قال الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، إن قراراتها قد تكون مثيرة للجدل لأنها تسعى لحل المشكلات جذرياً وبطريقة مختلفة عن باقى المؤسسات الأخرى، موضحا: «المهم المحصلة النهائية هل قراراتنا ناجحة وتحدث التغيير الإيجابى أم لا؟»، مشيرا إلى أنه استطاع القضاء على الفكر المتطرف للإخوان والسلفيين فى الجامعة من خلال تغيير البيئة الحاضنة لأفكارهم والتى أصبحت تفرز طالبا مسؤولا ومشاركا فى الأنشطة الثقافية والفنية.
وشدد «نصار» فى الحلقة الثانية من ندوة «المصرى اليوم»، على أن قرار إلغاء خانة الديانة من أوراق الجامعة مستمر، وأن توصية مجلس النواب بإلغائه غير ملزمة للجامعة، موضحا أن الأمن لا يتدخل فى قرارات الجامعة ومن يتخيل أن إلغاء خانة الديانة ومنع النقاب قرارات أمنية عليه إثبات لماذا لم تطبق فى باقى الجامعات الأخرى، قائلا: «ننسق مع الأمن فى حماية الجامعة من الخارج من خلال تبادل المعلومات».
ونفى «نصار» توقف القرض السعودى لتمويل مشروعات تطوير قصر العينى، قائلا: «الاتفاقية مستمرة ولا يمكن التراجع فيها والدفعة الأولى فى طريقها للوصول حسب الاتفاق»، رافضا فى الوقت نفسه اتهامه بالقضاء على العمل السياسى بالجامعة، مشيرا إلى أنه الآن انتهى العمل الحزبى وهو أمر صحى للجامعة بعدما تركت الأحزاب الشارع للعب فى الجامعات وهو ما استغلته الجماعات المتطرفة فى السيطرة على الجامعة..
وتابع: «تم رصد مليار جنيه لمستشفى السرطان 500500، الذى يمثل نقلة كبيرة فى علاج الأورام فى مصر وأنه خلال 24 شهراً سيتم الانتهاء من مستشفى أبوالريش اليابانى الجديد بتمويل من الجايكا اليابانية».. وإلى نص الحوار:
■ لماذا دائما قراراتك مثيرة للجدل؟
- جامعة القاهرة تتخذ القرارات التى تؤدى إلى حل المشكلات بصورة جذرية قد يكون هذا التفكير المختلف عن بعض المؤسسات والإدارات الحكومية التى تدور فى حلقة مفرغة بعلاج أعراض وتترك المشكلة الرئيسية، حيث ازداد الهجوم علينا بسبب اتخاذنا الكثير من القرارات لكن الأهم دلوقتى المحصلة النهائية هل فى نجاح ولا لأ؟...فى تغيير ولا لأ؟.. هذه المنظومة المتناسقة مع الواقع التى تصلح الواقع والتى أدت إلى وجود جامعة قبلة للعالم ولها سمعتها العلمية وتطور نفسها، كل هذا نجاح.
■ ما حقيقة توقف القرض السعودى لتمويل تطوير مستشفيات قصر العينى؟
- غير صحيح على الإطلاق.. الاتفاق سارٍ وآخر تواصل مع التعاون الدولى كان طالبين فتحا حسابا وهو ما تم فى البنك المركزى بالفعل وهو قرض بدون فوائد وفترة سماح 5 سنوات ويسدد من وزارة المالية ومعلوماتى تفيد بوصول الدفعة الأولى أو فى طريقها للوصول ولم تتأخر عن المواعيد المحددة، لأنها اتفاقية دولية لا مجال فيها للرجوع.
■ ماذا عن قرار إلغاء خانة الديانة بعد رفضه من قبل البرلمان؟
- هذا الأمر لم يعد له معنى الآن... البرلمان لم يقرر إلغاء القرار وإنما اللجنة الدينية أوصت برفض الموضوع وهى لا تلزمنى قانونياً.. خانة الديانة رفعت من جميع الأوراق التى تتعامل بها جامعة القاهرة مع طلابها أو الغير وإذا جاءت لنا استمارة من إحدى الوزارات لملئها وبها خانة الديانة يكتب أمامها «ألغيت من الجامعة» حتى من الاستمارات القادمة من أى من الوزارات الأخرى.
■ البعض يرى أن هناك كليات لا تسمح بالأقباط مثل دار العلوم؟
- غير صحيح على الإطلاق وجميع الكليات لجميع الأديان ولا يوجد شرط للقبول بدار العلوم أو غيرها أن يكون مسلما أو مسيحيا وهناك فرق بين أن الطالب لا يلتحق بها بناء على رغبته وأن الشروط تمنعه من القبول بها، ولو تقدم مسيحى لدار العلوم سيتم قبوله على الفور، نحن جامعة مدنية وأى طالب مسيحى يريد أن يدرس فى دار العلوم سنقبله، ولماذا دار العلوم، لدينا طلاب أقباط كثيرون يدرسون فى كلية الحقوق ومن بينها مواد الشريعة.
■ ما هى المشكلات التى استوجبت إثارة الأزمة؟
- كانت تحدث مشكلات كثيرة جدا وكان يأتى للجامعة طلاب وافدون من كثير من الدول الأفريقية وهم لديهم مئات الديانات ومنها ديانات غير معروفة، الأمر الثانى طالب صينى مثلا عمره أكثر من 20 عاما وفى الآخر نطالبه بكتابة الديانة، ثم ما الذى ستضيفه كتابة الديانة فى طالب علم، للأسف الشديد بعض من هاجموا القرار كان هناك تدليس حول القرار مثل من قالوا إن المواريث والزواج والطلاق، ما علاقة هذا باستمارة امتحان، والبعض يقول إنه مش وقته إذا لو مش وقته هنصلح إمتى، وأنا لدى طالب يمتحن علوم أو فيزياء أو كيمياء إيه علاقة الدين، أليس فى ذكر الخانة تمييز وهمى، ولذلك عندما وجدنا أكثر من مشكلة أخذنا القرار ولم ننظر لرد الفعل المجتمعى.
■ لماذا دخلت فى صدام أكثر من مرة مع السلفيين بدأت بإلغاء النقاب وانتهت بتصريحات عدم أهمية دراسة سيرة عقبة بن نافع؟
- فكرة الإخوان أو السلفيين اختفوا فكرة ليست صحيحة علمياً ولكن الفكرة الأساسية أن البيئة الحالية لجامعة القاهرة غير صالحة لنمو هذه الأفكار المتطرفة، وكان أخطر الإشكاليات بين الجامعة والجماعات المتطرفة الزوايا والمصليات، وهم أنفسهم عندما يهاجموننى فى منابرهم ويتحدثون عن إلغاء الزوايا والمصليات ولا يتحدثون عن أننى أقمت مسجدين أصبحا من معالم الجامعة، واستقام الأمر ولم تعد المشكلة محل خلاف أو نزاع مع الطلاب، من يريد الصلاة يذهب إلى المسجد، وبالتالى كل شوية نتحدث عن تجديد الخطاب الدينى هنقعد 10 قرون نتحدث عن تجديد الخطاب الدينى مش هتصلح حاجة لأن من يعتقد الفكر التكفيرى لن تجدى معه ولا تزحزحه لأن «صواميل دماغه» لفة شمال وبالتالى الحل كسر هذه الصواميل.. والأزمة فى القضاء على الفكر المتطرف لابد أن تبدأ من الأماكن ومحتوى الخطاب الدينى عندما كان لدى حوالى 300 مكان يتداول فيها خطاب دينى دون علم الجامعة والدولة كنا لا نستطيع السيطرة عليه وعندما سيطرنا على هذا الأمر انتهت المشكلة تلقائيا، لكن نقول تجديد خطاب ونحن نترك المساجد للسلفيين عاملين فيها مدارس من الحضانة للثانوية دون معرفة مضمون هذا الخطاب، السؤال الأهم: من يراقب هذا الخطاب؟.
■ ماذا عن تدخل الأمن فى بعض قرارات جامعة القاهرة؟
- تدخل الأمن فى إيه؟ النهارده حماية الجامعة من الخارج تتم بالتنسيق مع الأمن، فى معلومات حول أمر يحدث داخل الجامعة لابد أن ننسق ويدينى المعلومة أمال هتصرف ازاى..لكن أتحدى أى حد يقول إن أى قرار اتخذته الجامعة من الأمن.. واللى بيقولك قرار منع النقاب أو إلغاء خانة الديانة الأمن هو صاحب القرار هرد عليه: طب ليه الجامعات الأخرى لم تطبق نفس القرارات؟.
■ البعض اتهمك بالقضاء على العمل السياسى بالجامعة؟
- غير صحيح..العمل الحزبى هو ما انتهى من الجامعة وهى ظاهرة صحية 100% ومفيش جامعة فى العالم بينطلق منها منصات حزبية، وأنا عندما توليت المسؤولية اكتشفت أن الأحزاب سابت الشارع وجاية تلعب فى الجامعة رغم أن أساس عمل الحزب هو الشارع مش الجامعات وللأسف كانوا خايبين مش عارفين يلعبوا صح وكان اللى بيكسب الإخوان والسلفيين، وأنا اتخذت قراراً منذ البداية بإلغاء العمل الحزبى بالجامعة وبعد ذلك تم تعديل القانون وتبنى قرار جامعة القاهرة، لكن العمل السياسى التوعوى موجود ولدينا 3 كليات على الأقل تدرس السياسة.
وللعلم المظاهرات ليست من العمل السياسى وإنما أسلوب للاعتراض وبطريقة منظمة، والسؤال الأهم هنا الإخوان بيقولوا رجوع مرسى طب مال الجامعة بمرسى، أنا مالى يرجع ولا ان شالله ما رجع، إذن هنا ليس سياسة وإنما محاولة لكسر هيبة الجامعة.. وفى الآخر لم أمنعها.. تقولى سياسة لا مش سياسة، وإذا كانت هناك مطالب جامعية طلابية لها طرق وآليات يسلكها الطلاب للحل داخل الجامعة وأنا أتواصل مع الجميع ومكتبى مفتوح للجميع.. إحنا فى جامعة بنتعلم مش بنلعب.. وتعال نشوف أمريكا لما خرجت مظاهرات ضد دونالد ترامب بعد فوزه على هيلارى كلينتون كان فى الشارع ولا الجامعات.. فى الشارع.. يبقى مينفعش تكون الجامعات ملعب للمظاهرات.
■ ماذا عن الخلافات الدائمة مع المجلس الأعلى للجامعات؟
- جامعة القاهرة ورئيسها يعرف اختصاصاته القانونية والدستورية جيدا ويعلم قدر وقيمة جامعة القاهرة ويحترم ويقدر كل المستويات التى تعمل أو تتماس مع الجامعة فى إدارة ملف التعليم، قد نختلف فى وجهات النظر لكن فى النهاية هذا الاختلاف يصب فى صالح منظومة التعليم، وكل النجاحات التى قدمتها جامعة القاهرة فيها انفتاح على المجتمع ونود أن يكون قدر هذا النجاح قد تحقق فى باقى الجامعات، خاصة قصة التمويل الذاتى لتخفيف العبء عن الدولة لأن الدولة أصبحت غير قادرة على ضخ أموال جديدة فى ملفات مهمة مثل الجامعات، ولذلك لو نظرت خلال 3 سنوات، ميزانيتها من الدولة 4 مليارات و200 مليون، إحنا حققنا تمويل ذاتى قد يصل إلى 4.5 مليار جنيه.
الناس تعتقد أننا نأخذ قرارات عشوائية وهذا غير صحيح وإنما يكون قرارات مؤسسية بناء على دراسات ومنها عل سبيل المثال إلغاء التدريس أو التداوى بالنقاب عندما وجدنا علمياً أن النقاب غير قادر على إيصال المعلومات ولا يصح التدريس أو التداوى بالنقاب، والأمر الذى لم ينظر إليه أحد أنه منذ عشرات السنوات وترفض قضايا النقاب فى المحاكم لماذا كسبت الجامعة هذه القضية لأنها قدمت دراسات علمية تدل على ذلك، وبنقول نحن نجتهد لكن فى إطار قدرة الجامعة على التنفيذ.
■ ما أسباب الارتباك الذى حدث مؤخراً من إعلان مسودة قانون التعليم العالى الجديد من المجلس الأعلى للجامعات ثم التراجع عنها؟
- لا أعلم شيئا عن قانون التعليم العالى الجديد، وكل ما فى الأمر أن المجلس وزع أسطوانة علينا كرؤساء جامعة وأقسم بالله العظيم أننى لا شفتها ولا قرأت ما فيها وكل ما فى الأمر أنى وزعتها على مجلس الجامعة، لم أشترك فى هذه اللجنة لانى دخلت المجلس أول أغسطس 2013 وكانوا دائما يقولون إن هناك لجنة برئاسة الدكتور السيد عبدالخالق لوضع قانون تنظيم الجامعات والى حين تعيين عبدالخالق وزيراً لم أر لا اجتماع ولا حاجة غير مجرد أقوال وبعدها شكلوا لجنة جديدة وأسندوا إلىّ باب المجالس وتقدمت باعتذارى عنه ومن يومها حتى الان لا أدرى شيئا عن هذا الملف.
■ ما آخر تطورات «أبوالريش الصعيد»؟
- جلسنا مع وزارة الإسكان ومن المفترض أن يتم إنشاء مستشفى فى بنى سويف وآخر فى أسيوط، وجامعة القاهرة ليس لديها أى إشكالية وستقدم الدعم وقدمنا الدراسات الهندسية إلى وزارة الإسكان وسوف نشارك فى التأسيس وشراء الأجهزة وتشغيلها بالاشتراك مع جامعتى بنى سويف وأسيوط حتى تستطيع الجامعتان تحمل مسؤوليتهما بشكل مطلق.
■ ماذا عن مستشفى أبوالريش.. والمستشفى الجديد الذى يبنى بجوار أبوالريش اليابانى؟
- دعمنا المسستشفيات بـ 30 مليون جنيه كاش أموال سائلة، وأجهزة ومعدات بحوالى 50 مليون جنيه فى السنة الماضية فقط، ميزانية أبوالريش اليابانى من الدولة 13 مليون جنيه سنوياً، ونحن ندعم المستشفيات بكل ما أوتينا من قوة.
أما المستشفى الجديد فهو يبنى بمنحة من الجايكا اليابانية وهو فى المراحل الأولى، تم تحديد الشركات المنفذة وتم تحويل المنحة إلى حساب الجامعة وخلال 24 شهرا سيكون جاهزا، وهو عبارة عن مستشفى تنقل به جميع العيادات الخارجية بما يرفع عدد الأسرة إلى 650 سريرا بمعدل 250 سريرا جديدا لتخفيف العبء وقدرة استيعابية أكبر، ومع حملات التبرعات استطعنا تقليل قائمة الانتظار من شهر مايو إلى شهر مارس.
■ ما تأثير تحرير الصرف على المستشفيات الآن، وهل هناك نقص فى الأدوية؟
- إحنا شغالين والمشكلة فى طريقها إلى الحل، ومستشفيات الجامعة على الأقل لمدة شهرين آمنة بالأدوية ومستلزماتها الطبية.
لكن لابد أن أشير هنا إلى أن أزمة الأدوية والمستلزمات الطبية أدت إلى زيادة الأعداد على مستشفيات قصر العينى بعد إغلاق بعض المستشفيات أبوابها بسبب نقص الأدوية والمستلزمات، وأصبحنا فى غرفة الغسيل الكلوى نستقبل يوميا 12 ألف مريض بدلا من 5 آلاف مريض، والمستشفيات الجامعية تفى بالغرض، وتعمل على مدار 24 ساعة وبقدرة فائقة ونوفر كل الإمكانيات لخدمة المرضى، ووضعنا تحت أيدى المستشفيات سيولة نقدية تحت تصرفها للتصرف وجلب المستلزمات الطبية حتى من تحت الأرض، ولذلك وإلى الآن لا يوجد مريض لا يجد الدواء بقصر العينى.
هنا لازم أوضح أمراً: «هناك مريض أقوله اشترى قطن أو مضاد حيوى لأن ميزانيات المستشفيات 650 مليون جنيه من الدولة منها 400 مليون جنيه مرتبات و250 مليون جنيه للمستلزمات، أنا عندى 14 مستشفى، مستشفى واحد مثل الطوارئ مستلزمات تشغيله سنوياً 240 مليون جنيه، وقصر العينى يستقبل عدداً مهولاً وغير طبيعى وقد نصل إلى 150 ألف مريض فى الشهر الواحد.
■ ماذا عن مستشفى «ثابت ثابت» الجديد؟
- صرفنا على مستشفى ثابت ثابت أكثر من 300 مليون جنيه، وهو الآن يعمل «تجريبى»، وهو مستشفى استلمناه «ترخيص وملف فقط»، النهارده صرفنا عليه ونستعد لافتتاح المرحلة الأولى منه، والآن به معامل تحليل للأمراض الفيروسية لأول مرة فى مصر، وبدل ما كنا نذهب للخارج لتحليل الفيروسات سيكون المستشفى قبلة الخارج لمصر لتحليل الفيروسات بالعملات الأجنبية.
■ ماذا عن مستشفى معهد الأورام الجديد بالشيخ زايد؟
- مستشفى الأورام الجديد فى الشيخ زايد 500500 هو بمثابة مشروع العمر، وهو متوفر له الآن حوالى مليار جنيه، وبدأنا العمل فعلياً فى المشروع، وفى منتصف 2017 سيتم عمل مؤتمر صحفى كبير من أرض المشروع، وهو مقدر له 3 مبانى عيادات خارجية ومبنى إقامة المرضى وبه 1200 سرير، مصر كلها لا يوجد بها 1000 سرير لمرضى الأورام، المعهد القديم 480 سريراً، مستشفى 57357 به 160 سريراً فقط، وهو نقلة ضخمة جداً، بالإضافة إلى مركز أبحاث لعلاج السرطان والمعهد القومى للأورام يضم خبرات تراكمية غير موجودة فى أى مكان فى العالم، ولذلك أى واجهة بحثية للسرطان دون الأخذ فى الاعتبار، هذه الذخيرة لن تستمر، وحتى 57357 يعمل به 80% من جامعة القاهرة.
وبالتالى هو مشروع العمر بجد، وخلال عام من الآن سيتم افتتاح المرحلة الأولى وهى العيادات الخارجية ومعامل التحاليل، ونحن بدأنا ولن يتوقف العمل، وسيتم تنظيم زيارة قريباً إلى موقع العمل للجميع، ونحن نطلب الدعم المجتمعى لدعم المشروع لأنه مشروع مصر، والذى لن يغلق بابه فى وجه أحد مهما كانت حالاته.
■ هل الجامعة تلجأ إلى الطلاب، خاصة فى البرامج الخاصة لتدبير ميزانيات؟
- رغم ارتفاع الأسعار فى المدن للسلع الأساسية نحن الجامعة الوحيدة فى مصر التى خفضت رسوم السكن فى المدن الجامعية، بل نحن الأقل رسوماً على مستوى الجامعات فى البرامج الخاصة والمميزة، ولم نحصل على مليم ربح من الطلاب لأن آخر حاجة نفكر فيها فى زيادة الموارد هى جيوب الطلاب.
البرامج الخاصة لا تحقق أرباحاً، لدينا برنامج فى كلية الهندسة على سبيل المثال معتمد دولياً من الاتحاد الأوروبى، ومعترف بشهادته دون قيد أو شرط، والجامعة تقدر مصروفاته بـ22 ألف جنيه فقط، مع أن نفس البرنامج فى جامعة خاصة مصروفاته تصل إلى 80 ألف جنيه وجامعة أخرى يصل إلى 200 ألف جنيه وليس لهما اعتماد، وأيضا برنامج فى كلية الصيدلة وترتيبه 101 عالمياً مصروفاته 22 ألف جنيه، فيما وصل نفس البرنامج فى جامعات خاصة إلى 180 ألف جنيه، وليس له ترتيب حتى ضمن 23 ألف جامعة على مستوى العالم.
■ كيف ترى مجانية التعليم؟
- مجانية التعليم تحتاج إلى إعادة نظر، ونحن أجرينا دراسة وجدنا فى 5 كليات من 20 إلى 40% كانوا يدرسون فى الثانوية العامة بمصروفات من 50 إلى 200 ألف جنيه فى السنة، وفى الآخر يدخل الجامعة ويدفع مصروفات 160 جنيهاً سنوياً.. إزاى الكلام ده، وهقوله الأهم فى جامعات خاصة بتحصل رسوم دراسية تصل إلى 100 ألف جنيه من طالب الطب وليس لديهم مستشفى أصلاً والأكثر من ذلك لا يوجد به أساتذة، يعنى تأخذ 100 ألف جنيه وفى الآخر تأخذ الأساتذة من الجامعات الحكومية وتوزع الطلاب محاضرات على مستشفيات الجامعات الحكومية، المعادلة مقلوبة.
وبالتالى لابد من إعادة النظر ومن لا يستطيع دفع الرسوم الدراسية تكفل مجانية التعليم له بكرامة وكفالة، نحن الآن نحتاج أطراً مختلفة لأنه لا يمكن أن يكون طالب والده سجله التجارى بـ200 مليون جنيه ويدفع رسوماً دراسية زى طالب آخر والده عاطل أو موظفه راتبه ضعيفاً.. الدول تتقدم بالأفكار والعقول.
■ هل أنت راض عما حققته فى الجامعة العام الماضى؟
- أنا سعيد وأعيش أسعد أيام حياتى بما حققته من نجاح فى الجامعة فى ملفات مهمة أهمها ملف التطرف والتواصل مع الطلاب والبرامج الثقافية، وأعلن مؤخراً عن مسابقة «اقرأ» فى نسختها الأخيرة، وبدأنا نخرج للجامعات الأخرى وليس جامعة القاهرة فقط، وأيضا سعادتى بأن الرأى العام هو من يتحدث عن نجاحات جامعة القاهرة لأننا لا نتحدث عن أعمالنا لكن المجتمع هو الذى يراها، وأيضا مرافق جامعة القاهرة تغيرت بالكامل.
■ أين وصلت أزمة ترميم مبنى القبة؟
- ترميم القبة أزمة لا محل لها.. وأنا حررت بلاغاً للنيابة العام ضد الأستاذ الذى افتعل الأزمة، لأننا كنا فى منتهى الشفافية وأى صحفى أو إعلامى كان يريد التصوير كنا نسمح له ولم نمنع أحداً نهائياً، وهذا الأستاذ يسعى الآن للصلح لكنى أرفض ذلك لأننا نسمع للجميع لكن أن يسب جابر نصار وينال منه ومن عرضه، لماذا؟