سليم بن فراج بن السيد سليم بن أبي فراج البشري، أحد رواد النهضة والتجديد في الأزهر، تولى مشيخة الأزهر مرتان الأولى استمر فيها لمدة 4 سنوات وقدم استقالته بسبب تدخل الحكام في شؤون الأزهر، والثانية استمر في المنصب إلى أن وفاته المنية.
لقب بـ«البشري» نسبة إلى محلة بشر، إحدى قرى شبراخيت في البحيرة، وولد بها عام 1832، حفظ القرآن الكريم، ودرس في الأزهر الشريف ونبغ في علوم كثيرة لاسيما علوم الحديث، اشتغل بالتدريس في الجامع الأزهر، وعين شيخًا لمسجد السيدة زينب.
الشيخ البشري كان مولعًا بشعر أمير الشعراء، أحمد شوقي، حيث قام بشرح قصيدة شوقي نهج البردة وعلق عليها ونشرها في كتاب أُطلق عليه «وضح النهج»، وله عدد من المؤلفات منها حاشية تحفة الطلاب على شرح رسالة الآداب، حاشية على رسالة الشيخ عليش في التوحيد، المقامات السنية في الرَّد على القادح في البعثة النبوية، وعقود الجمان في عقائد أهل الإيمان.
الإمام الراحل اختير عضوًا بمجلس الأزهر في عهد الشيخ حسونة النواوي، ورئيسًا للجنة اختيار الكتب التي تدرس بالأزهر الشريف، وتولى مشيخة الأزهر عام 1899 واستمر في المنصب لمدة 4 أعوام، وبسبب رفض الخديوي عباس قرار تعيين أحمد المنصوري شيخًا لأحد أروقة الأزهر قدم استقالته قائلاً: «إن كان الأمر لكم في الأزهر دوني فاعزلوه، وإن كان الأمر لي دونكم فهذا الذي اخترته، ولن أحيد عنه»، الأمر الذي أثار غضب الخديو فأرسل إليه قائلاً: «إن تشبثك برأيك قد يضرك في منصبك»، فرد «البشري»: «إن رأيي لي ومنصبي لهم، ولن أضحي لهم بما يدوم في سبيل ما يزول»، وبالفعل قبل الخديوي استقالته.
وعقب 6 سنوات من تقديم استقالته، لجأ ولاة الأمر إلى البشري بعد أن ساءت أوضاع الأزهر، واشترط للعودة –حسبما ذكر الموقع الرسمي للأزهر على الإنترنت- أن «تقوم الحكومة بإكرام العلماء والطلبة والتوسع في أجورهم ورد حقوقهم إليهم، فتقرر زيادة المرتبات للعلماء لعشرة آلاف جنيه سنويًا أي ما يساوي اليوم عشرة مليارات جنيه توزع بالتساوي عليهم».
وحصل البشري على النيشان المجيدي الأول، والوشاح الأكبر من وسام النيل، ورحل عن عالمنا 1917 عن عمر يناهز الـ85 عاما.