دعا الدكتور مراد وهبة، أستاذ الفلسفة بجامعة عين شمس، إلى ضرورة تعديل القانون الجنائي، بحيث ينص على أن التفكير في القتل معادل لفعل القتل، معتبرًا أنه بدون إجراء تعديلات قانونية وثقافية فإن ظاهرة الإرهاب سوف تظل في تصاعد وهو ما يهدد معه المجتمعات.
وقال «وهبة»، في كلمته بمؤتمر «الدور والمسؤوليات التوعوية لمواجهة التطرف العنيف والحض على الكراهية» الذي نظمه المجلس القومي لحقوق الإنسان، الأحد: «يجب أن نحدث تغييرًا في القانون الجنائي»، متسائلاً: «هل من حق الأصولي أن يسلب حق الحياة وأن يقتل؟!»، مستطردًا: «أظن أن الجواب بالسلب»، مشددًا على «ضرورة تغيير البند الثالث من البنود الثلاثين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أصدرته الأمم المتحدة عام 1948 والذي ينص على حق الحياة والحرية والأمن».
وأشار إلى أن «العلمانية في العالم الإسلامي مجرّمة، ومن هنا يأتي التخلف ويجب مواجهة هذا التخلف من هذا المنظور العلماني»، مضيفًا أن «نقيض العلمانية هو الأصولية الدينية والتي تستند على تعريفات ومنها التفكير في النسبى بما هو مطلق وليس بما هو نسبي، فضلا عن أن الأصولية الدينية تضع جميع الظواهر في منظور مطلق بما فيها الظواهر الإنسانية ومن هنا يتجمد التطور ولا أمل في أي إصلاح».
وتطرق أستاذ علم النفس إلى دراسة أعدها في عام 1974 مع صدور قانون الانفتاح الاقتصادي في عهد الرئيس الراحل السادات والتي صاحبت ظهور الأصولية الإسلامية والتي تجسدت في تصريح السادات بمشروعية العمل السياسي لجماعة الإخوان المسلمين وجميع تفريعاتها.
ومن جانبه، قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية: «إننا بحاجة إلى إعادة النظر في عدد من المصطلحات ومنها الإيمان والتطرف والتعصب والإرهاب».
وأضاف «الأزهري»، في كلمته بالمؤتمر، أن «كلمة الدين لا تنحصر في الإيمان والمعتقد مستندًا في طرحه على آيات من القرآن الكريم ومنها (استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم لما يحييكم)، وقوله تعالى (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)».
وأشار إلى أن علماء الإسلام عبر التاريخ يتحدثون عن علم مقاصد الشريعة وبأن هذا الدين له مقاصد وعلى رأسها حفظ النفس وحماية النفس من الموت والجهل والعدوان، لافتًا إلى أن الإخوان وداعش نجحتا في تعبئة مفاهيم الصراع والصدام.
ومن جانبها، انتقدت الدكتورة آمنة نصير، عضو البرلمان، أستاذ الفلسفة الإسلامية، ربط الإرهاب بالإسلام، معتبرة أنه ليس هناك شىء اسمه إرهاب إسلامي، مؤكدة أن «الإرهاب لا ينتمي إلى دين ولو كان ذلك فكيف نفسر حروب القرون الوسطى وقتل أكثر من 50 مليون نفس».
وأشارت «نصير» إلى أنه لا يوجد دين من الأديان يدعو إلى القتل أو التطرف والكراهية.