كشفت تقارير رسمية أصدرتها هيئة تنمية الثروة السمكية بوزارة الزراعة، الإثنين، عن انخفاض الإنتاج الكلي لبحيرة قارون من 4 آلاف و500 طن عام 2014 إلى 1000 طن العام الجاري بنسبة انخفاض تجاوزت 75% بسبب زيادة معدلات التلوث بالبحيرة والتي تعادل 25% مما كانت تنتجه قبل 3 أعوام.
وطالبت الهيئة بضرورة التدخل العاجل من الحكومة ممثلة في وزارات الزراعة والري والبيئة والإسكان لوضع حلول عاجلة للأزمة لحماية الإنتاج المحلي من الأسماك والحد من انخفاض المعروض من الأسماك في الأسواق بسبب تلوث البحيرات، فيما أكدت مصادر مطلعة لـ«المصري اليوم» أن ارتفاع معدلات التلوث في البحيرات يهدد زيادة الإنتاج السمكي ويقلل من المعروض بالأسواق ويرفع من الطلب على اللحوم.
وقال الدكتور نشأت عبدالمتعال، أستاذ أمراض الأسماك في معهد بحوث صحة الحيوان، في تصريح له، إن بحيرة قارون تستقبل مياه الصرف الزراعي والصحي التي تحمل الملوثات العضوية وغيرها من المخصبات الزراعية والمعادن الثقيلة ودرجة الملوحة بها تتساوي مع ملوحة مياه البحر، مشيرًا إلى أن البحيرة تعرضت إلى تغييرات في عوامل الإعاشة للأحياء المائية التي تحدد الإنتاج السمكي بسبب هذه الملوثات وهو ما أدى إلى ظهور الطفيل القاتل للأسماك في بحيرة قارون بالمعروض بـ«طفيل الايزوبودا».
وأضاف «عبدالمتعال»، في تصريحات صحفية، الإثنين، إنه نظرًا إلى التغيرات في الخصائص الخاصة بجودة المياه اللازمة للإعاشة الجيدة للأحياء المائية أدى إلى ظهور عدد من الطفيليات في بحيرة قارون منها طفيل القشريات الذي انتقل إلى البحيرة عن طريق زريعة الأسماك البحرية الممرضة، مشيرًا إلى أن هذه القشريات الممرضة تتطفل وتعيش في هذه البيئة عالية الملوثات، وأن ارتفاع درجات الحرارة يساعد في زيادة معدلات الطفيليات في بحيرة قارون.
وأشار إلى أن الطفيل الموجود في بحيرة قارون بالفيوم «طفيل الايزوبودا» يسبب أضرارًا على صحة الأسماك لأنه يتطفل على جلد الأسماك أو الخيشوم أو في تجويف معدة الأسماك، مضيفًا أنه يؤثر بشكل عام على النمو ويعمل على التهام الأغشية المخاطية وخلايا الجلد وامتصاص الدم، خاصة حينما يكون السمك من الزريعة والاصبعيات.
يأتي ذلك، بينما كشف تقرير رسمي أعده معهد بحوث صحة الحيوان عن 10 حلول لأزمة نفوق الأسماك في بحيرة قارون وتدهور إنتاجها السمكي منها تحسين صورة المياه وعناصرها الهامة من الأكسجين والتخلص من الأمونيا الزائدة عن الحدود المسموحة، وتحسين نوعية مياه الصرف الزراعي والصحي من خلال إعادة معالجتها معالجة ثلاثية، وتحسين نوعية مياه الصرف الصناعي لمنع التلوث بالمعادن الثقيلة.
ولفت التقرير إلى ضرورة تشكيل لجان متابعة للكشف الدوري على المسطحات المائية المختلفة لرصد المسببات المرضية لحماية الثروة السمكية والكشف على المزارع السمكية حول بحيرة قارون وعدم صرف مياه المزارع إلا بعد معالجتها مع مراعاة شروط الصحة العامة والإعاشة الجيدة للأعلاف المستخدمة، مشيرًا إلى أهمية تخفيف حدة الملوحة بالبحيرة عن طريق التخلص من الأملاح الزائدة بالمياه بالطرق التكنولوجية دون الإضرار بالبيئة.
وشدد على أهمية استخدام زريعة بحرية ذات جودة عالية خالية من المسببات المرضية لأنواع الأسماك الموجودة منها البوري والبلطي والذيللي والقاروص والوقار بما لا يخل بالتركيب البيئي، مشيرًا إلى إعطاء فترة زمنية في موسم التبويض لإكثار الأسماك بالبحيرة يتوقف فيها الصيد لزيادة الإنتاجية.
ولفت التقرير إلى ضرورة الاهتمام بحرم البحيرة من خلال التخلص من العشوائيات الضارة بالبيئة البحرية، وعمل محميات للطيور المهاجر إلى البحيرة خلال فصل الشتاء لحماية الإنتاج السمكي من المسببات المرضية التي تحملها خلال رحلتها إلى البحيرة.