x

مديرة «الأسرة والطفولة»: لم أستطع النوم من جوع وأنين الأيتام بـ«إشراقة»

السبت 11-03-2017 23:39 | كتب: محمد القماش |
عزة عبدون عزة عبدون تصوير : اخبار

قالت الدكتورة عزة عبدون، مدير عام الإدارة العامة للأسرة والطفولة بوزارة التضامن الاجتماعى، إنها لم تتحمل أن ترى ما تعرض له أطفال دار أيتام إشراقة، ولم يزر عينيها النوم طوال 3 أيام مكثت فيها داخل الدار، مضيفة: «هناك مآس رأيتها بعينى فى هذا المكان الموحش، وجوع وأنين الأطفال جعلنى لا أستطيع النوم».

وتابعت عبدون فى حديثها لـ«المصرى اليوم»: «بدأ الأمر بتلقى شكوى من تعرض الأطفال بالدار للضرب، وفى اليوم التالى توجهت إلى الدار الكائنة بإحدى الفيلات بمنطقة الثورة الخضراء، ولأول وهلة انتابتنى حالة من الفزع بمجرد وصولى إلى المكان، رغم فخامة المكان، حيث إن السكون وغياب الأمن يسيطران على المنطقة».

وطرقت المسؤولة بوزارة التضامن الاجتماعى باب الدار، وفتح لها الأطفال، وأكملت حديثها قائلة: «كانت أعينهم مليئة بالخوف، لا أعرف ما جعلهم يشعرون بالطمأنينة تجاهى، وما إن بدأوا الحكى عن مأساتهم، حتى انقطعت الكهرباء فساد الظلام المكان الذى اختلط بأنين الأطفال، حتى إنهم باتوا هم الذين يجففون دموعى، ويأخذون بيدى حتى أبدأ خطواتى داخل مكان معيشتهم الكائن بغرفتين للمعيشة، وهم الـ16 طفلا».

«بمجرد ما وطئت قدماى الدار لم أصدق أنها لرعاية الأيتام لفخامتها ومساحتها الشاسعة».. تندهش «عبدون» من حجم المأساة وبخل القائمين على الدار فى توفير مكان آدمى يعيش به الأطفال قائلة: «حبايبى الصغار لا يعرفون أسماء الأطعمة الموجودة بالثلاجة، حتى إن بعضها كان منتهى الصلاحية، وبكميات ضئيلة للغاية، وحتى الكهرباء تعمل بنظام شحن الكارت المدفوع مقدمًا».

بدأ الأطفال اليتامى فى سرد شكواهم قائلين وفقًا لـ«عبدون»: «بيضربونا ويلسعونا بالنار فى أماكن حساسة»، وتفحصت مسؤولة التضامن أجساد الصغار، ووجدت أن كلامهم كله كان صحيحا، وبالبحث عن القائمين عن الدار لم تجد منهم أحدا.

وتوجهت «عبدون» إلى ديوان عام قسم شرطة الشيخ زايد، وحررت محضرا بالوقائع السابقة، وأخطرت الوزيرة غادة والى، وتابعت: «كونا لجنة مكونة من 6 أعضاء لفحص شكاوى الأطفال، وتبيّن أن الدار تتولى مجلس إدارتها زوجة عاطف عبيد، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، ويقوم على رعاية الأطفال 3 مشرفين ومُشرفة قال الأطفال إنها سيئة السلوك، إضافة إلى حارس الدار الذى أكد شكاوى الصغار، وجميع المشرفين لا ينامون مع الأطفال ويتابعون تفاصيل حياتهم، مما يؤكد عدم وجود جهاز وظيفى يرعى الأطفال».

ووفقًا لـ«عبدون» فإن بلاغها تضمن اتهام عمرو زكى، مدير الدار السابق، بتعريض حياة الأطفال إلى الخطر: «لسع طفل فى منطقة حساسة من جسده، كنوع من العقاب»، وأشارت إلى أن وزارة التضامن الاجتماعى اتخذت قرارات بشأن إنقاذ الأطفال اليتامى من بينها عزل رئيسة مجلس إدارة دار الأيتام التى رفضت التعليق على الأزمة، وإسناد إدارة الدار لجمعية الأورمان، حيث تمكث 8 مربيات داخل الدار برفقة الأطفال، وأكدت أنه جارٍ العمل لإعادة الأطفال إلى مدارسهم.

الأطفال لم ينتقلوا من دار إشراقة إلى دار أخرى، حيث أوضحت «عبدون» أن عبيد كان خصص قطعة الأرض المبنى عليها دار الأيتام كوقف باسم الأطفال: «ورغم مساحة الدار إلا أنهم محرومون من أساسيات الحياة: التعليم، والصحة، والغذاء»، وحاليًا يتم توقيع الكشف الطبى على الأطفال لمحاولة إسعافهم مما تعرضوا له.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية