تعرض سكان قرية داك سون في منطقة تاى نجوين في فيتنام، التي كانت خاضعة سابقا لفيتنام الجنوبية، لمذبحة أثناء الحرب الفيتنامية على يد القوات المسلحة للجبهة الوطنية للتحرير (الجبهة الوطنية لتحرير جنوب الفيتنام) المسماة فييت كونج وهو الاسم الذي أطلقته أمريكا على هذه الجبهة.
ارتكبت هذه المجزرة ضد سكان القرية واللاجئين إليها الفارين من قرى فيتنام الجنوبية، وقد أسفرت عن مقتل ٢٥٢مدنيًامن سكان داك سون وقد جاءت في إطار الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكى والرأسمالى، فالجبهة الوطنية للتحرير كانت من الأحزاب الشيوعية الساعية لتحرير الأراضى والحقول الفيتنامية سواء الشمالية أو الجنوبية من وطأة الرأسمالية الخاضعة للولايات المتحدة الأمريكية وحكومة نجو دينه ديم.
وبعد أن فرضت الجبهة سيطرتها على أجزاء واسعة من الأراضى الفيتنامية الجنوبية فرّ عدد من سكان القرى الجنوبية والتجأوا لقرية داك سون التي اشتهر سكانها بمعاداتهم للشيوعية، وكرد من الجبهة على قيام سكان القرية بحماية الفارين ارتكبوا بحقهم هذه المذبحة «زي النهارده» في ٥ ديسمبر ١٩٦٧، حيث قامت جماعات من الجبهة الوطنية للتحرير بإحاطة قرية داك سون.
وطالبوا السكان بالاستسلام وتسليم أنفسهم ولكن السكان رفضوا، مما أدى إلى تراجع جماعات الجبهة بعد أن نعتوا السكان بأنهم «أولاد أمريكا» واختفوا في الحقول المجاورة ليعودوا في الليل وليقوموا بتصفية سكان القرية ورغم أن سكان القرية قد سبق أن أنذروا مدافعى القرية من احتمالية الهجوم إلا أن مدافعى القرية اعتقدوا بأن تواجد جماعات الجبهة في المنطقة ليس إلا للتهديد لأنهم سبق أن قدموا للقرية أربع مرات في هذه السنة بنية الهجوم إلا أنهم كانوا يعودون أدراجهم.
وفى الليل قامت الجبهة بإرسال ٦٠٠ من عناصرها إلى القرية حيث قاموا بحرق منازل القرية بمن فيها من رجال ونساء وأطفال نائمين بقاذفات اللهب، أما البيوت التي لم تحترق بنار القاذفات فقد تم تفجيرها بالرمانات المتفجرة، كما تم قتل ٢٥٢ من السكان. ومما أسفرت عنه هذه المذبحة أيضا، أن صارنحو ٥٠٠ شخص في حكم المفقودين وإصابة ٣٣ شخصابحروق من الدرجة الثالثة، فيما قتل ٦٠ شخصا من إجمالى ١٦٠ حاولوا الهرب وخطف واقتيد الباقون للغابات.