مثلما شهدت الدورة 48 من معرض القاهرة الدولى للكتاب الكثير من الملامح الإيجابية والكثير من الإضافات، فقد كانت هناك جوانب سلبية نسبية، ولا ينكر أحد أن هذه الدورة شهدت نجاحا وتميزا عن سابقتها، كما يحسب لنجاح المعرض أنه رغم موجة الغلاء التي تضرب مصر فإن هذا لم يؤثر على حيوية المعرض، كما واجهت الكثير من دور النشر الرسمية والخاصة والعربية والمصرية هذا الغلاء بنسب تخفيض متراوحة وحول السلبيات والإيجابيات كان حوارنا مع الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب:
■ بداية.. هل أثرت زيادة الأسعار وموجة الغلاء بالسلب على حركة المعرض ككل وعلى حركة بيع الكتب بشكل عام؟
- لا، لم يؤثر، وأنا مندهش لذلك، والأسعار غالية مع الناشرين الأجانب فقط لكن تلقائيا واجه الناشرون العرب هذا بنسب تخفيضات جيدة وعروض جيدة، أما مؤشرات بيع الكتب الخاصة بالهيئة فقد زادت عن العام الماضى بكثير
■ كم إصدارا جديدا نزلت بها الهيئة العامة للكتاب؟
- ما يقرب من مائتى عنوان جديد لكتاب كبار رواد معروفين وشباب، وقد لاقت هذه الإصدارات رواجا بسبب التخفيضات ولم أجعل هذه التخفيضات مقصورة على المعرض، وإنما بالمنافذ الرئيسية للهيئة.
■ ما الذي أضفته لدورة هذا العام؟
- ضاعفت من مشاركات الشباب، وكانت هناك ورش إبداعية وفنية أدارها مجموعة من الكتاب ليعلموا الشباب أساسيات الكتابة وحققت إقبالا، مع وجود المزيد من القضايا الشبابية التي شارك فيها الشباب في محور المائدة المستديرة وطرح أفكارهم حول خطط التنمية وكانت محاورات مهمة جدا وندوات قوية، كما ضاعفت النشاطات المعنية بالأطفال كالكتب والورش الفنية، فضلا عن الورش المخصصة لهم ومعروضاتهم وأنشطتهم والجزء الخاص بركن الطفل والحفلات الفنية، وعندى أمل أن يتحول ركن الطفل عند باب 6 ودور نشر كثيرة، وعندى أمل أن يتحول إلى ركن طفل يضم معرضا خاصا للأطفال ومطبوعاتهم وورشهم الإبداعية وكان عليه إقبال، بالإضاقة إلى الكثير من دور النشر لكتب الأطفال.
■ لماذا لم يتضمن برنامج المعرض أنشطة دور النشر الأخرى من مناقشات وحفلات توقيع واقتصر على النشاط الرسمى رغم أن النشاطات غير الرسمية أثرت المعرض.. فلماذا لم تدرجوا هذه الأنشطة منها الأنشطة الفنية كالغناء والفنون الشعبية التي لاقت إقبالا جماهيريا ولم نكد نلاحق جميعها بسبب غيابها عن البرنامج؟
- هم بالأساس لم يقدموا لنا برنامجا لنشاطاتهم في المعرض، ولو كانوا قدموها لما مانعنا نحن من إدراجها في برنامج المعرض ليكون دليلا كاملا وتفصيليا لكل تفاصيل فعاليات هذا الحدث الدولى وبعضهم أفادنا ببرنامجهم خلال المعرض وأدرجناه في البرنامج، حتى إن دار المعارف المصرية أمدتنا بعد بداية المعرض ببرنامجها لنضيفه إلى برنامج المعرض، وسيجرى هذا لاحقا لو قدر لى أن أكون موجودا وسنحدد حدا أقصى لوقت الإفادة بالمشاركة للإدراج في البرنامج.
■ السوريون والعراقيون عانوا من ارتباك لحق بنشاطهم وعرض كتبهم في بداية المعرض بسبب التأشيرات مما جعلهم يبدأون متأخرين.. هل الخلل من هنا أم من هناك؟
- هم الذين تأخروا، كما أفادونا بالمشاركة بوقت غير كاف، وأرسلوا متعلقاتهم متأخرا.
■ تغير البرنامج الخاص بفعاليات المعرض ثلاث مرات تقريبا.. ليس هذا فحسب وإنما كانت هناك تغييرات طارئة مما أحدث ارتباكا للصحفيين في المتابعة، فضلا عن عدد كبير من الاعتذارات؟
- معظم التغييرات المفاجئة لم تكن خاضعة للتنسيق. أحيانا بعض الندوات «مسمّعة»، فضلا عن ظروف طارئة تحدث لبعض الضيوف وأنا أعترف بأن بعض المسؤولية تقع علينا فإذا خلت فعالية ما يحل محلها فعالية أخرى، لكن الاعتذارات لم تتجاوز الـ10%، وأنا أحدد الجدول وفق ما أحلم به، ويفاجئنا البعض بالاعتذار في نفس يوم الفعالية، وأسباب الاعتذار خارج سيطرتنا ولا يد لنا فيها.
■ هناك كتب موجودة سواء دينية أو إباحية أو مذهبية مثل الديوان الإباحى!
- أنا لست رقيبا على المستوى، وهل يمكن أن أفرز ملايين الكتب! هذه سلطة جهات رقابية وأى منع يؤدى لمزيد من انتشار الممنوع. المنع الحقيقى بالمواجهة الفكرية، والمنع والمصادرة للمصنفات، وأنا رأيت الديوان العامى عن الأسماء، وليس لدىّ الصلاحيات القانونية لمنع هذا.
■ هل أنت راض عن الجانب الخدمى لأرض المعارض؟
- بالطبع لا.
■ ما الذي ينقص المعرض لكى يكون أفضل من هذا؟
- أحلم بأن يكون«إكسبو» يعنى صالة معارض مجهزة لأنى أقوم بنحو عشرين عملية ليليق المعرض بتاريخه، فأصدقاؤنا في الدول الأخرى لا يبذلون الجهد الذي نبذله لأن لديهم قاعات مجهزة لغرض معرض للكتاب وليس أرض معارض نقوم نحن بتجهيزها.