x

مشوار الثعلب الصغير: بكيت وطلبت الرحيل من أودينيزى فى بداية الموسم فهتفت الجماهير «دموعك أغلى من 100 هدف»

الإثنين 05-06-2017 23:10 | كتب: إسلام صادق |
تصوير : اخبار

دخلنا أمس فى مرحلة الاحتراف بانتقالى إلى أودينيزى الإيطالى بعدما تنازلت عن 50 ألف دولار للزمالك نظير إتمام الصفقة.. وتحدثنا عن بداية الصعوبات التى واجهتها بسبب الغربة باعتبار أنها كانت المرة الأولى التى أسافر فيها بمفردى بدون والدى أو والدتى وكان عمرى وقتها 20 عاما أو أقل.

. ورويت لكم ما حدث لى فى اليوم الأول فى إيطاليا عندما بكيت بمفردى فى الغرفة واتصلت بوالدتى أشكو لها من الوحدة، فضلا عن التوجيهات التى تلقيتاها من رئيس النادى ومطالبته لى بالتركيز حتى أنتقل إلى ناد أفضل سواء فى إيطاليا أو أوروبا بصفة عامة.

وخضت أول مران لى تحت قيادة زاكرونى المدير الفنى لأودينيزى وظهرت إمكانياتى الفنية خلال المران فبدأت نظرة اللاعبين والجهاز الفنى تتغير نسبيا حتى شاركت فى أول مباراة ودية لأدوينيزى قبل انطلاق الموسم، وكان يحضرها عدد كبير من الجماهير من الضواحى التابعة للمدينة، فمدينة أودينيزى الإيطالية كانت مثل أى مدينة كبيرة فى مصر وتجاورها مدن صغيرة، فكانت الجماهير تتجمع من كافة الضواحى من أجل متابعة استعدادات الفريق، فتألقت فى هذه المباراة التى فزنا بها بهدف مقابل لا شىء فبدأ اللاعبون يتعاملون معى بشكل مختلف تماما.

وطلبنى النجم الألمانى الشهير «بيرهوف» للجلوس إلى جواره أثناء تناول الغداء، كما تحدث معى رئيس النادى بشكل طيب وأثنى على أدائى وبدأت أحصل على الثقة بين بقية اللاعبين والمدير الفنى، واشتريت سيارة صغيرة حتى أتمكن من التنقل بها لكن كان يعيبنى عدم التأقلم مع زملائى فقد كنت منطويا بشكل كبير ومنعزلا عن اللاعبين.. فقد كنت أرفض الخروج معهم فى أى مكان خارجى وأفضل الجلوس فى المنزل لمتابعة القناة الفضائية المصرية وأخرى جزائرية وثالثة مغربية، وكنت متأثرا بالصحف المصرية ومتابعتها حتى إننى اتفقت مع أحد الأماكن المتخصصة فى بيع الصحف على جلب الصحف المصرية بشكل يومى حتى أتابع الأحداث فى مصر، وما كنت أفعله كان خطأ كبيرا لأننى لم أتأقلم مع اللاعبين اجتماعيا وهو ما جعلنى أشعر بالغربة فى كثير من الأحيان.

وهذه نصيحة للاعبين الصاعدين الذين يرغبون فى خوض تجربة الاحتراف فإذا أردت الاستمرار فى الاحتراف يجب أن تنخرط مع زملائك اجتماعياً حتى لا يؤثر ذلك عليك فى الملعب وحتى لا تكون بعيدا عنهم وعن تفكيرهم بما لا يتعارض مع عاداتنا وتقاليدنا، لكننى كنت منطوياً كما ذكرت وهو ما عانيت منه خلال الفترة الأولى فى مشوارى،

وواصلت تدريباتى مع أودينيزى استعدادا للموسم الجديد ولاحظت أن الجهاز الفنى كان يضم مدربا للياقة البدنية هو الذى يتولى وضع البرنامج التدريبى البدنى للفريق وكان ذلك فى موسم 96.. فالمدير الفنى لم يكن له علاقة بالبرنامج البدنى، بل كان يسير بالدراجة أثناء المران يشاهدنا من بعيد ولا يتدخل فى الأمور البدنية بل كان «زاكروني» يقود المران المسائى الذى يتسم بالجوانب الفنية، وتعلمت من مدرب اللياقة البدنية لأدوينيزى وقتها أن اللاعب عندما يشعر بالإرهاق أثناء الجرى حول الملعب يجب أن يتوقف سريعا ولا يضغط على نفسه بعكس ما تعلمته فى مصر، عندما كنت أشعر بالإرهاق كان المدرب يعنفنى ويقول لى «دوس على نفسك»، ومن بين الأمور الخاطئة التى كنت أعرفها أثناء تدريبى فى مراحل الناشئين فى مصر قبل الاحتراف الخارجى أننى كنت معتقدا أن هناك وجبة غذائية لكل لاعب على حدة.. فقد كان بعض المدربين يمنعون مدحت عبدالهادى من تناول اللحوم حتى لا يزيد وزنه أو مع لاعبين آخرين، بعكس ما شاهدته فى أودينيزى حيث كان اللاعبون يتناولون وجبات بكميات كبيرة قبل التدريبات والمباريات ولا يمنعهم أحد من تناول ما يحبونه.. أما الصدمة التى شاهدتها بعد بداية الموسم فهى تدخين اللاعبين بعد المباريات بشكل عادى، وكنت أرى بعض لاعبى أودينيزى يدخنون السجائر مع المدربين دون أى اعتراض أو وجود مشاكل مع أحد.

وشاركت فى أول مباراة أمام نابولى الإيطالى فى الدورى لمدة 10 دقائق حتى جاءت المباراة الثانية كانت أمام «بروجيا» والتى نزلت فيها لمدة دقيقة واحدة فقط وتم استبدالى على الفور بعد إصابة أحد اللاعبين.. فبعد أن نزلت إلى الملعب أصيب أحد اللاعبين ففوجئت بـ«زاكروني» يستبدلنى ويدفع بلاعب آخر فخرجت من الملعب فى حالة انهيار وبكيت بشدة على دكة البدلاء حتى جاءنى زملائى لمؤازرتى ومطالبتى بالهدوء لكننى كنت منفعلا واتصلت بوكيل أعمالى وأبديت له رغبتى فى الرحيل عن أودينيزى، فأكد لى وكيل أعمالى أنه يمتلك عرضا فرنسيا لكنه طالبنى بالهدوء، وتعاطفت معى الجماهير ووسائل الإعلام لدرجة أن أحد البرامج الشهيرة فى إيطاليا أفردت تقريرا موسعا عنى وأننى أول لاعب عربى يحترف بالدورى الإيطالى وأحد أفضل اللاعبين فى أفريقيا، وفوجئت بالجماهير تعلق لافتات لى فى المباراة التالية أمام بروجيا منها «دموعك أغلى من 100 هدف» وكان الفريق مهزوما بهدف مقابل لا شىء فى هذه المباراة ودفع بى «زاكروني» فى الشوط الثانى ونزلت قلبت الموازين وصنعت هدفا وسجلت آخر فتغيرت المعاملة معى وأصبحت أشهر شخص فى مدينة أودنيزى لدرجة أن أحد اللاعبين قالى لى هكذا هى كرة القدم بين يوم وليلية يمكن أن تتغير الأوضاع معك فى لحظة.

وسأروى لكم غدا الإصابة التى تعرضت لها فحرمتنى من استكمال مسيرة تألقى مع الفريق وكان ذلك قبل مواجهة ميلان الإيطالى وعدت بعدها للانضمام إلى معسكر المنتخب الوطنى فى عهد الكابتن فاروق جعفر المدير الفنى ومحمود الخطيب مدير الفريق فى ذلك الوقت.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية