x

صلاح عبد الصبور ومعرض الكتاب.. شهيد الدورة 14 وشخصيّة الدورة 48 (تقرير)

الخميس 26-01-2017 17:17 | كتب: أحمد يوسف سليمان |
الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور - صورة أرشيفية الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

قبل ما يقارب 36 عامًا، كانت الهيئة العامة للكتاب تستعد –كعادتها- لإقامة الدورة الرابعة عشر لمعرض الكتاب نسخة العام 1982، وكانت التحضيرات بدأت قبل مطلع العام بشهور، كان الشاعر صلاح عبد الصبور حينها، رئيسًا لهيئة الكتاب، والتي رحّبت بأمرٍ من الرئيس «السادات» بمشاركة إسرائيل في المعرض المُنتظر؛ دولة الاحتلال التي كانت في بداية عهد السلام مع مصر بعد اتفاقيّة كامب ديفيد، وهي القضيّة التي أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط عامّة، والثقافي بشكلٍ خاص.

في سهرةٍ بليلة 13 أغسطس عام 1981، في منزل الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، كان صلاح عبد الصبور، مدعوًا وسط شخصيّاتٍ ثقافيّة وأصدقاء منهم أمل دنقل، جابر عصفور، وبهجت عثمان، وخلال الجِلسة واجه «عبد الصبور» نقدًا لاذعًا من بعض الحاضربن حول قبوله بالمنصب، واستضافة إسرائيل بمعرض الكتاب، وهو ما بدا اتهامًا بالتطبيع للشاعر الكبير.

في اليوم التالي مباشرةً، توفّي صلاح عبد الصبور إثر أزمة قلبيّة عن عُمر ناهز 50 عامًا.

تصف معتزة عبد الصبور ابنة الراحل –والتي كانت ووالدتها في سهرة الليلة السابقة- المشهد يوم الوفاة فتقول في لقاءٍ صحفي: «كان البيت ممتلئا بالناس‏، صحفيين وكُتّاب، وللمرة الأولى أعرف أن أبي كان مشهورًا‏، الوحيدة التي كانت ترتدي الأسود هي الفنانة سناء يونس‏ كانت صديقة مقربة من أمي وأبي‏، ويبدو أنهم نبّهوا على الجميع ألا يلبسوا الأسود‏، لكن البكاء فضح الأمر‏، ولم أكن أريد- كطفلة- تصديق ما حدث، وفجأة وجدت أمي تصرخ قائلة‏:‏ قتلوه‏».

وردّ عبد المعطي حجازي مُدافعًا، أن ما حدث كان نقدًا بين أصدقاء، وهو ما لم يكن ليودي بحياة الراحل، مؤكدًا أن ما تردّد وقتها كان بدافع تشويه الشاعر الراحل ومُجاملةً للنظام الحاكم في ذلك الوقت.

وبعد أكثر من 3 عقود ونصف العِقد من معرض الكتاب الذي كان يعدّ له «عبد الصبور» مسئولًا، يحل اسمه على الدورة 48 لهذا العام، شخصيةً شعريّة كبيرة لها قيمتها وتاريخها.

وُلد محمد صلاح الدين عبد الصبور يوسف الحواتكي، في 3 مايو من عام 1931، في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقيّة، وتخرّج في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1951، و تتلمذ علي يد الشيخ أمين الخولي الذي ضمّه إلى جماعة «الأمناء» التي كوّنها، ثم إلى الجماعة الأدبية التي ورثت مهام الجماعة الأولي وكان للجماعتين تأثيرًا كبيرًا علي حركة الإبداع الأدبي والنقدي في مصر.

للشاعر الذي يعد أحد رواد حركة الشعر العربي، وأحد رموز الحداثة الشعريّة، عدّة مؤلّفات، منها في الشعر؛ الناس في بلادي (1957)، أقول لكم (1961)، تأملات في زمن جريح (1970)، أحلام الفارس القديم (1964)، شجر الليل (1973)، والإبحار في الذاكرة (1977)، وفي المسرح؛ الأميرة تنتظر (1969)، مأساة الحلاج (1964)، بعد ان يموت الملك (1973)، مسافر ليل (1968)، وليلى والمجنون (1971).

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية