x

حلمى النمنم وزير الثقافة: الفكر المتطرف ظهر على السطح بعد ثورة يناير (حوار)

محاربة التطرف مهمة مؤسسات الدولة والمجتمع بصفة عامة وليس المثقفين فقط
المصرى اليوم تحاور«حلمى النمنم»،وزير الثقافة المصرى اليوم تحاور«حلمى النمنم»،وزير الثقافة تصوير : فؤاد الجرنوسي

حرب شرسة يخوضها العالم حاليا فى مواجهة الأفكار المتطرفة، وهناك دور رئيسى للثقافة والمثقفين فى هذه المواجهة.. أزمات كثيرة وتحديات ضخمة تعانى منها الثقافة فى مصر، ومنافسة كبيرة بدأت تعلنها مدن وعواصم عربية لسحب البساط من تحت أقدام القاهرة كعاصمة للثقافة العربية، وما بين كيفية مواجهة الفكر المتطرف وتجديد الخطاب الدينى وأزمة اتحاد الكتاب هناك العديد من التساؤلات تخص المشهد الثقافى المصرى طرحناها فى هذا الحوار مع الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة، الذى أكد أن الفكر المتطرف ظهر على السطح بعد ثورة يناير، وأن محاربته مهمة مؤسسات الدولة والمجتمع بصفة عامة وليس المثقفين فقط، مشيرا إلى أن القاهرة ستظل عاصمة الثقافة العربيّة وأنه يسعد بمنافسات المدن العربية الأخرى.. وإلى نص الحوار:

المصرى اليوم تحاور«حلمى النمنم»،وزير الثقافة

■ فى البداية كيف ترى المشهد الثقافى فى مصر بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو؟

- ثورتا 25 يناير و30 يونيو، بالتأكيد أثرتا على المشهد الثقافى المصرى والعربى، وربما المشهد الثقافى الإنسانى، وأنا أذهب إلى أن الثورتين فى جانب كبير منهما ثقافيتان فى الأساس، لأن مطالب الثورتين تمثلت فى قيم أساسية وهى الحرية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانيّة، والحفاظ على الدولة الوطنية، واستقلالها وسيادتها، وكل ذلك إذا نظرنا إليه سنجد أنه كان ضمن مطالب الجماعة الثقافيّة فى مصر فى العصر الحديث، فنعم، أثرت الثورتان على المشهد الثقافى فى مصر تأثيرًا كبيرًا.

■ وكيف ترى دور المثقفين فى مواجهة الفكر المتطرف وهل هو كاف أم يحتاج إلى المزيد من الجهد؟

المصرى اليوم تحاور«حلمى النمنم»،وزير الثقافة

- إذا تخيلنا أنه سيتم التخلص من الفكر المتطرف، فى يومٍ وليلة، فسنكون واهمين، فهذا الفكر بدأ فى الظهور بعد 5 يونيو 1967 بشكلٍ مباشر، وهذا ما يذكره طلال الأنصارى فى مذكراته عندما قال إنه بدأ الاجتماع مع التنظيم الإسلامى السرى فى 9 يونيو 1967، ثم بعد حرب أكتوبر ازداد واتسع نطاقه، ومع الأسف مؤسسات الدولة وقتها ساعدت على ذلك، وانتهى الأمر باغتيال الرئيس السادات، كما أن محاربة الفكر المتطرف ليست مهمة المثقفين فقط، لكنها مهمة جميع مؤسسات الدولة والمجتمع بصفة عامة، لكن يحسب لجماعة المثقفين أنها كانت تحذر دومًا من خطورة هذا الفكر، وكانت دائمًا فى الطليعة.

■ نتحدث عن ثورة ثقافيّة من 25 يناير حتى الآن، لكننا لم نر نتائج فعليّة على أرض الواقع؟

المصرى اليوم تحاور«حلمى النمنم»،وزير الثقافة

- لم تبدأ حرب الأفكار المتطرفة من 25 يناير، بالعكس، كانت الثورة سببًا فى ظهور الفكر المتطرف على السطح، والتى انتهت إلى وصول الإخوان إلى الحكم، فأذكر هنا أنه فى مارس وإبريل من عام 2011، صدرت 9 طبعات من كتاب سيد قطب «معالم فى الطريق»، وأظن أن كلها نفدت، وأيضًا كتاب حسن البنا، «مذكرات الدعوة والداعية»، والذى بيع منه عشرات النسخ، وتم توزيع الكتابين فى القاهرة وخارجها أيضًا، ولم تبدأ محاربة الأفكار المتطرفة إلا بعد 30 يونيو، وأنا ما زلت أقول إن محاربة الفكر المتطرف ستأخذ وقتًا طويلًا، وترتبط بدور مؤسسات المجتمع فى المقام الأول.

■ كيف ترى دور قصور الثقافة المنتشرة فى ربوع مصر فى محاربة هذا الفكر المتطرف، وما يتحدث عنه البعض من «قصور قصور الثقافة»؟

- قصور الثقافة تعانى من مشاكل، فهى تمتلئ بعدد كبير من الموظفين، ونسبة غير قليلة منهم مؤهلات متوسطة من غير التخصصات الثقافية، ونبذل جهودًا إدارية فى تدريبهم لتأهيلهم وتحسين الوضع، وهو ما طور الأمر قليلًا.

■ لكننا لا نتحدث عن قصور الثقافة كمبانٍ، وإنما نتحدث عن تفعيل دور قصور الثقافة خارج تلك المبانى؟

المصرى اليوم تحاور«حلمى النمنم»،وزير الثقافة

- حدث أننا خرجنا فى رمضان الماضى إلى 482 قرية مصرية، وخرجنا إلى شارع المعز، ومنطقة باب النصر، وباب الفتوح، وقمنا بالعديد من الأنشطة، وعروض مسرحية وتنورة فى الشارع، وهذا ليس فى رمضان فقط، وإنما مستمر بعد رمضان أيضًا.

■ كان لك تصريح بأن «94% من ميزانيّة قصور الثقافة تذهب مرتبات للعاملين»، كيف ذلك؟

- نعم، 6% فقط من الميزانيّة مخصصة للأنشطة، وقد قرأت مقالًا منذ أيام يتحدث عن مئات الموظفين العالقين فى وزارة الثقافة، فأنا لا أملك السلطة لفصل هؤلاء الموظفين، ولا أستطيع بنص القانون الاقتراب من أى مكتسب مادى لأى موظف، وما نستطيع أن نفعله هو رفع كفاءة هؤلاء العاملين للاستفادة القصوى منهم، وأنا لا أنظر للموضوع جزئية جزئية، فهناك جزء من الموضوع متعلق بالميزانيّة وجزء آخر متعلق بكفاءة العامل نفسه، ومستوى الكفاءة فى مصر يتراجع فى الآونة الأخيرة بشكلٍ كبير.

■ كان لوزارة الثقافة عدة بروتوكولات موقعة مع عدد من الوزارات، أهمها وزارة الأوقاف وما يختص بتجديد الخطاب الدينى، ما مصير تلك البروتوكولات التى لم نشعر بها؟

- فيما يتعلق بالبروتوكولات، التى وقعها الوزير جابر عصفور، معظمها يتم تفعيله، وقمنا بعمل ندوات فى المدارس، وأعطينا لوزارة التعليم 50 ألف كتاب، وضعت فى مكتبات المدارس المختلفة، فإذا قمنا بعمل حفلة فى قنا، أو عندما سافرت فرقة سوهاج إلى دول العالم وتقوم بعروض ناجحة، أو غيره، ليس خطأنا أن الموجودين فى القاهرة لم يشعروا بها، لكن تلك البروتوكولات تُفعّل وموجودة، لكن بالنسبة للمدارس فالأمر صعب، كما أننا أضفنا بروتوكولات جديدة، منها بروتوكول للتعاون مع وزارة الهجرة، لتقديم خدمة ثقافية لأبناء الجاليات المصرية، وقدمنا لهم بالفعل العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية لتعريفهم بمصر وتراثها وثقافاتها المتعددة.

■ بالعودة لمحاربة الفكر المتطرف، كانت لوزارتى الأوقاف والتعليم، العام الماضى محاولات لجرد وحرق بعض الكتب التى تدعو لتلك الأفكار، هل ترى أن هذا هو الحل الكافى؟

المصرى اليوم تحاور«حلمى النمنم»،وزير الثقافة

- بالنسبة لوقائع الحرق، ليس لدى علم إلا بواقعة واحدة كانت فى الجيزة، وتم التعامل معها فى وقتها، لكن فيما يخص الجرد، فنعم يتم الجرد باستمرار، وإعادة النظر فى الكتب، وقد كانت هناك واقعة خلال زيارتى للأقصر، فى قصر ثقافة بهاء طاهر، حيث وجدت فى مكتبة القصر كتبًا تحمل أفكارًا متطرفة، بينما لم يكن بينها كتاب أو نص أدبى واحد لبهاء طاهر.

■ فى الفترة التى تولى فيها الإخوان الحكم، كانت لهم محاولات لأخونة كثير من الوزارات، وأظن أن وزارة الثقافة كانت ضمن تلك الوزارات، هل تم تطهير الوزارة من تلك العناصر؟

المصرى اليوم تحاور«حلمى النمنم»،وزير الثقافة

- أرى أن أخونة الدولة لم تبدأ فى عهد الإخوان فقط، لكن بدأت قبل ذلك بكثير، وتحديدًا فى 1984، حينما دخل نواب الإخوان البرلمان، لأنه وقتها، كان نواب البرلمان يتقدمون بطلبات إلى الوزراء لتعيين أفراد من ذويهم، وأى نائب كان يريد خدمة أبناء دائرته، مما أدى إلى دخول عدد من العناصر الإخوانية إلى الجهاز الإدارى للدولة، لكن بعد وصول الإخوان للحكم أصبح الأمر يتم بسرعة أكبر وفى العلن.

■ نرى أن الفكر المتطرف تغلّب قليلًا فى أنه نجح فى إدخال عدد من المثقفين إلى السجون؟

- لا، لأن هناك عددا من أصحاب الفكر المتطرف أنفسهم داخل السجون، وفى جانب فكرى وليس سياسيا، ونذكر واقعة الفنانة إلهام شاهين وأحد الشيوخ، لكن فيما يتعلق بالثقافة والفكر والتعبير لدينا مشكلة قانونية فيما يخص مواد قانون العقوبات المصرى التى تجيز الحبس فى قضايا النشر، ومنذ سنوات طويلة نطالب بإلغاء هذه المواد واستبدال عقوبات الحبس بعقوبات أخرى، وهذا ما نطالب به، وتعمل عليه الحكومة، ونحاول أن نصل لمرحلة ألا يكون هناك حبس فى قضايا النشر والتعبير عن الرأى.

■ تمارس مسارح الدولة دورا تنويريا أيضًا فى مواجهة الفكر المتطرف، لكننا نجد بعضها يتم غلقه لأسباب الترميم وخلافه، وهناك العديد منها مغلق حاليًا، لماذا التأخير فى إجراءات الترميم؟

المصرى اليوم تحاور«حلمى النمنم»،وزير الثقافة

- نحن ننسى حادثا كبيرا فى 2005 وهو حريق مسرح بنى سويف، والذى كان سببه الإهمال فى إجراءات الأمن الصناعى، لذلك تم التشديد على تلك الإجراءات منذ ذلك الوقت، وليس فقط المسارح، أو فقط فى وزارة الثقافة، لكن فى كثير من المبانى الحكومة، يحيلها الدفاع المدنى إلى الترميم لأنها غير مطابقة لمواصفات الأمن الصناعى.

■ أثار مسرح السلام بالإسكندرية الجدل حول تبعيته لأى جهة، هل لك أن توضح هذا الأمر؟

- مسرح السلام بالإسكندرية مغلق منذ أكثر من 15 سنة، وهو مملوك للقوات المسلحة المصرية، ووزارة الدفاع، وهى من قامت بهدمه، وستعيد بناءه وإقامة مجمع ثقافى فى نفس المكان، وبه قاعات عرض سينما، ومسرح على نفس المساحة، ومكتبة وأشياء أخرى، ووضعت تصميم المبنى بالفعل.

■ نتحدث عن فكرة أن تكون الأقصر عاصمة للثقافة العربية، فى ظل منافسة مدن عربية أخرى، فلماذا تأخر تنفيذ مشروع أوبرا الأقصر؟

المصرى اليوم تحاور«حلمى النمنم»،وزير الثقافة

- أعلنا عن المشروع منذ 3 أشهر فقط وهو حاليًا فى مرحلة التنفيذ، وفكرة العاصمة الثقافية لا تعتمد على المبانى بشكلٍ أساسى، فعاصمة الثقافة العربية بالأنشطة نفسها وليس بالمبانى الموجودة فيها، وفيما يخص مشروع أوبرا الأقصر فإنه لا يتعلق بشكل أساسى بتلك الفكرة، والأقصر بها قصر ثقافة بهاء طاهر، وقصر ثقافة الأقصر، ومكتبة مصر العامة، وحتى دون تلك المنشآت، فالمحافظة بآثارها تصلح أن تكون عاصمة للثقافة العربيّة، والقاهرة كانت وما زالت، وستبقى عاصمة الثقافة العربيّة، وإذا كان هناك مدن عربية بها أنشطة ثقافية، فهذا يسعدنا، لكن لم تسحب أى مدينة البساط من القاهرة، فمعرض القاهرة الدولى للكتاب ما زال أهم المعارض فى المنطقة، ومهرجان المسرح هو الأكبر، ومهرجان القاهرة السينمائى هو من المهرجانات المعدودة على مستوى العالم، ولا نريد أن يُفهم الأمر خطأً بأننا نستكثر على المدن العربية أن يكون بها أنشطة ثقافيّة، فنحن نسعد بكل الأنشطة فى الدول العربية ونقول إنها إضافة وليست خصمًا من رصيد القاهرة.

■ بعد زيادة الدعم للمركز القومى للسينما، ونقل أصول السينما من شركة الصوت والضوء من وزارة الاستثمار إلى الثقافة، كيف ترى حال السينما فى مصر؟

المصرى اليوم تحاور«حلمى النمنم»،وزير الثقافة

- ما زلنا نقوم بإجراءات النقل، وهى ليست مسألة بسيطة، ونعمل على تأسيس شركة قابضة للسينما، سيكون بها شق للإنتاج، وشق للتوزيع، وزيادة الدعم مطلب واحد من حزمة مطالب وإجراءات، تتخذها الدولة لإعادة النهوض بصناعة السينما، بما تشمله من قاعات عرض، من إنتاج، وأشياء كثيرة، وإجراءات قانونية، والمشكلة الحقيقية التى تواجه السينما هى القرصنة، فالمنتج ينتج الفيلم، وبعد 3 دقائق يراه على قناة فضائية، فلماذا سينتج، ولدينا اجتماع فى الفترة المقبلة مع رئيس الوزراء لمناقشة كل هذه الأمور.

■ إذن هل سنرى سينما مصرية؟

المصرى اليوم تحاور«حلمى النمنم»،وزير الثقافة

- يوجد بالفعل سينما مصرية، وفى وقت من الأوقات كانت السينما فى المرتبة الرابعة من مصادر الدخل القومى، وهناك صناعة حقيقيّة للسينما فى مصر، ويمكنك أن ترى أفلام العيد، ومازال المواطن المصرى ينزل لمشاهدة تلك الأفلام، لكنها يمكن ألا تكون على القدر والقوة المطلوبين منها.

■ وبالنسبة لمهرجان سينما الطفل الذى أُلغى هذا العام؟

- لم يُلغَ، ولكن تم تأجيله إلى العام القادم فقط، وهى ليست المرة الأولى التى يتم تأجيله فيها، فالمهرجان كان مؤجلًا منذ 2011 الماضى.

■ وهل تعجبك نوعية الأفلام السينمائية المعروضة حاليًا؟

المصرى اليوم تحاور«حلمى النمنم»،وزير الثقافة

- لا، ولهذا نتدخّل فى إنتاج الأفلام، ليكون هناك إنتاج مواز لإنتاج تلك النوعية من الأفلام، والأفلام الموجودة كلها إيجابية، وليس لدينا تعليقات عليها، لكنها ليست كافية، وهناك مناطق وأنواع معينة لم يخض أحد فيها، مثل الأفلام التاريخية، كالناصر صلاح الدين، وهذه الأنواع تحتاج تكلفة عادية ولن يقبل عليها أى منتج، وتلك الأنواع التى نريد الخوض فيها.

■ ولكن يبدو أن المزاج العام للمشاهدين للأفلام السينمائية يذهب إلى ما يمكن تسميته الأفلام التجارية؟

- أفلام البلطجة والأفلام السريعة، والتى أطلق عليها «أفلام التيك أواى»، موجودة ولها جمهورها، وستظل كذلك، لكننا علينا نحن الجمهور الآخر أن نشجع الأنواع الأخرى التى لا يجدها مريدوها، مثل الفيلم الاجتماعى الهادف، والوطنى، والتاريخى، وما إلى آخره.

■ ما علاقتك بأزمة اتحاد الكتّاب؟

- لا علاقة لى بالأمر تمامًا، أنا فقط صدّقت على قرار الجمعيّة العموميّة، وهذا من اختصاصى، والمادة 73 من قانون اتحاد الكتّاب، تنص على أن أى قرار من مجلس الإدارة أو الجمعية العمومية لا يكون ساريًا إلا إذا وقع عليه وزير الثقافة خلال 15 يومًا، وهو ما حدث، فقد أتانى محضر الجمعية العموميّة، وأحلته إلى المستشار القانونى، والذى انتهى إلى قرار معين، وقمت فقط بالتأشير عليه، لكن ليس أى علاقة بالأزمة قط، كونى وزيراً بالحكومة ولا يحق لى التدخل فى هذا الأمر.

■ وهل كانت هناك محاولات ودّية وليست رسمية لحل المشكلة؟

- قمت قبل ذلك ببعض المحاولات لكن فشل الأمر.

■ هل سيتم استئناف لقاءات الرئيس بالمثقفين؟

المصرى اليوم تحاور«حلمى النمنم»،وزير الثقافة

- نعم، وهذا متوقع فى الفترة القادمة.

■ وما أهم نتائج اللقاء السابق؟

- أهم ما جرى فى هذا اللقاء أن المثقفين الذى دعوا تحدثوا بكل حرية، وقالوا ما لديهم، واستمع الرئيس لكل ملاحظات وتساؤلات المثقفين بإنصات وود شديد، ورد عليها، وكان مطلبه من المثقفين أن يكون هناك جسر للتواصل حتى يسهل تطبيق مطالب المثقفين التى أكد أنها جيدة وواضحة ومشروعة، لذا طلب أن تكون هناك عدة لقاءات تالية لاستمرار التواصل.

■ فى لقاء الرئيس تم التطرق لمسألة الشباب، لكن لم يتم البحث فى كيفية وصول الثقافة إلى الناس وانتشارها؟

- فى اللقاء تحدث كلٌ عمّا يخصه، أما مجمل ما دار فقد شمل كل الأشياء، وفيما يتعلق بأن تكون الثقافة فى متناول جميع الناس، فتحدثنا عن دار أوبرا الأقصر، وافتقاد مصر إلى العدالة الثقافية، وأن القاهرة تحتكر الثقافة، وتركنا الأقاليم، واكتفينا بأن هناك قصور الثقافة أو الثقافة الجماهيريّة فى تلك الأماكن، فهذا الأمر أضر كثيرا بالمواطن وأضر كثيرا بالثقافة، ونحن نريد أن ننشر الثقافة فى أنحاء الجمهورية، لذا كان التفكير فى إنشاء أوبرا الأقصر وهو مؤشر لذلك الاهتمام الذى بدأنا به، فلم يعد يليق بمصر أن تعيش على دار الأوبرا التى بناها الخديو إسماعيل 1869، ولم نضف إليها شيئًا، ولا يجب أن تكون الأوبرا خاصة بالقاهرة فقط، وفى السنوات الماضية، أصبح هناك أوبرا الإسكندرية وأوبرا دمنهور، وهما تجربتان ناجحتان، وندرس أيضًا إنشاء فروع لدار الوثائق والمحفوظات، ونعمل على إصدار قرار من رئيس الوزراء، بأن تستقل دار الوثائق عن دار الكتب والوثائق القومية وأن نقيم لها فروعا.

وأرى أننا لا نعانى من الأمية الأبجدية فقط وإنما أيضا مما يسمى الأمية الثقافية، فعدد سكان مصر 90 مليونا على أرضها، وحوالى 13 مليونا بالخارج، ومع ذلك فأعظم الكتب توزيعًا تطبع 5 آلاف نسخة فقط توزع على 5 إلى 7 سنوات، وهذا فى دور النشر المغامرة.

■ الثقافة قوة ناعمة لها دور مهم فى التواصل بين الشعوب، كيف ترى هذا الدور خاصة فى العمق الأفريقى؟

- لدينا اهتمام بالثقافة فى أفريقيا، وقمنا بالعديد من البروتوكولات مع الدول الأفريقية، وهناك فرق فنية تسافر من مصر إلى هناك بانتظام، وفى معرض القاهرة الدولى للكتاب الماضى كان لدينا 8 دول أفريقيّة مشاركة بأجنحة فى المعرض، تلك الدول من العمق الأفريقى، بخلاف الدول العربية الأفريقية، وأذكر أن العلاقات بين مصر والمغرب لم تكن ودودة فى وقت من الأوقات بسبب أحد البرامج، ولعبت وزارة الثقافة دورًا مهمًا فى حل تلك المشكلة حتى عادت الأمور إلى طبيعتها.

■ بخصوص عام مصر الصينى، هناك من استنكر واقعة تأخر نقل مقتنيات المعرض المصرى فى بكين.

- أؤكد أن هذه الواقعة مختلقة ولا أساس لها من الصحة، فنحن شاركنا فى المعرض، وأخذنا جائزة التميز، والجناح المصرى كان الأكثر إقبالا، وزاره 6 من كبار المسؤولين الصينيين، وبناء على نجاحه، دعينا بعد أسبوعين منه مباشرةً، لمهرجان آخر فى بكين، ولدى جواب شكر من الحكومة الصينيّة على مشاركتنا فى هذا المهرجان.

■ هناك حملات للهجوم عليك على مواقع التواصل الاجتماعى تتهمك بالتقصير ويقولون إنهم من وزارة الثقافة، كيف ترد على ذلك؟

- أنا مسؤول بالحكومة، وشخصية عامة، فمن الطبيعى وجود هجوم تجاهى، وقبل أن أكون وزيرا أنا أعرف هؤلاء الخصوم، فأنا كنت كاتبا وأعمل فى الحياة العامة وأعرف هؤلاء الخصوم جيدًا، وأتوقع وجودهم، وبالنسبة لعدم وجود تطور فى الثقافة، فالثقافة ليس لها مدى، وبالتالى مهما تقوم بالتطوير ومهما تضيف وتنجح، فستشعر أن المجتمع بحاجة للمزيد، ولولا ذلك لما استمرت الثقافة فى العالم كله تتطور وتستمر، وبخصوص من يتحدثون من داخل وزارة الثقافة، فبعد ثورة يناير، أصبح هناك تصور أن الوزير كبير الموظفين وليس مهمته وضع السياسات والتصورات، فيتصور أى موظف أو عامل أن إذا كانت لديه مشكلة فعليه التوجه للوزير، وهذا دور مستويات وظيفيّة أخرى وليس الوزير.

■ وجه البعض لك اتهامات بأنك استعنت بشخصية معادية لثورة 30 يونيو فى منصب ما داخل الوزارة، كيف ترد على ذلك؟

- هذا الكلام مختلق وليس له أساس من الصحة، واسمح لى باستخدام التعبير الصحفى، هذا الكلام محض كذب، قولًا واحدًا، لا يوجد فى قيادات الوزارة أى شخص معاد لثورة 30 يونيو أو 25 يناير، ولا يمكن أن أسمح بذلك، لأننى وزير فى الحكومة وأقسمت على احترام الدستور الذى ينص فى ديباجته على احترام ثورتى يناير و30 يونيو.

■ بالنسبة لانتخابات اليونسكو القادمة، هل مصر قادرة على إخراج شخصية تستطيع المنافسة، بعد المنافسة القريبة جدًا للوزير الأسبق فاروق حسنى، من قبل؟

- نعم مصر قادرة، والفنان فاروق حسنى لا ينوى المشاركة مرة ثانية، وليس هناك أسماء مطروحة غير الدكتورة مشيرة خطاب، لكن هناك أسماء كثيرة بالطبع.

■ وزارة الثقافة لها إصدارات عديدة، وتتكلف مبالغ مالية، فلماذا لا يتم دمجها فى إصدار واحد؟

- كصحفى قبل أن أكون وزيرًا، أنا مع تعدد الإصدارات، وإعطاء الفرصة للإصدارات المختلفة، وفى المجال الثقافى نحتاج إلى ذلك، وليس إلى الدمج.

■ لماذا لا يوجد زخم فيما يخص معرض الكتاب مثلما كان الأمر أيام سوزان مبارك؟

- الزخم موجود، الأمر فقط أنه حينذاك كانت الميزانية تصل إلى 30 مليون جنيه، وهو ما كان يدعم ذلك، لكننا فى عام 2016/ 2017 زدنا من الميزانية المخصصة إلى 8 ملايين جنيه، بعد أن كانت هبطت إلى 3 ملايين جنيه.

■ لماذا لا نرى تواجدًا للوزارة بشكلٍ كاف فى الجامعات المصريّة؟

- كنت سعيدا، لأنه لأول مرة منذ السبعينيات، تصل وزارة الثقافة داخل قاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة المصرية، وتقيم عرضا للأوبرا المصرية، يتم كل شهر تقريبًا، وأيضًا أقمنا معرض الكتاب بجامعة القاهرة، والذى تكرر أيضًا فى عين شمس وجنوب الوادى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية