الساعة الثامنة مساء اليوم ستعلن اللجنة التى شكلتها نقابة السينمائيين، برئاسة مسعد فودة، اسم الفيلم الذى سيمثل مصر فى مسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبى.
عمليا ليس لنا رصيد يذكر أو حتى لا يذكر من ترشيحات ولا أقول جوائز الأوسكار، لأننا برغم حرصنا منذ بداية تلك المسابقة- التى أضيفت فى النصف الثانى من الخمسينيات وتحديدا عام 56- على التواجد تقريبا كل عام بفيلم، مصر البلد الثانى بعد البرتغال فى عدد مرات المشاركة نحو 33 مرة وكانت البداية عام 58 بفيلم (باب الحديد)، إلا أننا لم نصل حتى للقائمة الطويلة والتى تعلن فى مطلع العام الجديد، حيث إنه من واقع نحو 80 دولة تشارك بنفس العدد من الأفلام يتم أولا اختيار 15 فيلما، وبعد ذلك نصل للقائمة القصيرة 5 أفلام، التى تعلن فى شهر يناير من كل عام، لأن توزيع الجوائز يتم فى نهاية فبراير، حدث قبل نحو ثلاث سنوات أن فيلم (الميدان) للمخرجة المصرية جيهان نجيم، إنتاج مصرى أمريكى وصل للقائمة القصيرة فى قسم التسجيلى الطويل، الغريب أن الرقابة فى مصر منعت عرض الفيلم جماهيريا، وحتى فى المهرجانات، برغم أنه مؤيد لثورتى 25 و30 ولكن بسبب رصد المخرجة لهتاف (يسقط حكم العسكر)، الذى تردد أثناء حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة، تمت مصادرته.
أفلام مثل (الأرض) و(الحرام) و(أم العروسة) و(أريد حلا) و(المستحيل) و(القاهرة 30) و(دعاء الكروان) و(زوجتى والكلب) و(بحب السيما) و(سهر الليالى) و(رسائل بحر) و(أرض الخوف)، وفى العام الماضى (اشتباك) وغيرها تقدمنا بها وخرجنا يا مولاى كما خلقتنى، يشترط الأوسكار العرض الجماهيرى فى البلد المنتج للفيلم قبل نحو أسبوع من نهاية سبتمبر، كما يشترط أن جهة غير حكومية هى التى تتولى الترشيح، فى الماضى كان المركز الكاثوليكى للسينما هو المنوط به ذلك، وشاركت فى اللجنة التى كان يشرف عليها أبونا الراحل يوسف مظلوم خلال التسعينيات، ويجب أن أذكر لكم أن المركز لم يستند أبدا فى الاختيارات إلى رؤية أخلاقية، كما قد يتبادر للذهن، فهو الذى رشح من قبل فيلمى «أرض الخوف» لداوود عبدالسيد و«سهر الليالى» لهانى خليفة وقبلهما (زوجتى والكلب) لسعيد مرزوق برغم المشاهد الجريئة.
إلا أننا منذ 2004 قرر وزير الثقافة الأسبق، فاروق حسنى، سحب هذا الحق من المركز الكاثوليكى وشكل لجنة برئاسة الكاتب محمد سلماوى، ولكن اللجنة كثيرا ما كانت تنسى موعد التقدم للأوسكار فتضيع علينا الفرصة، وفى السنوات الخمس الأخيرة بدأت نقابة السينمائيين فى القيام بهذا الدور.
حدث منذ نحو عشر سنوات أن تمكن الممثل هشام عبدالحميد من عرض فيلمه «خريف آدم» إخراج محمد كامل القليوبى فى إحدى الولايات الأمريكية، وأصبح من حقه نظريا المشاركة داخل المسابقة العامة، وليس أفضل فيلم أجنبى، حيث إنه عرض تجاريا فى إحدى القاعات بنسخة مترجمة، أى أنه كان مرشحا لـ24 فرعا طبقا لقانون الأوسكار، ويومها حدث انفلات صحفى وكان ما يتردد هو أن مصر تغزو الأوسكار، والوحيد الذى صمت هو كاتب ومخرج الفيلم الراحل محمد كامل القليوبى لأنه كان يعلم الحقيقة وهى أن الفيلم فقط توافرت له الشروط الشكلية فى العرض، إلا أنه لم يصمد فى التصفيات الأولى سوى فى فرع الموسيقى لراجح داوود، حيث مزج بين آلة الربابة والأوركسترا السيمفونى، ولكننا خرجنا بعدها من كل الفروع، نسعى للمشاركة هذا واجبنا، مهما تضاءلت الفرص، ويبقى كما قالت فيروز (إيه فيه أمل)!!.