x

في ذكرى ميلاده الـ 91.. الأعلى للثقافة يكرم المفكر والفليسوف مراد وهبة

الإثنين 16-10-2017 23:46 | كتب: ماهر حسن |
«الدكتور مراد وهبة » - صورة أرشيفية «الدكتور مراد وهبة » - صورة أرشيفية تصوير : أدهم خورشيد

شهد المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتورحاتم ربيع، احتفالية حاشدة شهدت مشاركة من كل الأطياف الفكر الديني والثقافي والسياسي وقد ترأس جلسة الافتتاح الدكتور محمود زقزوق، والذي افتتح الجلسة بكلمة عن مراد وهبة قال فيها أنه يعتز بمراد وهبه لأنه فيلسوف عظيم، وإن كان يختلف معه في بعض الآراء ولكنه يتميز بسعة الصدر، مؤكدا أنه رجل عظيم يقدر كل مايراه ويستحق التقدير، كما أشار إلى قضية مراد وهبه التي يدافع دوما عنها، وهى قضية التنوير، وقال زقرزوق:«نحن معه لأن التنوير مطلوبا بشدة لمجتمعاتنا وأنه يثمن للدكتور وهبة في أنه أعاد قراءة ابن رشد قراءة منهجية ومعاصرة ذلك أن ابن رشد تعرض للظلم مرتين في حياته، الأولى حينما تآمرت عليه قوى الجهل والظلام وأحرقت جميع مؤلفاته،والأخرى حينماظُلم في أوروبا، وبإسم الرشدية اللاتينية حولت كلامه وصورت أنه ملحد ويهاجم الأديان؛ برغم أن ذلك لم يصدر من ابن رشد وقد تعرضت بعض آراء ابن رشد للتزييف في أوروبا وخاصة فيما يتصل بالدين والفلسفة.

وفي كلمتها تحدثت الدكتورة آمنة نصير عضو مجلس النواب، قائلة ما أشبه اليوم بالبارحة؛ حيث أن ابن رشد من الشخصيات الحبيبة إليها، مشيرة إلى كل ماعاناه ابن رشد من الظلم والاضطهاد، ومؤلفاته التي أُحرقت بعد أن أفنى بها عمره في كتابتها وذلك هو نصيب كل من يقف أمام الهرطقات، كما أشارت أيضًا إلى تعامل النص بالشكل الظاهرى، دون التأويل وإعمال العقل وتنويره، مؤكدة على أهمية تعلم كيفية توازن العلم العقل والعقيدة فكان لابن رشد بصمة في تطبيق قانون الخُلع، عندما تحدث عن الديمقراطية وقيمة الإنسانية في هذه العقيدة.

وفي كلمته قال الدكتور أسامة الأزهرى أن هذا التكريم جاء متأخرًا ربما لعدة عقود، وأنه يتحدث عن مراد وهبة الفيلسوف الكبير وابن رشد، والفيلسوف الكبير مراد وهبه ومقاومة الإرهاب، الفيلسوف الكبير مراد وهبه والأزهر الشريف) وقال أن مراد وهبه انحاز للفيلسوف الكبير ابن رشد، وكان له بعد فلسفى وفكرى تجاه الإرهاب.

وأوضح الدكتور أسامة الأزهرى، أنه اتفق مع الدكتور المفكر مراد وهبه، على تدشين صالون ثقافى فلسفى، نظرًا لانحسار علم الفلسفة للنخبة والمختصين به، وبعده عن الشارع، مؤكدًا على أنه سيكون الراعى والمتبنى لهذا الصالون الذي سيبصر النور قريبا، وشدد الأزهرى على أن جُل ما يجمع مراد وهبه مع المؤسسة الأزهرية، هو مقاومتهم المشتركة ضد الإرهاب، ودعوتهم للحياة، وهو ما نص عليه القرآن الكريم، وسائر الكتب السماوية المختلفة قال الشيخ الدكتور اسامة الأزهري، انه اتفق مع الدكتور المفكر مراد وهبه على تدشين صالون ثقافي للفلسفة، نظرًا لانحسار علم الفلسفة من الشارع وبين النخبة، مؤكدًا انه سيكون الراعي والمتبني لهذا الصالون الذي سيبصر النور قريبا وأكد الأزهري، أن جل مايجمع مراد وهبه مع المؤسسة الأزهرية، هو مقاومتهم المشتركة للإرهاب، ودعوتهم للحياة، وهو مانص عليه القرآن الكريم، وعدد من الكتب السماوية المختلفة.

وفي كلمته قال الدكتور القس رفعت فكرى أن مراد وهبه رجل صاحب قضية وموقف، فللوهلة الأولى عند قراءة مقالاته تشعر أنه شخص لايمكن أن يتخلى عن قضيته، خاصة وأن الإنسان يتعرض للتلون مع تغير الأزمنة والمجتمع، إلا أن مراد وهبه لم يتلون على قضيته وظل ثابتًا عليها ومدافعا عنها.وأضاف فكري أن وجوده كقبطى بجوار الشيخ أسامة الأزهرى، على منصة واحدة والدكتورة آمنة نصير ورئيس الجلسة الدكتور زقرزوق في حفل تكريم واحد من رموز التنوير، إنما يثبت أن العلمانية ليست كفرًا وليست ضد الدين، ولا تريد هدمه، مؤكدًا أن العالم العربى يحتاج إلى قراءة الثورة الدينية والإصلاح في أوروبا، وأضاف فكرى أن الفلسفة الإسلامية كان لها تأثيرًا مباشرًا في الإصلاح الدينى الغربى، بسبب الفلاسفة المسلمين مثل ابن رشد، مؤكدًا أن العرب الذين صدروا ركائز الإصلاح الدينى والفكر التنويرى يتشبثون الآن بعكس ما صدروه في السابق، واختتم حديثه موضحًا أننا كعرب نحتاج لعمل تأويل للنصوص الدينية يتفق مع العلم وإعمال العقل، وان لم نفعل ذلك سنبقى في ذيل التاريخ.

وكان الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة قبل تسليمه درع التكريم للدكتور مراد وهبة قد قال :نحن اليوم في رحاب قامة فلسفية ومصرية ووطنية هامة وعظيمة وأضاف أن فكرة تكريم هذه القامة كانت تلح عليه منذ سنوات أثناء عمله محررا ثقافيا وأدبيا وأثناء متابعتي لجوائز الدولة واعتقاد من ترشحهم عدة أماكن للجوائز بأنهم بذلك يملون على وزارة الثقافة بأن يحلصوا على تلك الجوائز وقال أنه كان يلاحظ أهمال وتجاهل الأسماء والقامات الكبيرة ومن بينها هذا الفيلسوف والمفكر الكبير مراد وهبه وأشار النمنم إلى أن طالب الفلسفة في بداية طريقه العلمى يتعلم مقولتين هامتين وهما (كن نفسك وقل كلمتك وامضى) وهو ما عمل به مراد وهبه في مشوار حياته العلمية، وأضاف أن مراد وهبه أخذ الفلسفة ونزل بها إلى الشارع فبالرغم من مؤلفاته القليلة ولكنها كما وصف مؤلفات تأسيسية فكان جهاده مع الشارع والمواطن، ولم يكن علمه أسير الجدران المغلقة كما فعل الكثير، وأهملوا الشارع فاحتلته الجماعات المتطرفة، واختتم النمنم كلمته بأن هذا التكريم يعد صرخة احتجاج على مجالس الجامعات المصرية والمؤسسات المعنية الذين يغفلون هذه القامات الشامخة

وفي ثانى جلسات احتفالية التكريم أوضح الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى أن الفلسفة ورجل الشارع يعد أحد أهم المواضيع التي شُغل بها المفكر الكبير مراد وهبه خلال مسيرته، وأشار إلى أن وهبه كان اقترح عليه كتابة ورقة حول ذات الموضوع -الفلسفة ورجل الشارع- وبالفعل عكف على إنجازها وتقديمها في إحدى الأمسيات السابقة، وأفصح حجازى عن رؤيته حول تلك القضية، حيث أن المقصود هنا هو موقف الفيلسوف من رجل الشارع، وما يقع على عاتق الفيلسوف من مسؤوليات مثل التنبيه من الأخطار التي يواجها أغلب الناس، من استغلال ومن مواقف يتعرضون جرائها للدمار ممن يخدعهم، والتى تهدد وجودهم المادى والمعنوى، وانتقل حجازى إلى تجربة ابن رشد التنويرية وتحدث عن تداخلها وإثراءها لمسيرة وهبه الفلسفية، مشيرًا إلى كتاب وهبه «رباعية الديموقراطية» وانشغاله بقضية الديموقراطية في مصر.

ومن جانبه أكد الدكتور حسن البيلاوى على أن مفارقة الديموقراطية عند مراد وهبه، أو إشكالية الديموقراطية، والإشكالية تنطوى على تناقض، وفهم هذا التناقض مسألة حيوية في سياق الجهود التنموية المبذولة لدخول مصر إلى الحضارة العالمية، على أساس الاعتماد المتبادل، حيث أنه لا تنمية بدون ديوقراطية، ولا ديموقراطية، أي لا تقدم بدون ديموقراطية، وهو ما تناوله وهبه في كتابه «رباعية الديموقراطية»، مرورًا بعدة أبحاث له انشغل خلالها بمفاهيم مهمة في نفس الإطار مثل: «ملاك الحقيقة المطلقة»، «الأصولية والعلمانية»، «التنوير والإبداع».

عقب هذا اختتم الجلسة مديرها الأستاذ نبيل زكى، مؤكدًا على أنه يضم صوته لما قاله الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى؛فينبغى حقًّا على العالمين العربى والإسلامى، إحياء علم ابن رشد الغزير والاستفاده منه مثل ما فعل الغرب للنجاة من عصور الظلام والوصول للنهضة.

وجاءت الجلسة الختامية والتي ادارها الدكتور حاتم ربيع وبدأتها الدكتورة مني أبوسنة والتي تحدثت فيها عن الجمعية الفلسفية الأفروأسيوية ومؤتمراتها الهامة التي شارك فيها تونظمها الدكتور مراد وهبة، والتي كما قالت اهتمت برصد الفجوة بين العالم الغربي والعالم الأسيوي والأفريقي، وأكدت أن الهوة كانت ستسمح بظهور عوامل مهددة للحضارة الأسلامية مثل مثل الرأسمالية الطفيلية والرأسمالية الدينية وما تحمله من كراهية مستشهدة بمقالة وهبه عن ظاهرة الأرهاب بعنوان (١٩٧٩ الثورة الإيرانية).

وأشارت الدكتورة منى، إلى أن بعض قراء الدكتور مراد وهبة عندما تحدث عن الرئيس السيسي اعتقدوا أن مراد وهبة يتقرب من السلطة ولكن في حقيقة الأمر أن ما حدث هو تلاقي لعقلين العقل الفلسفي والعقل السياسي في الصمود أمام الأفكار التكفيرية المتطرفة وعن كلمة الدكتورة مني أبوسنة، والتي وصفها الدكتور مراد وهبه بأنها خلاصة جميع ما قيل، وقال أن هذه الاحتفالية جاءت بمباركة من الوزير حلمي النمنم، وبالتعاون مع الدكتور حاتم ربيع أمين عام المجلس الأعلي للثقافة، وهي المرة الأولي التي أكرم في هذا المكان منذ أن عينت فيه، وهذا يكشف عن صراع كامن ليس فقط في المجتمع المصري ولكنه صراع في المجتمع العربي والإسلامي بل هو صراع على كوكب الأرض بأكمله فمعظم مؤسسات دول العالم الإسلامي بل والغربي محكومة من الإخوان المسلمين.

وأضاف وهبه أن في البيت الأبيض وحده ٦ مستشارين ونجدهم كذلك في معظم دول أوربا، وأكد أنه استدل على ذلك بخبرته وتذكر وهبه مع الحضور الخطابات التي وصلته من اليسار والمثقفين والإخوان أبان ثورة يوليو لمباركته ومناصرته لها فهي، كما أكد وهبه لم تكن أبدا صراع ضد الديمقراطية، ولكنها كانت صراع بين الأخوان والجيش ومازال الصراع مستمر حتى الآن كما وصف وهبه وأشار وهبه لعدم وجود تيار ثقافي يقف ضد الإخوان وقال إنها مكمن الأزمة، ووصف وهبه الاحتفالية بأنها تعد فاتحة لصناعة هذا التيار، فيجب أن تستغل الغرصة لتأسيس هذا التيار ليصبح تيار(رشدية عربية) لكي ننقذ كوكب الأرض بأكمله لو استطعنا فعل ذلك، وأكد وهبه بأننا نمتلك زعيم أظنه (قيادة كونية) ليس لمصر فقط بل للعالم أجمع وهو الزعيم عبدالفتاح السيسي.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية