمبر المقبل، تأتى بعد 5 أيام من ذكرى تصريح وزير الخارجية البريطانى الأسبق آرثر بلفور بأن الحكومة البريطانية «تنظر بعين التأييد إلى تأسيس وطن قومى للشعب اليهودى في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية»، دون الإضرار بالحقوق المدنية والدينية للمجتمعات غير اليهودية في فلسطين.
ولفتت الصحيفة إلى أن الفلسطينيين يرون «وعد بلفور» على أنه بداية عملية طردهم وتفضيل اليهود على حسابهم، الأمر الذي يستمر حتى الآن من خلال عمليات الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة والجهود التشريعية لـ«الكنيست» والتى يراها كثيرون على أنها تحيل عرب إسرائيل إلى «مواطنين من الدرجة الثانية».