رثت مي ابنة الشاعر الكبير الراحل صلاح عبدالصبور، حالها، في قصيدة تحمل هجومًا على المثقفين الذين يتشدقون بأمجاد أبيها، وعلى المسؤولين جراء تجاهلهم لمعاناتها، وللظروف القاسية التي تمر بها.
وتقول «مي» في القصيدة: «للنصِّ الكاذبِ.. عادَ الشاعرُ أدْراجَهْ.. قد أغفلَ مما أغفلَ
ـ وهو السائرُ في المعتادِ ـ الموءودةَ
والمطرودةَ والمُحتاجَهْ
لكنْ إحداهُنَّ وقدْ صرختْ
دخلتْ في النصِّ برغمِ الشاعرِ
لتحاولَ إحراجَهْ
بصَقتْ بين الكذّابينَ عليهِ
إذْ عرفَ الداءَ
ولم يعرفْ وهو المعلومُ علاجَهْ
دخلتْ في النصِّ لتكشفَ عنْ سوأتِكم يا رُوَّادَ المقهى
وكبار المسؤولين وعُشّاقِ أبيها ..
ومن الهامشِ بالتْ
في منتصفِ النصِّ عليكم
بالتْ
فوق شعاراتِ الحريّةِ
وحواراتِ الليبراليةِ
والجعجعة الجوفاء وقالتْ:
«يوصيكمْ في أولاد الشاعر
لو يعلمُ ما آلتْ قرَّةُ عينيهِ إليهِ؛
لانتفضَ،
ومزَّق أكفانَ الغربةِ،
أو عطَّل وهو الصاعدُ للسدرةِ مِعْراجَهْ
للولدِ النصفُ من الإحسانِ
وللبنتِ النصفُ،
وإنْ كانتْ «مىُّ» ابنةُ سيدِكم
فلها الكلُّ
وللعالمِ ما تركَ الشاعرُ
بئس اللحظةُ إذْ تلقي
بعزيز القومِ لوحشينِ الغربةِ و«الحاجَهْ».
وابنةُ سيّدِكم يا أبناء...
تنام على الأرصفةِ معَ «أعمالِ أبيها الكاملةِ»
تتسولُ بعضَ الحبِّ
وبعضَ التقديرِ ابنةُ سيّدِكم
في فيلمٍ عبثىٍّ
منكمْ من كتبَ النصَّ.. ومنكم من يتولَّى إخراجَهْ
مىُّ هناك على الهامش تهرب منكمْ
وبقلب الظلمةِ
تبحثُ عنْ ضوءِ أبيها
يا منْ تحتكرونَ سِراجَهْ
دخلتْ في النصِّ
لتصرخَ:
كيفَ الشاعرُ
يكتبُ عن مأساةِ الحلاجِ
وينسى مأساةَ الحلاجَهْ».
كان الدكتور عبدالواحد النبوي، وزير الثقافة، وعد بتقديم المساعدة والدعم لابنة الشاعر الراحل صلاح عبدالصبور والتكفل بعلاجها.
وكلف النبوي المسؤولين عن وحدة رعاية المثقفين بالوزارة بالتواصل مع أسرة مي صلاح عبدالصبور وبحث احتياجاتها للعلاج لإنهاء المعاناة.
وأشار إلى أن رموز مصر الوطنية يستحقون الاهتمام بهم وأسرهم فهم قد أفنوا حياتهم حبا في مصر ولا يجب أن نترك أحدا من أبنائهم في أزمة. وكان عدد من المثقفين تحدثوا مع وزير الثقافة حول الأزمة المرضية التي تعرضت لها مي ابنة الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور، وهو ما استدعى تدخل الوزير لتقديم المساعدة لها ورعايتها.