قالت وسائل إعلام غربية، إن الشهادة السرية للمشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، جاءت مخيبة للآمال، وألقت بشكوك حول جدية المحاكمة، رغم أنه أول حاكم عربي يمثل أمام محكمة للإدلاء بالشهادة.
ورأت صحيفة «إندبندنت» البريطانية أن محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك دخلت نفقًا مظلمًا، بعد أن طلب المدعون بالحق المدني رد المحكمة عقب شهادة طنطاوي، وهو ما يعني بداية المحاكمة من جديد لو قبل طلب الرد.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية: «إن المحاكمة التاريخية للرئيس السابق توقفت بشكل مفاجئ بعد طلب محامي الضحايا برد القاضي، مشيرة إلى أنه يبدو أن السرية التي تحيط بشهادة طنطاوي تغذي الشكوك المتزايدة حول المحاكمة.
فيما اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن لحظة إدلاء المشير بشهادته كانت لحظة درامية فارقة كشفت حدود السلطة المطلقة، ومشاهد الفوضى خارج المحكمة قوضت ثقة الجمهور في الإجراءات، معتبرة أن شهادته زادت من الشكوك في المحاكمة.
وقالت الجريدة إن شهادة طنطاوى استمرت تقريبا لمدة ساعة فقط، وإنها جاءت خالية من كل التوقعات، ومخيبة للآمال، وأضافت الصحيفة أنه «لو صحت تسريبات المحامين لشهادة طنطاوي، فإن هذا الأمر سيزيد الشكوك في أن قادة المجلس العسكري يحاولون تبرئة الرئيس السابق من أى اتهامات خطيرة».
ووصفت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية شهادة المشير طنطاوي بأنها «نادرة» لمسؤول رفيع المستوى مثله يشهد أمام محاكمة مدنية.
وأضافت الوكالة أن طنطاوي وصل صباح السبت إلى قاعة المحكمة تحت حراسة مشددة، للإدلاء بشهادته في محاكمة الرئيس السابق، وسط تعتيم إعلامي كامل، مشيرة إلى أنه يمكن لشهادته أن توفر «معلومات حاسمة» عن دور مبارك في استشهاد ما يقرب من 840 متظاهرا، فضلاً عن الكشف عن معلومات داخلية عن الأيام الأخيرة للنظام السابق.
وتابعت: «المحاكمة تعتمد بشكل كبير على شهادات أعضاء الدائرة الداخلية للرئيس السابق»، واصفة استدعاءه للشهادة بأنه «خطوة دراماتيكية» في سير القضية، لأنه أول حاكم مصري وعربي يمثل للشهادة في قضية.