x

المراغي.. تولى المشيخة مرتان.. ورفض إصدار فتوى تحرم الزواج من الملكة فريدة بعد طلاقها من الملك فاروق

الأحد 28-05-2017 20:18 | كتب: نيفين العيادي |
الشيخ محمد مصطفى المراغي الشيخ محمد مصطفى المراغي تصوير : آخرون

«أما الطلاق فلا أرضاه، وأما التَّحريم فلا أملكه، ولا أستطيع تحريِم ما أحل الله»...عبارة شهيرة لمحمد بن مصطفى بن محمد بن عبدالمنعم المراغي، أحد أبرز مشايخ الأزهر، ردًا على طلب الملك فاروق منه بإصدار فتوى تحرم على زوجته الملكة فريدة الزوج مرة ثانية عقب طلاقها منه.

«المراغي»، ابن محافظة سوهاج، تتلمذ على يد الشيخ محمد عبده وتأثر بمدرسته الإصلاحية، حصل على الدرجة العالمية وهو في سن الـ24، واشتغل بالتدريس في الأزهر، ثم سافر إلى السودان وعين قاضيًا لمديرية دنقلة، ثم قاضيًا لمديرية الخرطوم، وفي عام 1907 قدم استقالته لخلافه مع قاضي القضاة والسكرتير القضائي في مسألة اختيار المفتشين بالمحاكم الشرعية.

وعقب عودته للقاهرة، عين مفتشًا للدروس الدينية بديوان عموم وزارة الأوقاف، وفي عام 1908 عرض عليه منصب قاضي القضاة في السودان فاشترط لقبوله أن يتم التعيين بأمر من خديوي مصر وبالفعل صدر أمرًا بتعيينه، وعمل على النهوض بالقضاء والحفاظ على كرامة القضاة، غير أن السكرتير القضائي منحه إجازة لدوره في ثورة 1919، وكتبت «التايمز» البريطانية آنذاك: «أبعدوا هذا الرجل، فإنه أخطر على بلادنا وحياتنا من ويلات الحرب».

تدرج الإمام الراحل في المناصب فعين رئيسًا للتفتيش الشرعي بوزارة الحقانية، ثم رئيسًا لمحكمة مصر الكلية الشرعية، وخلال توليه رئاسة المحكمة العليا الشرعية عرض عليه أصحاب النفوذ مبلغ مالي مقابل إصدار حكمًا لصالح أحد الأشخاص غير أنه رفضه فقاموا بإلقائه بمادة كاوية وتم ضبط المتورطين.

تولى مشيخة الأزهر مرتان الأولى عام 1928 وبعد عام قدم استقالته بسبب تقليص سلطات وصلاحيات شيخ الأزهر، ثم عاد مرة ثانية عام 1935 إلى المشيخة وصدر في عهده القانون رقم 26 لسنة 1936، وقد ألغى به القانونين الصادرين في سنة 1923 وفي سنة 1930، وقام بإنشاء لجنة الفتوى وقسمًا خاصًا للوعظ والإرشاد لنشر الثقافة الإسلامية في الأقاليم.

وفي عام 1945، طلق الملك فاروق زوجته الأولى الملكة فريدة، وطلب من الشيخ «المراغي» إصدار فتوى تحرم على الملكة فريدة الزواج مرة ثانية، غير أن الأخير رفض، وأصر الملك على إصدار الفتوى ووصل به الأمر إلى زيارة الشيخ آنذاك خلال علاجه بمستشفى المواساة بالإسكندرية وقال الشيخ عبارته الشهيرة: «أما الطلاق فلا أرضاه، وأما التَّحريم فلا أملكه، وإنَّ المراغي لا يستطيع أن يُحرِّم ما أحل الله».

فوفقًا لموقع دار الإفتاء على الإنترنت، فقد أدت زيارة الملك فاروق إلى الشيخ المراغي بالمستشفى إلى تدهور حالته الصحية فحدثت مشادة كلامية بينهما وتسببت في وفاته، بينما رأى الشيخ على جمعة، المفتي الأسبق أن الشيخ المراغي مات عقب ضرب الملك فاروق له بـ«طفاية».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية