x

الكاتب حلمى النمنم وزير الثقافة: خدمات سوزان مبارك لـ«الثقافة» لا ينكرها أحد (حوار)

الخميس 07-01-2016 21:22 | كتب: سحر المليجي |
المصري اليوم تحاور الكاتب الصحفى « حلمى النمنم »،وزير الثقافة المصري اليوم تحاور الكاتب الصحفى « حلمى النمنم »،وزير الثقافة تصوير : محمد شكري الجرنوسي

أكد الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، أن الأزمة بين الأزهر والوزارة مفتعلة، وأشار إلى أن الثقافة «تعانى من الترهل الإدارى وأن سوزان مبارك قدمت دورا ثقافيا لا ينكره أحد».

وطالب النمنم، خلال حواره مع «المصرى اليوم»، بزيادة ميزانية أنشطة الوزارة، لافتاً إلى أن الزيادة فى ميزانية الثقافة خلال العام الجارى، موجهة للإنشاءات والرواتب، وأعرب عن عدم رضاه عن حركة النشر، لافتاً إلى أن الوضع الحالى لا يحتمل احتكار مصر المناصب العربية، وأن اختيار حبيب الصايغ، رئيسا لاتحاد الكتاب العرب، لا يقلل من شأن المصريين، وأن دور مصر الثقافى لم يتراجع عربيا، ولفت إلى ظهور مراكز ثقافية جديدة يجب الاعتراف بها، وأكد أن رجال الأعمال، يعزفون عن الاهتمام بالثقافة، «لأنها بتعمل مشاكل». وفيما يلى نص الحوار:

■ ماذا عن العام الثقافى المصرى- الصينى 2016.. وكيف تستعد الوزارة له. فى ضوء زيارة وزير الثقافة الصينى لمصر؟

- الاستعداد للعام الثقافى المصرى الصينى 2016، بدأ منذ فترة، عندما سافر وزير الثقافة الأسبق، الدكتور جابر عصفور، إلى الصين، وتوجهت وقتها، من خلال عملى، رئيسا لدار الكتب إلى بكين، فى إطار منتدى جامعة الدول العربية، ودار الكتب المصرية ودار الكتب الصينية.

وجاء وزير الثقافة الصينى إلى مصر، والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى؛ ثم الوزير السابق الدكتور عبدالواحد النبوى، وجرى الاتفاق على أن يكون عام 2016 هو عام الثقافة المصرية الصينية، بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات المصرية الصينية.

وجرى الاتفاق على تشكيل لجنة وزارية لإعداد تصور بشأن الملامح الخاصة للفعاليات الثقافية، وأهمها أن يكون الافتتاح العام، فى محافظة الأقصر، التى جرى اختيارها عاصمة للثقافة العربية لعام 2016، بناءً على رغبة منهم.

وقد تلاقت رغبتهم فى الافتتاح بمحافظة الأقصر مع رغبتنا، نظرا لسعينا لتنشيط السياحة فى الأقصر.

وطوال العام سيكون هناك أنشطة متبادلة شهريا، ما بين مصر والصين، وستشارك قطاعات الوزارة، بالإضافة إلى وزارات السياحة، والتعليم، والتعليم العالى، والشباب والرياضة، والآثار، إضافة إلى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، والجامعات.

■ يرى البعض أن فعاليات الوزارة الثقافة مجرد عناوين براقة لا يشعر بها المواطن؟

- العام الثقافى المصرى الصينى، ليس عنوانا براقا، والوزارة ليست معنية وحدها؛ والفعاليات تمثل اتفاقا بين الرئيسين المصرى والصينى، فهو قرار من القيادة السياسية للبلدين، ثانيا هذا القرار يعكس اعترافا متبادلا بأن الثقافة مهمة فى تقوية العلاقة السياسية بين البلدين.

■ ألا ترى أن تنظيم هذه الفعالية اختبار حقيقى لقدرة الوزارة على تنظيم فعالية دولية مهمة، فى ظل ضعف مشاركتها بالمؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ؟

- بالفعل تنظيم هذه الفعالية، اختبار حقيقى لقوة الوزارة، أما مشاركتها فى مؤتمر شرم، فلست متأكدا بشأن مشاركتها من عدمه، وأعلم بأن الدكتور عبدالواحد النبوى، الوزير السابق، والدكتور محمد عفيفى، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، كانا موجودين، وأتفق معك أنه كان على الوزارة المشاركة بشكل أكبر فى المؤتمر الاقتصادى.

■ دافعت عن اختيار محافظة الأقصر عاصمة للثقافة العربية 2016، بينما يرى البعض أنه اختيار غير موفق، لأنها تضم ثلث آثار العالم، ومحاولة إلصاق «عربية بها» يشوه هويتها؟

- من المفترض أن يكون هناك مدينة مصرية للثقافة العربية، كل عامين، وليس الأقصر وحدها، ولدينا مدينة قوص فى قنا، ومدينة أسوان، ومدن كثيرة يجب اختيارها، لكن خلينا نقول إن «الأقصر بداية».

وأنا كنت من المتحمسين لهذا الاختيار ودافعت عنه فى اجتماع وزراء الثقافة العرب، وأرى أنه لا يقلل منها، فالأقصر عاصمة مصر الفرعونية، ولا أريد الوقوف عند هذا الحد، ولابد من دمج مراحل التاريخ المصرى، لأنه متراكم، ولا يجب اختيار مدينة، وأصفها بأنها عربية، وأخرى فرعونية.

والدليل على ذلك، تنظيم المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، مؤتمره الثانوى فى الأقصر، وكنت أحد الداعمين لهذا الاختيار وشاركت فيه، ونظمت الوزارة احتفالية فى معبد الكرنك للمشاركين.

■ ألا ترى أنه كان على الوزارة اختيار محافظة أخرى، طالما هناك جهات حكومية تدعم الأقصر وشرم الشيخ؟

- الوزارة تتوجه إلى كل المحافظات، وتوجهنا إلى إسنا وأسوان وجنوب سيناء، وبورسعيد، وسنتوجه إلى بورسعيد، وبالتالى فإن كل المحافظات تستحق أن يلقى عليها الضوء.

■ عدت حديثا من الإمارات عقب مشاركتك فى اختيار رئيس اتحاد الكتاب العرب، ما تعليقك على اختيار الشاعر حبيب الصايغ رئيسا للاتحاد؟ وهل الساحة المصرية أصبحت خاوية؟

- لا يجوز لى إبداء رأيى فى اختيار الصايغ، لأنه منصب بالانتخاب، ومن يتولاه يجب أن يكون رئيسا لاتحاد الكتاب فى بلده.

وأؤكد أنه لم يعد الوضع يحتمل أن يكون هناك موقع أو منصب تحتكره مصر، وعدم تولى مثقف مصرى رئاسة اتحاد كتاب العرب لا يقلل من شأن المصريين، فعندما كان نجيب محفوظ أمين اتحاد كتاب مصر، كان الأديب السورى على عقلة عرسان، رئيس اتحاد الكتاب العرب، فهو موقع إدارى فى النهاية.

■ لكن لابد من الاعتراف بتراجع دور مصر الثقافى عربيا؟

- قديما كان الدور الثقافى العربى، ينحصر فى القاهرة ودمشق وبغداد وبيروت، والآن ظهرت مراكز أخرى، فى المغرب وتونس، والشارقة.

ولا ينبغى القول بتراجع الدور المصرى، فقد ظهرت أدوار أخرى، فمثلا، هناك مراكز ثقافية ظهرت لا يجوز ألا نعترف بها، حتى لايفهم الأمر بأنه «شيفونية مصرية»، وأننا لا نريد أن نرى سوانا، «الشيفونية تعنى المغالاة غير المعقولة والمبالغة فى انتماء الفرد لذاته أو مجموعته العرقية أو الوطنية أو القومية أو الدينية التى ينتسب إليها، حتى يعتقد أنها ذات تميز يجعلها فوق مثيلاتها».

■ لماذا لا نرى جائزة ثقافية مصرية للعرب، كما الحال مع جائزة العويس والبابطين؟

- الجوائز العربية الأدبية ليست حكومية رسمية، وجائزة الملك فيصل فى الرياض يرعاها أولاد الملك فيصل من مالهم الخاص، وكذا جائزة العويس، من أموال العويس، ويندر أن نجد جائزة ثقافية فى دول الخليج تمنحها الدولة، ومصر البلد الوحيد، الذى يوجد به جوائز تمنحها الدولة.

والمشكلة أنه لا يوجد لدينا جوائز ثقافية خاصة، سوى جائزة ساويرس، وأندهش لأن رجال الأعمال والمؤسسات الخاصة، لا يدرجون الثقافة ضمن اهتمامهم. وأتمنى أن يهتم رجال الأعمال بالثقافة، والإنفاق عليها، كما ينفقون فى إصدار الصحف، والفضائيات.

■ ما مدى اهتمام مؤسسات المجتمع المدنى بالثقافة؟

- المجتمع المدنى مهتم بالسياسة، والجزء الآخر يهتم بالطب، وإنشاء مستشفيات، وهناك جزء مهتم بالتعليم، بإنشاء جامعات ومدارس، إلا أن مؤسسات المجتمع المدنى تنظر للثقافة «شزرا»، لأن عائدها غير مجز و«بتجيب مشاكل» فالجريدة أو الفضائية، حتى وإن لم تحقق ربحا؛ فهى تمنح صاحبها قوة سياسية، والجامعة الخاصة تدر دخلا كبيرا، حتى لو اهتمت المؤسسة بقضايا حقوق الإنسان، فإنها تمنح صاحبها الوجاهة أمام العالم الخارجى.

■ لماذا يشكك البعض فى نزاهة جوائز الدولة ويتهمها بالفساد؟

- لا أوافق على ذلك، ونحن إزاء مرشحين، يجرى التصويت عليهم، والجوائز لا تمنح بقرار من وزير، رغم أنه يعتمدها، لكن بعد انتهاء التصويت، من أين يأتى الفساد.

■ كانت هناك مقترحات بخصوص تعديل لائحة جوائز الدولة، منها لائحة الدكتور سعيد توفيق الأمين العام للمجلس سابقا؟

- المشكلة أن تغيير القوانين لاتجرى سوى بقرار من رئيس الجمهورية، أو البرلمان، وكان الخطأ سابقا أن الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، يتصور أنه بمجرد إصدار قرار ما، يصبح ساريا؛ لكنه غير صحيح. والتعديل فى قانون المجلس ينفذ من خلال جهات مُنظمة، ونحن علينا أن نطلب فقط، وحاليا ندرس اللوائح والقوانين، لأن لدينا أعضاء لجان دائمين بالمجلس منذ عام 198.

■ البعض يعيب على الوزارة عدم توافر رؤية خاصة بها، فلا يوجد استراتيجية للوزراء فى ظل تغييرات وزارية بلغت 12 وزارة خلال 5 سنوات؟

- هناك رؤية عامة لكل وزراء الثقافة، وهى استمرار تنظيم معرض الكتاب، واستمرار فعاليات الوزارة، المؤتمرات والأنشطة، واستمرار حركة النشر، وجوائز الدولة، لكن تختلف السياسات الخاصة لكل وزير فى التنفيذ.

■ قلت فى أول تصريح عقب توليك الوزارة «أنا مكلف بمحاربة الإرهاب بالثقافة وتجديد الخطاب الدينى والثقافى، وتحقيق التنمية الثقافية، خلال شهرين» ما الذى حققته؟

- أطلقنا قوافل تنويرية من هيئة قصور الثقافة، فى جامعات المنيا وأسيوط، وسوهاج، فضلا عن الانتهاء من حل مشكلة عدد من قصور الثقافة؛ منها قصر ثقافة الغردقة، وكذا فى شرم الشيخ وسانت كاترين وزرنا أغلب المواقع الثقافية جنوب سيناء، وخلال الفترة المقبلة سنتوجه إلى بئر العبد والعريش والحسنة وننتظر تحسن الأحوال الجوية لافتتاح قصور ثقافة حلايب وشلاتين وأبورماد.

أما عن تحقيق العدالة الثقافية، فقد عهدنا فى العقود الماضية أن الريف والمحافظات يكفيها قصور الثقافة، وفى القاهرة لدينا الأوبرا والمجلس الأعلى للثقافة، ونرى أنه ينبغى أن نخرج بالأوبرا خارج القاهرة، وبالفعل بدأنا فى إقامة دار أوبرا الأقصر، وستكون مماثلة لدار أوبرا القاهرة، لأنه لا يجوز لمدينة كالأقصر، أن يأتيها السائحون من كل دول العالم ولا توجد بها دار للأوبرا، كما نعيد بناء أوبرا المنصورة، التى انهارت عقب تفجير مبنى مديرية الأمن، وسوف نتسلمها، خلال عام، ونسعى لاتخاذ إجراءات للانتهاء من أزمة أوبرا واحة أكتوبر، وطلبنا من وزير الإسكان، عند تخطيط العاصمة الإدارية الجديدة، توفير مقر لدار الأوبرا ومسرح وطنى كبير ومكتبات.

■ هل تحاربون الإرهاب من خلال الإوبرا فقط؟

- لا طبعا، لكن الفنون هى البوابة الأسرع للتثقيف الشعبى، وفى الوقت نفسه، لا تزال الثقافة الجماهيرية والهيئة المصرية العامة للكتاب ودار الكتب تؤدى دورها، لكننى أركز على الفنون، لأننى لو تحدثت عن الكتب، فمن الطبيعى أن تصل إلى المثقف، الذى لا يحتاج منى إلى اقناعه بأن التشدد خطر، إنما الفنون تخاطب كل الناس، ويستطيع الأمى أن يستمتع بها، ولا ننسى أن مسرحية «ليلة من ألف ليلة» للفنان القدير يحيى الفخرانى حققت 3 ملايين جنيه خلال 4 شهور، لكن أى كتاب لو وزع 10 آلاف نسخة، نعتبره إنجازا.

وكما نحرص على إقامة دور للأوبرا، فقد انتقل المسرح إلى كل المحافظات، كما حدث مع العرض المسرحى «غيبوبة» لأحمد بدير، المقرر عرضه فى جنوب سيناء، إضافة إلى معرض الكتاب.

■ ماذا عن بوابة السينما.. هل ضم أصول السينما إلى الوزارة، يمثل عبئا، نظرا لمشاكل العمالة والتطوير.. أم هى وسيلة لتقديم خدمة ثقافية أفضل؟

- هى عبء لابد منه، لأنه من المقرر إضافة أعباء ومشاكل جديدة للوزارة، وأغلب الاستديوهات والسينمات تحتاج التطوير، بالإضافة إلى مشاكل العاملين بها، لكنها فى الوقت نفسه بوابة لفتح نافذة جديدة لنشر الثقافة، فلا يجوز ترك السينما بهذا الشكل، ولابد للدولة من المشاركة فى الإنتاج السينمائى، من خلال دعم بعض الأفلام، وهو ما يحدث الآن، لكن بشكل «مش كفاية».

■ هل قدرتم أصول السينما؟

- هناك لجان تتولى التقدير، ولم تنته بعد، وجار عقد اجتماعات لإنشاء شركة قابضة، بمجلس إدارة خاص بها، لإدارة هذه الأصول، ومن المفترض أن تنتهى أعمال نقل هذه الأصول خلال الأسابيع المقبلة.

■ ماذا عن تصوير الأفلام الأجنبية فى مصر، رغم تقديمنا الكثير من التسهيلات إلا أنه لا يوجد من يتقدم للتصوير؟

- أهلا وسهلا بأى فيلم أجنبى لتصويره فى مصر، ونحن منفتحون ومستعدون لاستقبال أى فيلم أجنبى للتصوير، وهناك تفهم من الجهات الرقابية، والدليل على ذلك ما حدث مع فيلم مورجن فريمن.

■ ما تقييمك للرقابة على المصنفات والسينما؟

- يبذل المراقبون مجهودا كبيرا، والأزمة أن الرقابة تقع بين جناحين، أحدهما يريد الإطاحة بها نهائيا، على طريقة المسلسلات، التى تعرض فى الفضائيات الخاصة، التى لا تمر على أى من الجهات الرقابية، أما الفريق الآخر، فهو يريد تحويلها إلى مقصلة، تمارس حكم الإعدام على «السبكى»، وتلغى وجوده.

الحقيقة أن كلا الجناحين غير صحيح، فلو تحدثنا عن أفلام السبكى، فلابد من العودة إلى الثمانينيات، وأفلام المقاولات، التى تراجعت عندما تدخل منتجو الأفلام الجادة.

■ متى تعود السينما إلى المنافسة عربيا وعالميا؟

- عندما يعود إليها منتجوها، الذين يضحون من أجل بقائها، فقد توجه المنتجون إلى التليفزيون لإنتاج مسلسلات رمضانية، ما يجعلنا نقلق، لأنه لم يعد لدينا المنتج الذى يحبس نفسه وحياته على السينما. ولو توافر مجموعة من هؤلاء المنتجين، قد تعود الحياة إلى السينما خلال عامين.

■ لماذا تراجعت الوزارة عن افتتاح متحف نجيب محفوظ فى 11 ديسمبر الماضى؟

- متحف نجيب محفوظ مر بمشكلات كثيرة، واستطعنا الانتهاء منها، ونسعى لإجراء مناقصة، لاختيار شركة لتجهيزه، ونتوقع إنجازه نهاية عام 2016.

■ ماذا عن معرض القاهرة الدولى للكتاب 2016، وما يميزه عن الدورات الماضية؟

- يميزه زيادة عدد الناشرين عن الأعوام السابقة، خاصة الدول الأجنبية، رغم وجود مخاوف بسبب الأحداث السياسية، فلا تزال هناك طلبات من الناشرين الأجانب للمشاركة، ولا خوف من تزامن المعرض مع أحداث ثورة يناير.

■ ماذا يحدث لو وجد بالمعرض بعض الكتب الخاصة بالإخوان؟

- لن يكون هناك منع للكتب فى معرض الكتاب المقبل، وبالنسبة لدور النشر الإخوانية وفقا لقرار الحكومة السابقة، باعتبار جماعة الإخوان إرهابية، وأنا عضو فى هذه الحكومة، فإن هذه الدور لن تكون موجودة. وحال وجود كتاب يروج لأفكار الإخوان سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية، بإبلاغ إدارة المصنفات والتتعامل معه.

■ فى تصريحات خاصة للدكتور علاء عبدالهادى، رئيس اتحاد كتاب مصر، قال: «مصر دولة تنتحر ثقافيا.. ولابد من إعادة هيكلة المؤسسات الثقافية« وأكد أنه أعد مشروعا ثقافيا يمكنه نقل الثقافة من الإنفاق عليها إلى أن تصبح من الجهات المنتجة، من خلال اقتصاديات المعرفة؟

- بالفعل تقدم الدكتور علاء، بتصور لتطوير المجلس الأعلى للثقافة، وقد وجهته إلى الدكتورة أمل الصبان، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة لدراسته، وبشأن قوله: »إن مصر تنتحر ثقافيا« فهو كلام ليس له معنى.

■ قال الدكتور أبوالفضل بدران رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، فى تصريحات خاصة: »إن الواقع الثقافى بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو لا يتناسب مع حجم الأحلام للوصول لحالة ثقافية تتماشى مع الحالة الثورية«.. ما تعليقك؟

- هذا رأى شخصى للدكتور بدران وأحترمه، وفيما يتعلق بضعف الأداء، فقد تولى بدران رئاسة قصور الثقافة، وعليه أن ينهض بها.

■ ألا تتفق معى بشأن ضعف مؤسسات الوزارة؟

- لا يوجد ضعف مؤسسى لهيئات الوزارة، وعلينا أن نعترف بوجود حالة من الترهل الإدارى فى كل مؤسسات الدولة. فكل مؤسسات الدولة ومنها الثقافة بها عمالة زائدة، وبها ارتفاع متضخم للمرتبات والمكافآت، على حساب الأنشطة الأخرى.

■ وكيف تعالج هذه المشاكل؟

- من حسن حظى أننى موجود فى فترة تتجه فيها الدولة ناحية الاستقرار، ثانيا أن العاملين بالوزارة جميعهم يدرك دور الوزارة، نظرا لارتباطهم بالواقع الثقافى.

■ ماذا عن حركة تغيير رؤساء القطاعات؟

- لا أستطيع القول بأن هناك تغييرا جذريا لرؤساء الهيئات، ففى قطاع الفنون التشكيلية كان هناك وضع قانونى خاطئ مع وجود الدكتور حمدى أبوالمعاطى، وصححنا هذا الخطأ القانونى، لأنه لم يكن يجوز له الجمع بين عمله رئيسا لقطاع الفنون التشكيلية ونقابة التشكيليين.

■ هل هناك تغييرات قريبة؟

- وارد حدوث تغييرات، لأن المعيار بينى وبين الحكومة هو الأداء، فإذا ارتأت الحكومة أن أدائى غير مناسب، سأترك مكانى، ونفس الشىء بالنسبة للهيئات، وعلى المستوى الشخصى، علاقتى ورؤساء الهيئات يكتنفها ود حقيقى، ولا يوجد لدى ضغينة مع أى منهم، والفيصل النهائى هو الأداء.

■ شهدت الوزارة إحالة مئات القضايا إلى النيابة الإدارية والنيابة العامة، ما عدد القضايا بالوزارة؟

- ليس لدى إحصائية بعدد القضايا، وقضايا النيابة الإدارية تضم قضايا تختص بالخلافات ما بين الموظفين ورؤسائهم، وخلال عملى فى دار الكتب كان هناك ما بين 400-600 حالة أمام النيابة الإدارية. وبالنسبة للنيابة العامة، فهى جهة قضائية لا يجب التعليق عليها.

■ خدم.. قصيدة قدمها الشاعر فاروق شوشة، يصف فيها حال الثقافة والمثقفين يقول من خلالها: »إن رؤساء المؤسسات الثقافية على مدار 20 عاما، يكتبون عن الفساد فى الثقافة ومؤسساتها«.. ما تعليقك؟

- هو كاتب وله الحق فى إبداء رأيه، وأحترمه وأقدره.

■ كيف ترى العلاقة بين الثقافة والمثقفين، وإلى أى مدى تحقق لهم الدعم المطلوب؟

- لابد من تقديم دعم أكبر لهم، لكن الدعم يحتاج قدرات مالية، وإعادة نظر فى اللوائح والقوانين، لأن هناك معوقات ولوائح تمنع الاستعانة بشخصيات متميزة، لشغل منصب رئيس قصر ثقافة مثلا.. ولدى أمل أن يحل قانون الخدمة المدنية المشاكل حال تطبيقه.

■ ما مدى رضاك عن حركة النشر بالوزارة؟

- حركة النشر تحتاج زيادة معدلات النشر، وحتى شهر يوليو الماضى، نشرت الهيئة العامة لقصور الثقافة 270 عنوانا، و300 عنوان بالمركز القومى للترجمة، وهى أعداد قليلة، لكنها ترتبط بالميزانيات، لأن النشر مكلف جدا.

■ لكن ميزانية الوزارة ارتفعت العام الجارى؟

- ما زاد هو الباب السادس، الخاص بالإنشاءات، ولابد أن هناك زيادة فى أجور العاملين، بالتالى بند العلاوات والرواتب يزيد سنويا، وما يخص زيادة ميزانية الثقافة، هو زيادة فى باب الإنشاءات، من أجل إنهاء المشروعات الثقافية، أما الزيادة فى الأنشطة الثقافية فليست كما أتوقع.

■ الصراع بين الثقافة والأزهر، لا ينتهى، مهما تغير الوزير، وهو ما شاهدناه مع الوزيرين عصفور والنبوى؟

- أنا شخصيا لم أواجه خلافا مع الأزهر، المشكلة الحقيقية هى الأمانة المهنية لزملاء صحفيين، فعندما يدلى الدكتور جابر عصفور بتصريحات عن الأزهر، يكون المانشيت: »وزير الثقافة يهاجم الأزهر» وفيما يتعلق بالأزهر، فإنه من مؤسسات الدولة، ويجب أن يكمل بعضنا البعض.

وإذا كان هناك خلاف فى الآراء، لا يعنى وجود عداء، لأننا لن نكون نسخة من الأزهر، ومشكلتنا أننا ليس لدينا استعداد لتحمل هذا الخلاف أو تقبله.

■ هل هناك افتعال للأزمات بين الأزهر والثقافة؟

- نعم، جزء من افتعال الأزمات بين الثقافة والأزهر يعود إلى الصحفيين، وحال وجود أزمة حقيقية ليس لدى مانع فى خوضها، لكننى لا أرى أن هناك أزمة، فالمثقفون يحاريون الإرهاب، فهل يقف الأزهر مع الإرهاب؟.. وفى 30 يونيو خرج المثقفون، كما خرج شيخ الأزهر بجوار وزير الدفاع.

■ قال الكاتب السعودى جمال خاشجقى، أن حلمى النمنم من أشد الكارهين للوهابية ويحملها كل المصائب التى تحدث فى البلاد.. ما تعليقك؟

- أنا من أشد الكارهين لأفكار التشدد والتطرف والإرهاب، وما قاله خاشجقى يخصه وحده.

■ لماذا خفت الهجوم عليك حالياً، مقارنة بحملات الهجوم عليك عند توليك الوزارة؟

- كانت حملات الهجوم تحاول ترهيب الوزير الجديد لتطويعه، وكنت أعى ذلك جيدا، وهى سيكولوجية الإخوان، مع أى مسؤول جديد، من أجل تخويفه ثم احتوائه.

■ مع انعقاد أول جلسة لمجلس الشعب من المفترض أن تقدم الحكومة استقالتها.. هل يشعر حلمى النمنم أنه أدى ما عليه من مهام؟ وهل ترك أثرا يشار إليه بأنه جلس على مقعد الوزير؟

- لا أعلم هل ستقدم الحكومة استقالتها أم لا، ولا صحة قانونية لما يقال بشأن الاستقالة، وبالنسبة للجزء الثانى من السؤال فلا أستطيع الرد عليه، لأننى ما زلت فى الموقع.

■ فى نهاية حوارنا اريد أن اعرف منك معنى لبعض الكلمات، وما تمثله لك؟

■ أحمد مجاهد؟

- صديق عزيز بدون خلافات.

■ جابر عصفور؟

- أعتز به كثيرا.

■ فاروق حسنى؟

- وزير ثقافة أثرى فى الثقافة المصرية.

■ سوزان مبارك؟

- فى المشروعات الطبية قدمت خدمات كثيرة.. وفى الثقافة قامت بدور لا أحد ينكره.. وفى السياسة لعبت دورا سلبيا.

■ السينما المصرية؟

- أتمنى أن تتعافى.

■ السبكى؟

- لا تعليق.

■ وزارة الثقافة؟

- مجهود كبير وتستحق الجهد المبذول لها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية