تمكن ريـال مدريد من بسط هيمنته على مضيفه وجاره اللدود أتلتيكو مدريد وعلى ملعبه «فيسنتي كالديرون» في آخر مواجهات الدربي على هذا الملعب، ولكن كان لتفوق الفريق الملكي عدة عوامل أهمها الأداء التكتيكي الذي أدار به الفرنسي زين الدين زيدان اللقاء وأداء إيسكو ألاركون في وسط الملعب، فضلا عن الجانب الدفاعي المتماسك للفريق وتوهج البرتغالي كريستيانو رونالدو في مركز مغاير وهو المهاجم الصريح.
ويمكن سرد الأسباب التي أدت لهذا التفوق الكبير للميرينجي والذي منحه انتصاراً غاب خلال السنوات الثلاث الأخيرة على هذا الملعب
1- درس تكتيكي من زيدان: كانت مواجهة الدربي بمثابة الاختبار الأكبر لزيزو وذلك بسبب الظروف التي كانت محيطة بالفريق والتي تمثلت في العديد من الغيابات التي ضربت صفوفه وكان على المدرب الفرنسي إيجاد حلول بديلة لها.
ولم يخيب زيدان، ظن الجماهير الملكية به عندما تمكن من وضع بصمته وإسكات هؤلاء المشككين باستمرار في قدراته، عندما أبقى على الفرنسي كريم بنزيمة إلى جانبه على مقاعد البدلاء ووضع بقية اللاعبين في مراكزهم وذلك بحثا عن التوازن.
وغير زيدان، الرسم التكتيكي لفريقه من 4-3-3 ، مع المخاطرة بتغيير مراكز ثلاثي الخط الأمامي، ليتحول إلى 4-2-3-1 ، والذي أسهم في ظهور الفريق بانضباط خططي داخل الملعب مع منح إيسكو حرية الحركة في الوسط وتواجد لوكاس فاسكيز كجناح أيمن وجاريث بيل كجناح أيسر، وهو الأمر الذي منح الفرنسي اليد العليا في صراعه خارج الخطوط مع المخضرم دييجو سيميوني.
2- تميز كتيبة اللاعبين رغم الغيابات: استطاع الميرينجي أن يحكم السيطرة على اللقاء على الرغم من غياب العديد من مفاتيح لعبه والذين يمثلون عموده الفقري.
ولكن مع الأداء الكبير للاعبين البدلاء الذين شاركوا مكانهم مثل ناتشو فرنانديز في الخط الخلفي والكرواتي ماتيو كوفاسيتش في الوسط، فضلا عن تألق إيسكو في ضبط إيقاع الفريق، والمساهمة الدفاعية الكبيرة للوكاس فاسكيز، لم يكن لهذه الغيابات تأثير كبير على مجريات اللقاء.
3- مباراة للتاريخ في مسيرة إيسكو: وجد لاعب الوسط الشاب الأندلسي نفسه في موقف لا يحسد عليه ومشابه لما مر به منذ زمن ليس ببعيد خوسيه ماريا جوتييريز «جوتي»، عندما عول عليه الفريق الكثير وأكثر من اي لاعب آخر وذلك بسبب موهبته الكبيرة.
وكان إيسكو، في الموعد ولم يخيب ظن زيدان عندما قرر الاعتماد عليه في مباراة كبيرة مثل هذه، حيث كان دائما متواجدا في المساحات الخالية بين خطوط «الروخيبلانكوس» ووضع بصمته على جميع اللقطات الهجومية لفريقه، ولكنه لم يكتف بهذا الدور فقط، بل ساهم أيضا مع ثنائي الوسط لوكا مورديتش وكوفاسيتش في أداء الدور الدفاعي.
4- التضحية الدفاعية لجميع عناصر الفريق: كان أداء جميع لاعبي الميرينجي الذين وطأت أقدامهم ملعب «الكالديرون» مثالياَ، وضرب لاعبو الهجوم المثل في التضحية بالمشاركة بقوة في الجانب الدفاعي، وهو الأمر الذي حدث أيضا على ملعب «كامب نو» الموسم الماضي أمام برشلونة وساهم في فوز الفريق الملكي باللقاء.
5- توهج رونالدو في أفضل ظهور له هذا الموسم: بعد البداية الباهتة لصاروخ ماديرا، كان رونالدو في الموعد عندما احتاج الفريق له، لاسيما وأنه شارك في مركز مغاير عن الجناح وهو المهاجم الصريح بسبب غياب ألبارو موراتا للإصابة وشفاء بنزيمة لتوه من الإصابة.
وتواجد رونالدو دائما في المكان المناسب داخل منطقة جزاء الأتلتي، وشكل خطورة كبيرة سواء في بتسديداته الأرضية أو بالرأس والتي كادت إحداها أن تسكن الشباك لولا تألق الحارس السلوفيني يان أوبلاك.
وتمكن النجم البرتغالي من تتويج هذا الأداء بإحراز ثلاثية «هاتريك» منحت فريقه الأفضلية والابتعاد بصدارة الليجا بفارق أربع نقاط عن غريمه التقليدي برشلونة قبل موقعة «كلاسيكو الأرض» التي ستجمعهما مطلع الشهر المقبل على ملعب «الكامب نو».