x

وزير الثقافة: لن نسمح بوجود كتاب يروّج لأفكار «الإخوان» فى المعرض (حوار)

الخميس 26-01-2017 22:28 | كتب: ماهر حسن |
المصري اليوم تحاور«حلمى النمنم»، وزير الثقافة المصري اليوم تحاور«حلمى النمنم»، وزير الثقافة تصوير : سمير صادق

قال الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، إن جماعة الإخوان تم تصنيفها كجماعة إرهابية بنص القانون، ووفقا للقانون لن يسمح بوجود كاتب أو كتاب ينتمى ويروج لأفكار الجماعة، موضحا أن دورة معرض القاهرة الدولى للكتاب ستشهد جانبا للحرف اليدوية التراثية وجزءا خاصا بورش الأطفال، فضلا عن عدد من الأجنحة لعرض كتب وفنون الأطفال، لافتا إلى أن بعض الناشرين يبخسون المعرض حقه حتى يحصلوا على الأجنحة مجانا. وأضاف فى حوار لـ«المصرى اليوم»، أنه يرفض الاتهامات بشأن خضوع جوائز الدولة للأهواء، مؤكدا أن الجوائز منحت بحيادية تامة، مشيرا إلى أن عبدالقادر حاتم، كان أفضل وزير للثقافة برأيه، وأنه لا يشغله إذا كان سيبقى فى المنصب أم لا.. إلى نص الحوار:

المصري اليوم تحاور«حلمى النمنم»، وزير الثقافة

■ بداية ما الجديد الذى ستقدمه وزارة الثقافة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب؟

- خصصنا جانبا من المعرض للحرف اليدوية التراثية وجزءا خاصا بورش الأطفال من تلاميذ المدارس للرسم، كما أن هناك عددا من الأجنحة لعرض كتب وفنون الأطفال، فضلا عن الورش المخصصة للشباب فى أكثر من مجال، وأضفنا فعالية باسم مكتبة لكل طالب جامعى، ويمكنه الحصول على 5 كتب من مطبوعات أى مؤسسة من مؤسسات وزارة الثقافة بخصم 90% لاجتذاب الشباب ومساعدتهم فى تأسيس مكتبة خاصة بهم.

■ ما طبيعة استعدادات الوزارة والقائمين على المعرض بشأن تخصيص نشاطات ومحاور لمناقشة الخطاب التكفيرى؟

- هناك محور كامل بعنوان الثقافة فى المواجهة، لكن ليست هناك مناظرات بل ندوات وكتاب وعلماء مستنيرون سيقدمون قراءات مختلفة.

■ إلى أى حد ستؤثر الأزمة الاقتصادية على حركة بيع الكتب فى المعرض وكيف ستواجه وزارة الثقافة الأمر؟

- تجربتنا العام الماضى شهدت ارتفاعا فى نسبة المبيعات، فلنر على أى نحو ستكون، هل ستظل عند نفس المؤشرات أم سترتفع أم تتراجع؟ لكن لم ندخر جهدا فى أن نحقق كافة عناصر التفاعل والجذب وطبيعة المطروح من الكتب وأسعارها وتخفيضاتها أملا فى زيادة معدلات الإقبال والشراء، وأتوقع ألا يكون لتعويم الجنيه أثر على معدلات البيع.

■ يرددون أن معرض الكتاب لا يليق بمكانة مصر ما ردك؟

- الذين يقولون هذا الكلام بعض الناشرين، فهم يبخسون المعرض حقه حتى يحصلوا على الأجنحة مجانا، وكانوا يطالبون بأخذ المعرض مجانا ونحن رفضنا.

■ شهد أكثر من معرض وجود كتب دينية هل ستلاحقون هذه الكتب؟

المصري اليوم تحاور«حلمى النمنم»، وزير الثقافة

- «أريحك وأقولك من الآخر» الإخوان تم تصنيفها كجماعة إرهابية بنص القانون، وعلى هذا لن نسمح بوجود أى كتب لأى كاتب ينتمى إليها، خاصة الكتب التى تروج لأفكارها ولن نسمح لأى من عناصرها بالمشاركة فى المعرض فى أى فعالية.

■ ما حجم العناوين التى ستطرحها هيئات النشر فى الوزارة فى هذه الدورة؟

- سنطرح عددا ضخما ونوعيا ومتنوعا من الكتب عن الهيئة المصرية العامة للكتاب والمركز القومى للترجمة وهيئة قصور الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة فى كل فروع المعرفة الإنسانية بين الأدب والتاريخ والفكر السياسى والدينى والكتب المترجمة وجميعها جديدة على المعرض، فالمركز القومى للترجمة مثلا سيعرض أكثر من أربعين عنوانا جديدا لكتب مترجمة، وكذلك دار الكتب والتى ستطرح فى أحد أجنحة المعرض مجموعة من الآثار الفكرية والدينية المهمة ومنها فتاوى الإمام محمد عبده المجلد الأول، وهى فتاوى بخط يده لم يسبق لأحد أن نشرها منذ كتبها، فضلا عن مجلد يضم أعدادا من مجلة السفور.

■ فيما يتعلق بالمشهد السياسى الراهن ما أهم المحاور التى تتقاطع معه وتتناوله؟

- كثير، ومنها محور عن ثقافة المواجهة وموائد مستديرة.

■ تعرضت للهجوم أكثر من مرة كوزير للثقافة، خاصة من قبل التيارات الدينية ما تعليقك؟

- أمر طبيعى، وأنا أتعرض لمثل هذا الهجوم قبل أن أتولى المنصب وبعد أن توليته، وهذا أمر طبيعى لأننى ضده بالأساس ككاتب قبل أن أكون وزيرا وجميعها تيارات ظلامية ولا أنكر أن لهم خلايا فى كل مكان إلى الآن.

■ ماذا عن عناصر المعارضة من داخل الجماعة الثقافية؟

المصري اليوم تحاور«حلمى النمنم»، وزير الثقافة

- هذا أمر طبيعى، فالمجال الثقافى قائم على التعدد والاختلاف، ولم يحدث فى تاريخ الوزارة أن جاء أى وزير لوزارة الثقافة ولم يتعرض للهجوم أو الانتقاد بدءا من الدكتور ثروت عكاشة، والذى يعتبره كثيرون من جماعة المثقفين أنه أعظم وزير ثقافة، فقد قيل عنه مثلا إن صلاح نصر استدرجه وأنه جاء على رأس الوزارة ليكتب تقارير أمنية عن المثقفين، وما دمت قدمت لهذا الموقع على أن أقبل بفكرتى الاتفاق والاختلاف والمديح والانتقاد، فلن يجتمع الناس على شىء واحد لكن بخلاف كل وزراء الثقافة السابقين كنت أعمل صحفيا، وعندى خصومات سابقة، كما تصور البعض أن مجيئى للوزارة سيكون بمثابة فرصة لابتزازى أو تخويفى أو للمهادنة معهم.

■ عند توليك المنصب كانت هناك جوانب فى الوزارة لا تعجبك وتراها أوجه قصور وحاولت معالجتها ما أبرزها؟

المصري اليوم تحاور«حلمى النمنم»، وزير الثقافة

- كانت هناك عدة أشياء منها أن جهود الوزارة كانت منصبة على العاصمة القاهرة، ففى القاهرة معرض الكتاب والمجلس الأعلى للثقافة والبيت الفنى للمسرح، أما الأقاليم فليس لها سوى الثقافة الجماهيرية «مراكز وقصور الثقافة»، فطرحت فكرة العدالة الثقافية بتحقيق العدالة الجغرافية فمن حق الأقاليم الأخرى كالوادى الجديد ومطروح وجنوب وشمال سيناء والبحر الأحمر وحلايب وشلاتين أن تحظى باهتمام مماثل ليس فقط من خلال الهيئة العامة لقصور الثقافة ولكن بإقامة معرض للكتاب فى كل مدينة، هذا فيما يتعلق بالكتاب أما فيما يتعلق بالفنون فقد قامت دار الأوبرا بإقامة الكثير من الحفلات فى الكثير من المحافظات، كما كان السفر خارج مصر حكرا على فرق بعينها لكن فتحنا باب السفر لكل الفرق فى الجمهورية، فمثلا سافرت فرق من المحافظات والأقاليم إلى الصين وأمريكا اللاتينية وأبهروا الجمهور، ومنها فرق سوهاج والإسماعيلية وبورسعيد، الأمر الثالث أن هذه الفرق الإقليمية كانت تواجه صعوبات جمة فى الخروج من محافظتها إلى محافظة مجاورة، فكان المصريون يجهلون بعضهم البعض فى طبيعة الفنون التى تمثل هوية كل محافظة، فقررنا تبادل الفرق الزيارات إقليميا.

كما أن اهتمام الوزارة كان منصبا بشكل أكبر على الكتاب والكاتب ونحن فى بلد فيه نسبة الأمية مرتفعة وكنت أرى أنه من الأفضل أن يتوازن الاهتمام بشتى فروع الإبداع، الكتاب والكاتب والثقافة السمعية والبصرية لكى يشمل جهد الوزارة واهتمامها المواطن الأمى أيضا، ولذلك فإننا نرسل الفرق للأقاليم كما حققنا التوازن فى علاقات مصر الثقافية مع الدول العربية والأجنبية فعززنا العلاقات والتعاون مع السودان، حتى إن جنوب السودان يشارك فى هذه الدورة فى المعرض.

كما كنا ضيف شرف فى الجزائر ولم نفعل هذا من قبل، وذهبنا إلى تونس والمغرب، ولأن مصر طوال تاريخها كانت رمانة ميزان بين المشرق والمغرب أقمنا جسور التواصل والتفاعل مع أفريقيا وأقمنا عاما ثقافيا ناجحا بكل المقاييس مع الصين، وعلى حد ذكر وزير الثقافة الصينى والذى قال فى حضور محمد السيد صالح، رئيس تحرير «المصرى اليوم»، إن عشرين مليون صينى شاهدوا فرق الفنون المصرية، وهذا لم يتح لنا من قبل، وهناك تجولنا فى نحو خمس وعشرين مدينة صينية وانبهروا بالفنانين المصريين وبأصحاب الحرف التراثية الشعبية.

■ خارج سياق فعاليات المعرض نود أن نعرف ردك على قول البعض بأن جوائز الدولة تحكمها بعض الأهواء؟

المصري اليوم تحاور«حلمى النمنم»، وزير الثقافة

- أتحدى وهذا غير صحيح، والجوائز منحت بحيادية تامة، ولا يمكن لأحد التشكيك فى الأمر، وأغلقت هاتفى أثناء التصويت ولم أستجب لأى ضغوط ولذلك تعرضت للهجوم.

■ تعنى أنه كانت هناك أهواء من قبل؟

- لا تعليق

■ الثقافة الجماهيرية فارقت الكثير من أهدافها ورسالتها ألا تفكرون فى ضبط مسارها؟

- تأسست الثقافة الجماهيرية فى الأربعينيات وكان اسمها جامعة الشعب والهدف منها تأسيس أماكن يتعلم فيها الناس، وفى الستينيات بدأت الثقافة الجماهيرية على النحو الذى نعرفه فى عام 1964 مع الوزير عبدالقادر حاتم، وحين توفى الرئيس جمال عبدالناصر كانت قصور الثقافة تعد على أصابع اليد الواحدة، وكان لها مهمة محددة مكلفة بها وهى نشر الثقافة فى ربوع مصر فى زمن لم يكن فيه شبكة إنترنت وكان فيه قناة تليفزيونية واحدة، ولم يكن الراديو بمقدور كل المصريين أن يشتروه، وفى فترة الرئيس الراحل أنور السادات اعتبر الثقافة الجماهيرية نتوءا ناصريا فى الدولة ولم يضف إليها شيئا، ولكى تحيط بهذه الفترة جيدا اقرأ الرواية البديعة لإبراهيم عبدالمجيد «هنا القاهرة» لأنها تعكس ما كان يدور فى قصور الثقافة، وفى عهد الوزير الأسبق فاروق حسنى حدث توسع فى الإنشاءات ومع طريقة التوظيف التى لم تكن جيدة تم تعيين أناس كثيرين وصارت بعض بيوت الثقافة فى حالة تحتاج ترميما ولم تكن الإمكانات تسمح بهذا والآن أقول لك إن هناك 47 قصرا وبيت ثقافة فى أنحاء الدولة تخضع للترميم الآن، ومن المقرر أن يتم افتتاحها جميعا فى هذا العام، وافتتحنا مركز ثقافة فى كفر الشيخ وهناك قصر جاهز للافتتاح فى واحة باريس بالوادى الجديد ثم دسوق بكفر الشيخ، ونحاول أن نعيد النظر فى الميزانية الخاصة بقصور الثقافة حتى يمكنها الاضطلاع بدورها المطلوب وسنزيد التركيز على الأنشطة لتحدث أثرها لأنه أثناء عزلة هذه البيوت انتشر التطرف والأفكار الدينية المتطرفة المتشددة وانتشرت ثقافة إقليمية معادية للثقافة الوطنية كأن ذهبت فرقة فنية من إحدى مدن الصعيد لأخرى فرفضت المدينة الأخرى وقطعت الكهرباء ولذلك قررنا أن تتبادل الفرق الزيارات.

■ يتردد أن التغيير الوزارى سيشملك؟

المصري اليوم تحاور«حلمى النمنم»، وزير الثقافة

- ما المشكلة؟، أى رجل دولة يختار فى موقع ما لأداء واجب وطنى ويقوم بالدور المنوط به ولا يشغل باله كم سيبقى فى موقعه، وأنا كوزير للثقافة أؤدى دورى كما ينبغى حتى لو جلست فى الوزارة لأسبوع واحد.

■ من الأفضل برأيك ثروت عكاشة أم فاروق حسنى؟

- أنا لا أحب صيغة أفعل للتفضيل، وإذا دخلنا فى مقاربات ومقارنات لن ننتهى فلكل وزير إيجابيات وسلبيات، لكن من جانبى أرى أن عبدالقادر حاتم أفضل وزير للثقافة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية