اتخذت قرارى بالانتقال إلى الدورى الهولندى من خلال الإعارة إلى نادى «جرافشب» لمدة 6 أشهر بعدما وجدت تغيرا كبيرا في المعاملة بعد إقالة المدرب الإيطالى «زاكرونى» المدير الفنى لأودينيزى في ذلك الوقت وتولى المسؤولية مدرب يدعى «جودولينى»، لكنه لم يكن مقتنعا بإمكانياتى نهائيا ولاحظت ذلك خلال فترة الإعداد للموسم الجديد عندما أكد لى أننى أحتاج إلى أسلوب تدريب معين وأمامى فترة كبيرة للتأقلم مع الفريق، رغم أننى كنت قد أمضيت موسمين كاملين لم أشارك في الموسم الأول بسبب الإصابة التي لحقت ثم شاركت في الموسم الثانى خلال 11 مباراة سواء في الدورى أو كأس إيطاليا، وقد تكون نسبة المشاركات غير مرضية بالنسبة لى.. لكننى فوجئت بأننى خارج المباريات مع «جودلولينى» فطلبت الرحيل من مسؤولى أودينيزى خصوصا بعدما تلقيت عرضا من جرافشب الهولندى عن طريق أحد زملائى بالفريق وكان هولندى الجنسية وعرفنى بأحد وكلاء اللاعبين الذي قام بإتمام مفاوضات الإعارة إلى الفريق الهولندى، وكان أحد أندية الوسط في الدورى الهولندى، وعندما انضممت إلى الفريق بدأت التدريبات مع الفريق الثانى بجرافشب وشاركت في مباراة ودية وتألقت فيها بشكل كبير واعتقدت في بداية الأمر أن مشاركتى مع أودينيزى كانت مختلفة وأن المستوى في الدورى الهولندى أقل كثيرا لأننى كنت أراوغ المنافسين بسهولة في المباريات وزملائى في التدريبات أيضا.. لكن الكرة الهولندية تختلف تماما عن الإيطالية، فالمدرسة الإيطالية تتسم بالتكتيك والقوة البدنية والسرعة في نقل الهجمات وتهتم أكثر بالطرق الدفاعية..
بعكس الكرة الهولندية التي تعتمد على طريقة 4-4-2 وتهتم بالكرة الهجومية سواء كنت تواجه فريقا كبيرا أو صغيرا، وهو ما ساعد على تألقى في هذه الفترة خصوصا أننى عدت للعب في مركزى الأساسى الذي حدده لى «رود كرول» المدير الفنى السابق للمنتخب الوطنى عندما كنت ألعب تحت قيادته في المنتخبين الأول والأوليمبى.. وتذكرت وقتها أن «كرول» هو أول من ادخل طريقة 4-4-2 في مصر وكان يتعرض لهجوم لاذع من كافة وسائل الإعلام لكن مع مرور الأيام أصبحنا نلعب بالطريقة التي كان يلعب بها كرول ومن ثم فيجب أن نمنحه حقه بعد هذه السنوات، وظهرت بمستوى مميز مع جرافشب قدمت خلاله أفضل أداء في حياتى وبدأت أتلقى عروضا من أندية هولندية وأوروبية من بينها عرض من نادى أياكس الهولندى بواسطة هيثم فاروق لاعب المنتخب الوطنى والزمالك السابق والذى كان محترفا في الدورى البلجيكى ومتزوجا من هولندية وطلبنى في إحدى المرات وأبلغنى أن «شاكسفرت» أحد نجوم أياكس الهولندى وكان يسمى بـ«مسترأياكس» وكان زميلا لـ«كرويف» نجم الكرة الهولندية الأسبق وطالبنى بالانتقال إلى نادى أياكس.. ووقعت مع وكيل هولندى اسمه «سيرليبى» من أجل إتمام مفاوضات انتقالى إلى أياكس الهولندى في الموسم المقبل، وتعرضت لإصابة أثناء مشاركتى في الدورى الهولندى مع جرافشب ظلت تلاحقنى حتى شفيت منها قبل مواجهة أياكس أمستردام لكننى فوجئت بأننى خارج التشكيل الأساسى وتوجهت إلى المدرب لكنه أبلغنى أننى لم يكتمل شفائى ولا يمكن أن يدفع بى أساسيا ورغم أن الجماهير ظلت تهتف باسمى خلال المباراة التي تعرضنا خلالها للهزيمة لكنه رفض أن يدفع بى في المباراة نهائيا.. وعلمت بعد ذلك أن المدير الفنى تلقى تعليمات بعدم الدفع بى حتى لا أظهر أمام مسؤولى أياكس بشكل مميز خصوصا أن المفاوضات كانت قد دخلت حيز التنفيذ وتوجهت إلى مقر أياكس وعقدت جلسة مع مسؤوليه واتفقت على كل شىء وقتها حتى الراتب السنوى الذي أتقاضاه وأبلغتهم أن مسؤولى أودينيزى لن يمانعوا من انتقالى لأى فريق آخر خصوصا أننى لم أعد أفرق معهم باعتبار أننى لم أشارك بشكل أساسى مع الفريق الإيطالى، وأثناء هذه المفاوضات تلقيت اتصالا من وكيلى الأساسى والذى كان له دور في انتقالى إلى أودينيزى الإيطالى ويدعى «ميرولا» وهو حاليا وكيل النجم الفرنسى «بوجبا» لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزى.. ودارت بينى وبينه مشادة بسبب إبلاغى له أننى وقعت لوكيل آخر لإتمام صفقة انتقالى إلى أياكس الهولندى.. وغضب منى الوكيل الإيطالى رغم أننى لم أكن موقعا أي عقود معه..
لكننى أبلغته أنه تجاهلنى خلال الفترة الماضية ولم يجلب لى أي عروض خلال فترة استبعادى من التشكيل الأساسى «لأودينيزى» الإيطالى باستثناء عرض وحيد لم يكن جادا من نادى أستون فيلا الإنجليزى.. وتسببت هذه الأزمة في عدم انتقالى لأياكس الهولندى بعدما دفع مسؤولو أودينيزى الإيطالى للمطالبة بالحصول على 8 ملايين جنيه مصرى وهو رقم كبير سنة 97 باعتبار أننى انضممت إلى أودينيزى بما يعادل 1.5 مليون جنيه مصرى في الوقت الذي عرض فيه مسؤولو أياكس مبلغ 4 ملايين جنيه وهو أعلى رقم تم رصده للاعب عمره لم يتجاوز 20 عاما في ذلك الوقت، وحاول مسؤولو أودينيزى إقناعى بتمديد عقدى لمدة 3 سنوات لكننى رفضت فتغيرت المعاملة للأسوأ.. ورفضوا شراء سيارة لى أو منزل خاص بى وكنت أتدرب مع الفريق الثانى حتى أصابنى اليأس والإحباط بعدما بدأ الدورى في كافة دول العالم واعتقدت أن مسؤولى أياكس صرفوا النظر عنى فطلبت رئيس النادى وأبلغته بأننى سأوقع على عقد لمدة 3 سنوات مع أودينيزى مضطرا فلم أقدم الأداء المتميز معهم حتى عدت إلى الزمالك مرة أخرى.