x

نيوتن الكلمة الثانية نيوتن الأربعاء 26-10-2016 20:05


هو سمير عطاالله. تحدثت عنه بالأمس. لم أذكر اسمه. مقالاته تحدثت عنه. ما يكتبه غيض من فيض. ما يكتبه قليل من كثير يعرفه. أعتبره موسوعة جامعة. شاملة. تجمع كل ما هو مفيد. نافع. وصحى.

أقرأ له بنهم. أستعذب كلماته. يطلق كبسولات ثاقبة. طلقات رصاص. لا تحده حدود. لا تُحجّمه ثقافة. منفتح على الشرق والغرب. الشمال والجنوب. منفتح على كل المعارف. كل العلوم. قلمه ترياق. أخّاذ. يطوف بك في كل مكان. كل كلمة يكتبها فيها عبرة. معلومة. فكرة جديدة.

ترى فيه دقة المؤرخ. حينما يكتب عن أزماتنا الحالية يغوص في أسبابها الحقيقية. في جذورها. تاريخها. مؤخراً كتب عن الربيع العربى. أرجعه إلى رجل واحد. اسمه بول بريمر. وحدث واحد. اسمه حل الجيش العراقى. تداعى العالم العربى بعدها. وقعت الثورات. والانهيارات الأخرى. ليس في الشرق الأوسط فحسب بل على مستوى العالم. بسبب هذا الرجل وذاك الحدث تغير وجه أوروبا. خرجت بريطانيا من الوحدة. غيرت النرويج والسويد سياستيهما. ودول أخرى. تحرك الأسطول الروسى للمرة الأولى منذ 50 عاما. وكذلك تحركت تركيا. تحولت منطقتنا إلى ساحة تتبارى فيها كل القوى الدولية. يرى أننا في قلب الحرب العالمية الثالثة. هو على حق.

يكتب عن الشعر والشعراء. يرحل فاروق شوشة. فيكتب عن رحلته مع الدكتور حسن الكرمى في «بى بى سى». يقول: وإذا اختص الكرمى الساحر بأصول الشعر وجذور القوافى. تجول فاروق شوشة في بساتين النثر وحدائق المأثور.

يمزج الماضى بالحاضر. في حكايات الأدب السياسى. فيكتب تراث العشق الرئاسى. عن حكام فرنسا. ملوكها ورؤسائها. عن حكايات العشق في هذا القصر. فيجمع بين رسائل فرانسوا ميتران إلى عشيقته آن بانجو. ورحلة ساركوزى على يخت أحد أصدقائه. وتخلى هولاند عن عشيقته.

ساخر وجاد. يكتب منتقداً حديث المؤامرة المصرية الإريترية. اتهام إثيوبى للدولتين. منذ متى تتآمر مصر أو إريتريا. المؤامرات نعرف مصدرها. إنجليزية. أمريكية. صهيونية. إمبريالية. أما أن نسمع عن مؤامرة مصرية إريترية. فهذا والله حدث حديث.

ليس هذا كل ما يكتبه. أو يكتب عنه سمير عطاالله. فكما قلت في البداية. غيض من فيض. في الحقيقة لا أعرف كيف لا يحدث اتفاق بين «المصرى اليوم» و«الشرق الأوسط». يُطل سمير عطاالله من خلاله إلى المصريين عبر «المصرى اليوم». لماذا نُحرم من متابعته عن قرب؟ هذا أبسط حقوقنا على هذا الكاتب وهاتين الصحيفتين.

سمير عطاالله يستنكر تلك الأسئلة التي على شاكلة: ما كتابك المفضل؟ أو كاتبك المفضل؟ قصيدتك المفضلة؟ أو فيلمك المفضل؟ أو أغنيتك المفضلة؟ يرى أنه لا يمكن حصر الفنون الكبرى في حياة الإنسان. وكلما فكر في اختيار كتاب مفضل. أو كاتب مفضل. وجد نفسه تائًها في بحر من الكتب والكّتاب. لكنى أقول له: أنت كاتبى المفضل. وأعتذر من إيليا أبوماضى على تحريف بيت من قصيدته «عطش الأرواح»: نهر جاءنى بالماء أروى ظمئى.. كاتب لى وكل كُتابى الأوفياء.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية